22/03/2008, 01:51 AM
|
#22
|
ابنة المطـر ..
|
كما كُنّا .. ،
غيرَ أنّا .. في التّيهِ ندُور ، خطّانَا مُتقاطِعان .. وَلا نلتقِي .. ،
أصواتُنا تتصَاعد لكنّها لا تصِل ..
أنتَ تصرُخُ في وجهِي لأنّكَ غاضِبْ .. وَ أنا أصرخُ فيكَ حتى تكفّ عن إزعَاجي ..
و يحتدِمُ صُراخيْنا في الأفقِ وَ لا يسمعهُ أحد .
أنتَ تأتِي .. و أنا أستقبلُكَ .. و هذا الفضَاءْ لا يستجيبُ لِضيافتِك .. و حفَاوتِي ..
النّبضُ يتردّدُ في قلبَيْنا معاً غيرَ أنّا نمُوتْ .. و القلبْ هوَ ما يتبقّى لِكليْنَا ..
حتى اللحظة .. أنا أُقرّبكَ من قلبِي كثيراً .. لأنّي أعرفُ أي الأمكنَة بكَ تلِيقْ !
و إن كُنتَ مُغيّباً .. أو كِلانَا ..
إلا أنّ بُكائي يمرّ بِ جوارِ أرقكَ .. و تعبكَ كلّ ليلْ ..
هديرُ رُوحي يحُوم في فضَائكَ النقيّ .. و أُمنياتك المُستحيلَة كانت تستعرضُ أمَامي ..
هل سمعتَ كثيرَ الكلامِ الذي قُلتهُ ليلَ البارِحة ؟
كُنتُ أبكي .. كُنت أقُول لِذاتي : لنْ تندَمي .. ما يلزمُكِ للتعدِيلْ ، ظلامٌ وَ أصواتٌ داخليّة .
كنتُ أربِتُ على مخَافتِها أن تضيعَ بِدونك ..
وَ هاهيَ تضييع .. تضيييع ! لكنّها .. لن تبكِي .
|
|
|
|
|