عرض مشاركة واحدة
قديم 31/03/2008, 02:43 AM   #27
مياسم
ابنة المطـر ..
 
الصورة الرمزية مياسم
افتراضي - فَـ قْ ـدْ / الذّكرَى الخَامسَة .. !



لااااا .. لا يا أُمّي ذَاك كَابُوسٌ من وَحي منَامك .. تلكَ خُرافَةٌ من عهْدٍ قدِيمْ !
ذاكَ حبٌّ قدِ اندَثَرْ .. مَوتٌ كريهٌ في خَافقِي طَويلُ الأجَلْ .. !
رِيحٌ تنزّ كلّ ليلٍ عند نَافِذَتِي .. تحُوم حَولَ أرَقي .. رِيحُ الحُزنِ وَ الذّكرى يا أُميّ .
سقَطَ الكِبريَاءُ المُتكلّفْ .. البَاهِظ الوُجود ..
سقطَ لِـ يُفسِحْ لِـ هشَاشَة السّنينِ أنْ تتربّعْ .. أنْ تُنَادِي عليكِ .. : هُنَا مأتَمْ .
خلفَ البَابِ المُوَاربِ مُفاجأة .. !
تُطِيح بِ قُوّتكِ .. حينَ لا يعتَقِد أحدٌ أنّ ابنَة الحظِّ التي جعَلتْ منَ الصّمتِ فاكِهَه .
تعرِفُ طرائقاً للحدِيثِ .. لا يُتقِنُها أحَدْ ..!
يالله .. كيفَ لمْ أرفَعُ حُزنِي عن أرضِ وُجودك .. كيفَ لم أقْوَ على الحيلَة القريبَة ؟
كيفَ لم أتَظاهرْ بِ المنَامِ حينَ تَهادَتْ إليّ خُطواتكِ على الرّخَامِ القَريبْ .. ؟
كيفَ رأيتِينِي و أنا أتسَاقَطُ كَـ رُوحٍ خريفيّةٍ ..آلمتَها دَورَة الفصُولْ .. لم تسْتنِدْ إلى رَبيعٍ يخطّ وَرداتَها ..
وَ لا إلى شِتاءٍ يُحيي في أعطَافِها ذاكَ الموَاتْ ..
رُوحٌ أودعتُها ذاك الفِردوس البَعِيدْ .. وَ عادتْ لِتقِفَ من جَديد ..
خَانَهَا الهُدوءُ المُنسَابُ في كلّ السّرادِيبْ .. خذَلَها الظّلامُ القريبُ من عينَيْهَا .. !
فَ تَـ سَ ـا قَ طـ تْ !
أعلمُ أنكِ سَ تُفكرينَ بِ شأنِي كثِيراً .. و رُبّما سَألتِ أحداً .. ما .. عنِ خطّ الدّمعِ على وجنتِي !
لَنْ تَدعِينِي ..
وَ سَ يُنسيِكِ كلّ هذَا أنّ "مارس" البشِعْ أنّ "مارسْ" الوَغدْ .. يُلملمُ ذِكراهُ المُوحِشَة ..
وَ يَتأهّبُ لِـ رحيلٍ يهلِكُ الحرثَ في أرضِي .. و يشرَبُ المَاءْ .. !
سَ يُنسيكِ أرقِي وَ الهمّ .. أنّ سَماءاً لم تُومِضْ بِ فجرٍ .. منذُ انزلقَ الطريقُ بِي إلى آخِرهْ !
و افترَقْنَا ..
وَ افترقنَا ..
السّهرُ يا أُمّي لصِيقٌ لا يُغَادِرُنِي .. يعُدّ انكسَاراتِي .. يدّخِرهُا .. لوُجودكِ المُبَاغِتْ .. !
لِوُجودٍ يُشبِهُ سَقطَةَ اليَومِ التي لم أحسبْ حِسَابَها .. !
ما كَانَ الدّمعُ لِـ يسِحّ معَ قَامَة الحنَانِ الشّامِخَة ، و لا كانَ الحُزنُ لِيتجبّرَ معَ حُضوركِ الفَرَحْ .. !
لكنّه "مارس" الخيبَة التي تُظللّني من بينِ يديّ وِ من خلفِيْ !
رُغماً عنّي .. سَ أُمَارِسُ الغِيابْ .. الحُزنُ مُرافِقٌ بَغِيضْ ،
وَ هذَا الحِدادْ ليسَ لأحَد مُتعنّ أن يتجرّعهُ .. وَ يترّحَمَ على المآلْ !
ليسَ لأحَدٍ أنْ يربِت على كتِفِ مُواسَاتي .. الفقْدُ عظيمٌ يا أُمّي .. دوّنينِي .. دمعَةٌ مهتوكَةُ السّترْ .. !
وَ لْتَغيبِي يا ميسِمَ الحنِينِ حتى إن انشَرحَ الفقدُ بِ مُرورٍ .. تَعالَيْ .. .
..
..

توقيع :  مياسم

 


إنْ مررتَ قرِيباً من هُنا ، فاقرأْ على شَاهِدة مَوتِيْ :
ميَاسِمٌ لا تنسَى يوماً فيهِ رُوِّيَت بِالمطَرْ .

مياسم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس