عرض مشاركة واحدة
قديم 11/08/2009, 03:00 AM   #35
جمعة الفاخري
شاعـر و قاص و صحفي
 
الصورة الرمزية جمعة الفاخري
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لينا المهتدي مشاهدة المشاركة
ما شاء الله ..

سيرة مشرفة حقاً

أديبنا الكبير :

لدي مداخلة بسيطة أرجو عدم إثقالك بها ..

1- ما دور الطبيعة في الإيحاء لك بقصائدك ؟؟

2- ما هو مقياس المقارنة عندك بين شاعر وغيره ؟؟

3- هل يمكن أن يكون الشعر خطراً على البشرية .. كيف ولمَ ؟


تحية من الأعماق لروعة تواجدك هنـا ~

شكري الجزيل للرائعتين وحي / ذكرى على اختيار مميز كهـذا ..!

أثابك ربي وزادك من فضلــه

^__^

المبدعة / لينا المهتدي .. شكرًا لحضورك الجميل .. وآسف للتأخير بسبب خطأ في الإرسال آخَّر مشاركتك إلى هذا الوقت .. وهذه إجابات أسئلتك الذكيَّة:
# الطبيعةُ مُعلِّمٌ كبيرٌ .. فهي تعلِّمنا فنونًا كثيرةً ؛ فنَّ التأمُّل ؛ فنَّ الإضغاء ؛ فنَّ التفكيرِ ؛ فنَّ التذوِّق ؛ فنَّ الإنشاد ؛ فنَّ الإحساسِ ؛ فنَّ الصبر والطموح والانطلاقِ.. والعناد الإيجابي ..
الطبيعةُ أمٌّ .. مدرسةٌ .. ومن لم يتعلَّم منها فقد فوَّت على قلبِهِ فرصةَ الجهرِ بالحبِّ في سموِّه .. وأضاعَ ذهبيَّة التعلَّم الحقيقيِّ المثاليِّ .. وأهدرَ جائزة عناقَ الجمالِ في أبهى صورِهِ..!!

# الشعراءُ كثيرونَ .. والمجيدونَ منهم قليلون .. لكنَّ السِّيِّئين المصدِّرين للوجع والقرف والضجر والبؤس أكثر من الهمِّ على قلبِ الشقيِّ.. لكنَّ الشَّاعرَ الصادق ، صاحب التجربة الحقيقية هو من يجعل شعرَهُ جوازَ مرورٍ لأعماق الناسِ ، وأنا لا أحتفي بالشاعر عادةً بقدر ما احتفي بالقصيدة .. وانحاز للنصِّ لا للقائلِ..
والشاعر بشرٌ يخطئ ويصيبُ .. أحيانًا يأتي شعره على درجة عالية من الجودة ، وفي أحيانٍ أخرى تنحسر موجات الجودة لدى الشاعر .. حتى يمكنك الحكم على أنَّ نصَّهُ نصٌّ لمبتدئ ..
# متى كان الشعرُ مخدِّرًا للشعوبِ .. ومحفِّزًا لها على الخنوعِ والركوعِ والنكوص .. ومحرِّضًا على تمجيد الطغاة .. داعيًا لتكريس استعباد الحكَّام للمحكومين .. مصفَّقًا للقتلة وجلاَّدي الشعوب .. وسالبي حياتهم ومقدَّراتِهم.. في هذه الحالة يصبح الشاعرُ خطرًا حقيقيًّا على الحياةِ وعلى الأحياء.. خطرًا لا يقلُّ عن الأسلحة الفتَّاكة .. ويصبحُ الشاعرُ إرهابيًا كبيرًا .. وما أكثر الإرهابيِّينَ في وطننا الكبيرَ..!
وهنا يمكنني أن أطلعك على كلمة موجزة كنتُ قد قدَّمت بها محفلاً إبداعيًّا هو الأسبوع الثقافي العماني في طرابلس العام الماضي :
" أيُّها الشِّعْرُ ، يا صلاةَ النَّارِ في معابِدِ الحريَّةِ .. وجلجلةَ الدُّعَاءِ في مآذنِ الفجرِ .. يا ناسفَ عروشِ الجبابرَةِ .. وكَاشِفَ سَوْءَاتِ أعداءِ الحيَاةِ .. الممنوعينَ منَ الحبِّ .. المطعَّمينَ ضدَّ المحبَّةِ ..
يا خبزَ البسطاءِ وحليبَ اليتامى .. ويا حلوى الجياعِ .. ورخَّاتِ الارتواءِ في حلمِ العطاشى .. يا دِثارَ الأروَاحِ في غربَاتِ الأوطانِ النَّاكرةِ .. النَّافرةِ من قبلاتِ الْعِنَاقِ البريءِ .. المصعَّرةِ خدَّها لريحِ الغرباءِ تصفعُهَا من كلِّ اتِّجاهٍ..
يا أحجارَ الصبرِ في قِدْرِ الْجِيَاعِ .. وَمْلَهَاةَ البطونِ في انتظارِ رغيفٍ عنيدٍ يتمنَّعُ .. يا لهفَةِ الأعماقِ في انتظارِ قطرةِ رِيٍّ تتأبَّى .. يا حلمًا تفسدُه المراودةُ .. ويبقرُ حقيقتَهُ الصَّحْوُ اللَّعينُ .. يا حلمًا يرفضُهُ الواقِعُ المنكرُ .. وواقعًا يلعنُهُ الخيالُ الصَّدوقُ .. يا عَسَلَ التَّنَاسي المرِّ في جِفَانِ المغبونينَ .. يا مرايا اللَّهفِ في تطلُّعَاتِ العذارى .. ويا أراجيحَ القلوبِ السَّكْرَى بالهوى .. يا نزيفَ الأعمَاقِ المسكونِ بالأسى .. ورفيفَ المهجِ المكبَّلةِ بالعشقِ ، المحكومةِ بالجوى .. يا دُعَاءَ الآبَاءِ غُبَّ الفجيعَةِ .. ويا عَبْقرَ الإلهامِ إثرَ أوديَةِ الصَّمْتِ .. ويا شَفقةَ الأمَّهاتِ تتسامى أدعيةً مزروعةً خوفَ الغيابِ الفظيعِ ....!
يا مَرَاتِعَ الوجَعِ في القلوب الحيارى.. ويا فُسْحَةَ الأَحْلامِ في مُرُوْجِ الرُّوْحِ .....
إلى آخر الوجع .. وهذه صارت مقالة طويلة لم تنشر بعد ربَّما سأهديها لكِ بنشرها في براحنا الأثيرِ هذا .. إن أعجبتك طبعًا..
توقيع :  جمعة الفاخري

 إِنِّي أُحِبُّكَ سَيِّدًا يا موطني
فلقد خُلِقْتَ لكي تكونَ السَّيِّدَا

جمعة الفاخري غير متواجد حالياً