الموضوع: أشيَاؤُنا ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 06/04/2009, 06:00 PM   #25
حوراء المُلا
كاتبـة
 
الصورة الرمزية حوراء المُلا
افتراضي


عدتُ مِن جَدِيدْ، مُحمَّلَة بـ شيء مِنَّ المُوسيقى أيضاً.

قَبل يَومان أو ثلاثَه، كَانَ المَطر يَهطُلُ بِشِدَة عَلى دُبي، كَانَ غَزيراً أيضاً، تَعَوَدتُ أنَا وَأخواتِي ألا نَذَهب للتَسوق خَارِج مَنطِقتِنا المُرسُومَة مِن قِبل أُمِي وَأبِي، أيَّ المناطِق القَريبَة مِن مِنزِلنا، تِلكَ التِي لا تَأخذُ مِنا للوصُولِ أكثَر مِن سَاعة. أنَا مُغرَمَة بـ مَركَز فِي منطِقة جُميرا يُدَعى Mercato، أعشقَهُ لأنَّ مَبناهُ يُوحِي لي بشيء من الحَضَارة، رُغم أنَّهُ يبدُوا صغيراً مُقارَنةً بمَراكِزِنا فِي دُبي، المُهم. فجأه، وَمِن الامَكانْ، حَيثَ تَلعَبُ الصُدَفُ تَسَالِيها الصَغيرَة عَلينَا نَحنُ المَسَاكِينْ، كَان هُناكَ .. { ع ا ز ف ب ي ا ن و } نعم لَقد كَان فِي مُنتَصَفِ المَركَز عَازِف بِيَانَو يَعزفِ لـ تَجمِيع التَبَرُعَاتِ لـ اطفَال التَوحدْ، يَا فَرحَتِي يَا فَرحَتِي، وَلكِن تَذَكَرتْ بأنِي لَم أحضِر كَامِيرَتِي لـ تَخلِيد هذِهِ اللحَظَات الأسطُورِيَّة، حَقدتُ عَليَّ حِينَها جِداً جِداً، وَعلى كَاميرا هَاتِفِي أيضاً، كَرهتُها جِداً لا أدرِي لم! لكِنِي لم استَخدِمها، فـ قُلتُ فِي نَفسِي، بأنِي سأخلِد هَذِهِ اللحظَة بطريقَةٍِ أو بِأخرَى، حسناً سأقُولُ لَكم كَم شَعرتُ بالحَرجِ وَالغبَاءِ حِينَما .. طَلبتُ مِنه تَوقِيع أحدى الاسطِواناتِ لِي نَعم أنَا حَوراء المَجنونَة مَرَة أخرى، أختِي انفَجَرتْ ضَحِكَاً عَلى جُنونِي هَذا، لأنِي أصلاً ذاتَ طَبيعَة انطِوائِيّة جِداً ولا أحِبُ فَتحَ ابوابِ الحَديثِ مع اي غَريبٍ ابداً. لَكِن حِينَما يَتَعَلق الأمرُ بالمُوسيقى صَدِقُونِي تَنقَلِب كُلَّ المَفاهِيمْ.
ما زَادَ الأمرَ جَمالاً، أنَّ السَماءَ كَانت تَبرِقُ بِجَمالٍ لَيلَتها، وَالمَطرُ النَاعِم يهطُل عَلى الأرواحْ ليُهَيجَ السَكِينَةَ فِيها لـ تَضُوعَ انتِشَاراً بِداخِل النَفسْ مما يَجعلُ الأمورِ أكثَر بريقاً وَجمالاً، كَانت السَماءُ كُحلِيَةً لَيلَتها، كَحِيلَةُ العَينَينْ، وَقَد نَشرتْ شَعرَها المُبلل الجَميل بـ سَوادِهِ كـ إمرَأةٍ عَرَبِيَّة. كَانت جَميلَةً جِداً.
وكَانَ يجدِرُ بِكُم المُرور عَلى شَارِع الشِيخ زَايد لـ تَشعُروا بِجَمَالِ الهُطُولْ المُمْزُوجِ بـ حَدَاثَة الشَاهِقِ من البُناياتْ. أحبُ هَذَا الشَارع فِي هذا الوقتِ مِن السَنة فـ خَليطُ المَطرِ وَالأضْوَاء يُخيلُ للفردَ وَكأنَهُ غَزى روعَةَ الجنَّة. حَقاً المَكانُ فِي المَطر اسطُورَةٌ خُرافِيَّة، لا يُمكِنكَ إلا وَأن تُحَدِقَ بها.
حوراء المُلا غير متواجد حالياً