[جوري جميل]

حي هلا بك أستاذتنا الرائعة ومشرفتنا المتميزة وحي , ما شاء الله عليكِ تبارك الله جامعة للعلم والثقافة الغير مقيدة باتجاه معين .
صدقاً : هنيئاً للمطر بغيمة معطاءة مثلكِ .

قد لا يكونُ الفقر مادياً فحسب, فالفقر المعنوي أحياناً أشدّ وقعاً على المجتمع من الفقر المادي , الذي يجعل النفس البشرية جرداء خالية من مكارم الأخلاق .
لستُ بصدد الحديث عن النظام المالي للدول سواء كان شيوعياً أم رأس مالياً أو غيره, ترى هل كل إنسان متعلم في الجامعة يمتلك الوعي المناسب أوليسَ هناك بشرٌ حُرموا من التعليم لكنهم يلقنوننا دروساً عظيمة في سعة الإدراك والتعامل الاجتماعي والثقافة العامة ؟
وكذلك الأمر بالنسبة للفقير والغني , فليس كلّ غنيِّ غنيٌّ في نفسه , بمبادئه وأخلاقه وقيمه التي يحررها بنفسه في جريدته كإنسان له شخصيتة الفكرية المستقلة منذ نعومة أظفاره حين يتشكل الوعي والادراك العقلي لديه.

أنا معكِ في أنَ بعض أنواع التجارة الغير مشروعة تضرّ بالمجتمع الإنساني بشكل أو بآخر .
لكن لو املكنا مقومات الغنى سواء بتوفر الأخلاق والإحساس بالمسؤلية و احترام القانون و احترام حقوق الآخرين وحُبّ العمل و الدقة
سنجد أن ذلك كله يتنافى مع أساليب التجارة الغير مشروعة..على سبيل المثال لا الحصر .
بمعنى آخر بمجرد أن امتثلنا لهذه الصفات والسجايا فنحن قد اختصرنا نصف الطريق ولم يعد هنالك أي وسائل اكتساب للأموال الغير مشروعة.
فالأخلاق تحد من انتشار ذلك والإحساس بالمسؤولية يمنع من وقوع الفتن وإلحاق الضرر المباشر أو غير المباشر بالنفس أوبالغير.
ألا يجب علينا أن نبني أنفسنا لنكون ومن في أعناقنا يتشبثون , حجراً صلباً ثابتاً .
انظروا إلى بعض المجتمعات العربية التي ركضتْ لاهثة وراء لقمة العيش ولا تدري ما هو حب العمل واتقانه , ما هو احترام الآخرين , لأن ظروفهم منعتهم من الالتفات حولهم .

شكراً كثيراً لكِ أستاذة وحي , رأيك هذا يهمني ومتابعتك أيضاً محط تقديري وامتناني .
سأنتظرُ شذىً يفوح بعودتك من جديد..
دمت بخير