عرض مشاركة واحدة
قديم 28/09/2008, 04:38 AM   #19
سودة الكنوي
شاعرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية سودة الكنوي
افتراضي

اليوم و في أولى ليالي العشر الأواخر و نحن نودع رمضان و قلوبنا
يفطرها الحزن على فراق الشهر الكريم شهر المغفرة و الرحمة و العتق
النار، نسأل الله أن يبلغنا آخره و أن يعيدها علينا أعواما عديدة
و أزمنة مديدة بعفو و عافية..في جو روحاني إيماني
في دولة الجزائر الشقيقة في ضيافة الشاعر





سَـلامٌ عليكُـم و رحمَـةُ اللهِ و بركَـاتُـهُ .

1 / لرمضان جو خاص يميزه عن غيره ، سواءً أكان هذا التميز طابعاً دينياً أو طقوساً اجتماعية . هلك طقوس أوعادات خاصة يمارسها في هذا الشهر ؟

بطبيعـةِ الحالِ يجب أن تكونَ العاداتُ و المَظاهرُ في هذا الشهرِ مُغايرةً للعاداتِ و المَظاهرِ التي تكونُ في غيرهِ من شهورِ السَّنـة ، لعظمِ شأنِ شهرِ رمضان .

بالنِّسبـةِ لي ، يكمنُ الجَديدُ في الحرصِ على القيامِ بصلاةِ التَّراويحِ و ختمِ القرآنِ و لو مرَّةً واحـدة ، معَ صلـة الرَّحمِ و زِيارةِ الأصدقاءِ و الأحبَّـاءِ تحفُّنا في السَّهـراتِ فناجيـنُ القهـوة ( لا عَجب فأنا أهوى القهـوة )

2 / ماذا عن جو الكتابة في رمضان ؟

أكتبُ في رمضَـانَ ما أكتبُ في غيرهِ ، غيرَ أنَّ أكثرَ ما أميلُ لهُ فيهِ هو الجانبُ الرُّوحاني الإيماني التَّعبُّـدِي .

وهل تنعكس روحانية هذا الشهر الفضيل على روحانية الكتابة ؟

بطبيعـةِ الحال ، فأيُّ كاتبٍ أو شاعرٍ يملكُ مَلَكَةَ الشَّـاعريَّـةِ و الكِتابَـةِ لا يُمكنُ أن لا يُؤثِّـرَ فيهِ رمضَـان بأيِّ شكلٍّ من الأشكال . فالشاعرُ و الكاتبُ هما الأحقَّـانِ بأن يتفاعلا مع أجواءِ الشَّهرِ الفضيلِ المميَّـزة : شِعراً و كِتابَةً و إحسَـاسَـا .

3 / لرمضان ذكريات خاصة . حدثنا عن موقف لازلت تتذكره ؟

لا أعلمُ موقفاً خاصًّا بذاتِـهِ ، و لكن عموماً كانَ لرمضَـانَ وَقعٌ جَميلٌ على طُفولَتي معَ رِفاقِ الصِّبَا لن أنسَـاهُ ما حَييـتْ .

4 / خصوصية هذا الشهر الكريم حتى في الجدول اليومي . حدثنا عن جدولك اليومي ؟

عندمَـا أنهضُ في الصَّبَـاح أقصدُ مكانَ العملِ في حدودِ السَّـاعةِ العاشرة ففي رمضان لا أفتحُ مبكِّـراً ، و بعدَ انقضاءِ فترةِ شغلي في حدودِ السَّـاعة الثالثة زوالاً أذهبُ إلى دُكَّانِ صَاحبي العيـدْ لأعينهُ مقضِّياً باقيَ الوقتِ هناكَ حتَّى قروبِ وقتِ المغربِ ، حينها أمضي إلى البيتِ لتناولِ وَجبةِ الإفطَـار و بعدها أنادي صَديقي سُليمَـانْ و نذهبُ إلى مسجدِ الحَيِّ فنؤدي صلاةَ التَّراويحِ ، و عندَ انقضائها نَقصدُ صَديقنا صاحبَ الدُّكانِ للسهرِ عندهُ أو نسهرُ متجوِّلينَ في شوارعِ المَدينةِ وَ متمتعينَ بالحلوياتِ الرَّمضانيَّـة ( خاصَّـةً قلب اللُّوزْ ) . في الأخيرِ أعودُ إلى البيتِ في وقتٍ متأخِّرٍ من اللَّيلِ و أنامُ حتَّى قُبيْلَ آذانِ الفجرِ فتُوقضني أمِّي لأتسحَّـرَ و أصلِّي ، و من بعدها أخلدُ إلى النَّـومِ حتَّى أعيدَ نفسَ سيناريُو اليومِ الَّذي قبلَـهُ . و لا أنسَى أن أخبركم أن الصَّـلاةَ و قراءةَ القرآنِ و الكِتابةِ تتخلَّلُ ذلكَ كلِّـهِ ، مع بعضِ التَّغييراتِ الَّتي قد تطرأ على سيرِ يومي الرَّمضاني .

5 / يلعب الإعلام دوراً هاماً في برامج ومسلسلات للتسويق لأفكار و قناعات خاصة وطرح قضايا إجتماعية وشخصيات تاريخية خاصة في هذا الشهر . مارأيك في مستوى ونوعية مثل هذا الطرح ؟

أرى أنَّ المُستَـوَى يتحسَّنُ من عامٍ لآخـر ، بينما نوعيَّـةُ ما يُطرحُ فأكثرهُ لا فائدةَ فيهِ إن لم أقل مُفسِـدَا .

وماهو المسلسل أو البرنامج الذي تحرص عليه ؟

في الحَقيقَـة لا يُوجَـد ، و لكنَّ مُشاهداتي التلفزيونيَّـة متذبذبة ما بينَ مسلسلٍ ديني وَ تاريخي أو حصصٍ تثقيفيَّـة وَ ترفيهيَّـة .

6 / ارتبطت بعض الأكلات ارتباطاً وثيقاً بهذا الشهرالكريم . ماهي الأكلة التي يحرص شاعرنا على وجودها على سفرة إفطاره ؟

الشَّـرْبَـة و يحرصُ عليها كلُّ الجَزائريِّيـنَ ، و إن كانَ معها طَاجِينْ حلُـو فالأمرُ أفضلُ و أشهَـى .

7 / لوطلبنا منك دعوة شخص واحد للإفطار معك . من سيكون هذا الشخص ؟

صدِّقُوني لا أستطيعُ التَّخصيص ، سواءً من الإملاءاتِ أو غيرها . لِذا فإنَّني أتشرَّفُ بدعوةِ كلِّ غالٍ على قلبي و كلُّكُـم كذلكْ .

8 / لوطلبت منك توجيه رسالتين : الأولى عامة والثانية خاصة . لمن توجهــها ؟

العامَّـة هيَ للمسلمينَ عموماً ، و نصُّها : عودوا إلى كتابِ ربِّكم و سنَّةِ نبيِّكم تفلحوا في الدُّنيَـا و الآخـرة .

الخاصَّـة هيَ للكتَّابِ و الشعراءِ على وجهٍ خاصٍّ ، و مفادُها : كونُوا مَعاولَ البناءِ و التَّشييدِ للأمَّـةِ و ينابيعَ فَخَـارها ، و لا تكونوا غيـرَ هذا .

9 / حدثنا عن أهم مظاهر الشهر الكريم في بلدك ؟

كباقي بلدانِ العالمِ الإسـلامِـي فإنَّ للجزائرِ مظاهراً كثيرة مُشتركَـة في شهرِ الله و لها أيضاً خُصوصياتها . و بما أنَّ العُموميَّـات معلومَـة لدى الجَميـع ، فسأتطـرَّقُ للخُصوصيـات : مَظاهرُ الإختلافِ و التَّميُّـز تكونُ في أنواعِ المـأكولاتِ و الحلوياتِ وَ أيضاً في أنَّ مِـدفعَ الإفطَـارِ اختفى من المُدنِ الجَزائريَّـةِ منذُ السِّتِّينَـات وَ لا يُـوجدُ عندَنا المسحَّراتِـي كما في المَشرق ، و أيضاً هناكَ اختلافاتٌ من منطقةٍ إلى أخرى و حَسبَ تقاليدِ كلُّ جِهـةٍ في الجَزائـرْ .

10 / كلمة أخيرة ؟

شُكـراً للإملاءاتِ على مَنحِها سَكَناً لمَهوُوسِـي الكِتَـابَـة

بُوركتـم و سُـدِّدتُـمْ .

توقيع :  سودة الكنوي

 تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

اضغط الصورة للتكبير

كَغَيثِ السَّمَا تَحيَا بِهِ كُلُّ بُقعَةٍ=وَتُزهِرُ في إِقبَالِهِ الفَلَوَاتُ
هَمَى حُبُّ عَبدِ اللهِ فِينَا فَأَينَعَت=لَهُ في رُبَى أَفرَاحِنَا الثَّمَرَاتُ
فَكَيفَ أُغَنِّي وَالمعَانِي تَهَدَّمَت=أَمَامَ مَجَارِي سَيلِهَا الكَلِمَاتُ
وَكَيفَ أُوَفِّي مَشهَدَ الحُبِّ وَصفَهُ=وَفِيهِ مَعَانٍ مَا لَهُنَّ صِفَاتُ
فَبَينَ إِمَامِ المسلِمِينَ وَشَعبِهِ=مِنَ الحُبِّ نَوعٌ آخَرٌ وَلُغَاتُ
إِمَامٌ شُعُوبُ الأَرضِ تَحسُدُ شَعبَهُ=عَلَيهِ وَتَستَشرِي بِهَا الحَسَرَاتُ
شعر: أبو الطيب د.محمد بن علي العمري
سودة الكنوي غير متواجد حالياً