الموضوع: من شباك غرفتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 05/02/2012, 05:10 PM   #4
مختار سعيدي
إمـلائـي
افتراضي

اليوم 2012.02.04

أي حبيبتي ..
قضيت ليلة البارحة أتسكع في شوارع مدن العشق و الغرام ،وحيدا ، تدفعني التنهدات و توقفني في كل منعطف حسرة ، هكذا أنا اليوم غريب في مدينة كنت من سادتها ، أتفقد أثرك في كل لمسة حرف ، أو ايقاع كلمة ، او رد حالم جميل ...احمل على عاتقي ذلك الحب الذي طعنته فظاعتي و بشاعة ظني و تأويلي ...اردت فقط يا حبيبتي أن أخبرك أنه لا يزال طاهرا و لن يتعفن لأنه عفيف ، كلما توقفت في محطة أسنده برفق الى جدارية الذكرى ليترك أثره الطيب في كل مكان ...أحدثه في نفسي و جهرا حتى ألقب بالمجنون ...أ،ا وحدي أراه ...أنا وحدي أشعر به ....احدثه بشجون ، و بغضب أحيانا ، انا وحدي الذي يتكلم و هو في سكون ، أنا وحدي الذي يئن ، انا وحدي الذي يتأوه ...أراه سكن لا شك انه استراح، فقط عيناه لا يزال فيهما شيئا من الحياة ، ينظر الي بشفقة و حنو ...و رحمة أمسيت لا أمقتها ...أقول له ...سأحملك على كتفي أين ذهبت ،، و لا أترك الموت يستنزفك حتى أموت ...سأصرخ في وجهك من حين الى حين ، و كلما اشتد الشوق ، أو طال السفر حتى لا يتوقف نبضك قبل نبضي ...أعرف أنك لا تستطيع رد الصدى لأن جرحك عميق ، سأبتسم لك خلف الألم و خلف الحزن ، و أعزف على أوتار الأسى لحن الذكريات ، و أرتل عند التعب الأناجيل التي وشمها زمنك ....فقط أبق هكذا ، وأوهمني أنك نائم فقط ، و ستستيقظ يوما ، دعني أعيش جمال الانتظار ....و انصهار الانشطار ...لا شك أنك لا تزال تذكر أغنيتي لك ....أحب الانتظار ، هذه الأغنية كتبتها قبل مولدك و كأنني تنبأت بهذا المصير ....سأسمعها لك ثانية ، و تالثة ، ورابعة و...و...و.. اسمعها انها حقا جميلة ، جميلة جدا ، ستعجبك أكثر ، ربما تضحكك لأنها تبعث في ذاتي سذاجة امل الرجوع و تنفخ فيك رغبة بسمتي الغبية..

أحب الانتظار ...

أيهااللهب رفقا بذاتي ، انها منهكة ، يكاد يقتلني صقيعك، و النفس تنصهر ، بجمودك مقيدة في معقل هجرته الوعود.. تئن خلف قضبان الهجر ، وجلادها طيف صنعته الأراجيف..
أنتظر ، و لا زلت أنتظر، و اليأس يفترسني، لعلى الوارد يدلي بدلوه لصنع يقين، و وفاء جديد لا تهدره الأكاديب ..
لما أقرأ تراتيل الصدق لغيري ، أنحني لنبرته تحت ايقاع الشجون، أقاسمه الواقع في حلمي ، و أوهم نفسي بأنها هي المقصود، الصبر الجميل يِؤنسني .. أنتظر نسمة صدق يطيب في خضنها الحبور ، تهدل على أغصاني حمائمها ،و تغرد في أوكارها الطيور ..
أنتظر و أحب الانتظار، لأنني أعيش على أمل يتحدى الاحتضار..هي الأيام تمطر الصدف أحيانا ، والنداء جوال.. والصدى يرده السنا اذا ارتفع في فضاء يقهره الفراغ..
هناك ، على قارعة الود تركت معلما ، يخلد صدقي و اخلاصي و يروي سر حبي للانتظار..
فاكتب أيها الزمن على جداريته أسطورة الخلود لرجل يعشق الانتظار حد الجنون و الانشطار..

.............................
و الآن هل أعجبتك ...هههه ، لا شك أنك تتعجب من بلادتي و جنوني ...ليتني أعرف ما يدور بداخلك يا موتي البطيء ...أرجوك لا تقتل بقاياها فيك ، لا يزال حقها في الحياة يطلب الوجود ، أفديها فيك بكل معاني الخلود ، دعها تزهر و تنتعش من رميم فنائي فيها ...ايها الحب الطريح لا تضجر من ثرثرتي ، أنا استأنس بك لأنك لا تزال تسكنني ، تتلبسني، و تسقي مني ألمك ، من مسك أهدي عطرا ، و أعطر بشهقاتي فضاءات العشق و الهيام ...
هيا بتا ...لقد تأخرنا و الفناء ينتظرنا ...هيا على عاتقي ...آآآه ..يجب ان ندرك ذلك الشفق قبل الفجر حتى لا تستيقظ حبيبتي و تعرف حقيقتي و تدركنا من جديد...
م خ ت ا ر سعيدي

مختار سعيدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس