عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26/04/2008, 05:31 AM
الصورة الرمزية إملاءات المطر
إملاءات المطر إملاءات المطر غير متواجد حالياً
إدارة إملاءات المطر
 


إملاءات المطر is on a distinguished road
افتراضي هكذا عانق (البحرُ) السحاب


* للبحر طقوسه المتقنة أحياناً
و له تطويحه نحو الأبعد
فكيف تأملي المصوّب نحوه بدقة
ليحول بيني و بين ما ليس لي!؟

........
من منَّــا لا يعرف البحر؟!
ذلك المعمِّر الخالد المتألق بهاءً رغم القِدم، صاحب الأمجادِ الذي يعرف معناهُ الصغيرُ
و يدركُ أسرارَهُ و مدلولاتِهِ الكبيرُ..
( ب ح ر ) ثلاثة أحرفٍ تبوح أصواتها بمعانٍ لا يحكمها حدٌّ و لا يحصرها عدُّ..
هو كذلكَ جُبِلَ ليعبِّرَ بكلِّ تفاصيلهِ عن تلك المعاني وما يحمله هديرها من الاتساعِ،
و العطاءِ، و العمقِ، و الامتدادِ الذي يعانق الأفق و يطارد المدى و لا يكادُ يدركه!
و عندما ( يلمس شالها الأزرق) تغشانا فنستخرج من أعماقه حُلِيَّ الكَلِمِ، و درر القافِ،
و لآليء الشعر، تنتظم عقوداً تزين جيدَ الأدب، فتزهو حرائر القصيد
فكأنهنَّ الخودُ الغيد يومَ العيد..
البحر من المطر... و المطر من البحر..
و ها هو البحر / محمد صلاح الحربي

امتدَ يـمُّـــهُ رَهْوَاً ليغمر و لسان مقاله يقول:

لوكان قلبي مسافة حب ممطورة =.ماعاد لي فيه لو نبضة تصبرني
أغلى الأماكن بدون الحب مهجورة=أحلى السوالف بدون الصدق تقهرني

و لأننا قد عمرنا ديارنا بالحب و الصدق نستعير لسان بيانه فنقول:

قال الغلا يا مية هلا و سهلا=يا مقبلٍ مثل المطر حين غرّه

و لأنك البحر فمكانك سماؤنا
و لأننا المطر فمكاننا مساحاتك الشاسعة
فماذا عسانا أن نقول ؟؟
و كيف لنا أن نرحِّب بك
و نحن منكَ و أنتَ منَّا؟؟




* النص للشاعر / محمد صلاح الحربي