[الشقاوية]

ما ابشع

إذا خانك الذى ما انفك يوماً يحبك..

وتنكر لك جميع من حولك..

وهجرك من أفردك ودّناك وقّربك..

واكتويت بنار حبهم ولهيب عشقك..

ولكنك لم تستطع أن تفرج عن دمعة حبيسة في عينك !

وما ابـــــشع

اذا آويت لفراشك مبكراً حزيناً على غير عادتك

وانعكس حزنك على كامل أعضاء جسمك

ودب فيها الخدر دبيب جيش مهزوم

وأصبح إحساسك باللاّوقت سيد اللحظة

اللاتركيز والأنفاس المكتومة.... سوء الافق

أنين الروح... انتفاضة العروق... وقع خطوات الموت المرعبة

ضربات القلب المتراجعة ... اللارغبة في البكاء

ومشاهد الطفولة البائسة

ومــــا ابشع

اذا فاجأك الحزن يقتحمك..

ووجدت نفسك هناك.. والجبل حولك يبكى..

الأزهار تستعد للرحيل، والشمس ينبوع غضب فوقك يتدفق..

مجنزرات تسير في خط مستقيم وأنت وحدك المستهدف..

وقد جاءت ساعة الفصل ولكن بكل أسف..

تصرخ في فراغ ولا يسمعك إلاّ أنت..
مـــــا ابشع

اذا استيقظت يوماً فرحاً

ووجدت الأشياء من حولك تتبدل

فلا المكان مكانك ولا الزمان زمانك

وأنت لست أنت والكل أنكرك

ولكنك قليل بنفسك كثيراً بهم

فإذا اقتربت منهم تشعر كأن عضواً يسقط منك.

ومـــــا ابشع

بعدما زرعتها برفق ورويتها بدم الحنان وبحبك حتى ترعرعت

وعندما حاولت قطفها أدمت يدك

وبعد ما قطفتها شممت منها رائحة البارود والنار

ومــــا ابشع

اذا حاولت الفرار منهم ووجدت نفسك تهرب اليهم

واسترجعت شريط ذكرياتك فلم تتذكر سواهم..

وأبحرت فوق أمواج الشوق فلم ترسو إلا على شواطئهم

وعندما احتجت إليهم يوماً لم تجد سوى بقاياهم..
مــــأ ابشع

اذا وجدت من اشتريتهم دوماً باعوك

ومن عاهدتهم خانوك ومن عاشرتهم هجروك

ومن انصفتهم ظلموك

ومن حفرتهم في االقب يوماً.. بنسيانهم فاجؤوك

ومـــا ابشع

إذا خانت القصيدة فارسها

وخان المحارب أحلامه

وأصبحت البحار كأرض منبسطة

وأمست العيون بلا دموع والقلوب بلا إحساس

فلم تذق طعم الإبتسام يوماً واتهموك بالظلم دوماً

ولم تجد لنفسك مكاناً بيت الناس

ومــــا ابشع


اذا غاب عنك نور العيون

وتلاشى علو الامل

واقتربت ساعة الصفر ودنا الأجل وعندما احتجت النور يوماً ..... وجدته نجماً قد افل

وتمسكت بالعُلا دوماً .. فعاجلك الفشل


ومـــا ابشع

ومـــا ابشع

ومـــا ابشع

ومـــا ابشع