عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05/06/2010, 06:20 PM
الصورة الرمزية أسامة بن محمد السَّطائفي
أسامة بن محمد السَّطائفي أسامة بن محمد السَّطائفي غير متواجد حالياً
مشرف رَتْلُ المزن
 



أسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond repute
افتراضي تَجَلِّيَاتُ حَرْفِ " الرَّاءِ " ،

< سَـلامُ اللهِ على الجَميـع >



تجلِّياتُ حرفِ " الـرَّاء "





رُؤيةٌ فيما وراءِ الرَّسمِ وَ غَوْصٌ في غَوْرِ المَعنَى الكَامنِ تحتَ طبقاتِ الحِبرِ الرَّاكد .

أستَشِفُّ من خلالِ تمعُّني في تقوُّسِهِ حَيِّزاً لامَحدوداً من الجَمالِيَّاتِ منقطعَ النِّدِّ وَ معدومَ الشَّبيه .

لا تتأتَّى تلكَ المُكاشفةُ إلاَّ لمن أخذَ العِشقُ بلُبِّهِ و تمكَّنَ الجَوى من كلِّ جُزئِيَّاتهِ - كحالِ صاحبكم المعنَّى - غَيْرَ أنَّ الإختِلافات الوَحيدَة تَكْمنُ في قُدرةِ المُبتَلى على تصويرِ أحوالِهِ العَجيبَة وَ مِزاجاتهِ المُختلفة حالَ ما يَعْتريهِ في رِحلةِ صبابتِهِ المُضنيَة من مَشاقِّ الطريقِ و قِلَّة النَّصيرِ وَ تكالُبِ الهُمومِ وَ وَحشَةِ الرُّوح ، معَ استِحسانِ تلكَ البلايا و الرِّصا بها بتسليمِ تامّ . كيفَ لا و هوَ يعتبرُ هجرَ الحَبيبِ قُرباً و نارهُ برْداً و هِجاءَهُ مدحاً وَ غضبهُ دَلالاً وَ جَوْرهُ عدلاً و رأيهُ صواباً و سُوءهُ إحساناً ، أمَّا إن مُنحَ بعضَ الَّذي يأملهُ من غزالِهِ دوماً فكأنَّهُ حازَ الدُّنيا بِحذافِيرها .

لِذا ، فالوَامقونَ في ذلكَ على أضْرُبٍ وَ درجاتٍ متنوِّعة . وَ أنا عَبرَ انحِلالِي في هيولى من أهوى و امتِزاجِ أفكارِي وَ مشاعري و كلِّ بواطِني وَ انفعالاتِي اللاَّإرادية مع شبحهِ الشَّفَّافِ و المُشرِقِ لطافةً و ملاحَة ، صِرتُ أُبصرُ بعينيْنِ من عَجبٍ وَ أُدرِكُ بحواسٍّ فاقتِ الخَمسَة .

أرى الأشياءَ البَديعة بأبعادٍ سرمديَّةِ الرَّوعة و أُعطِي تعاريفاً و دلالاتٍ للمسمَّياتِ هيَ أقربُ للتَّخاريفِ منها للواقِعِيَّة . بل حتَّى المَظاهرُ القَبيحةُ أستلُّ منها جوانِبَ الحُسنِ الخَفِيِّ بِمِلقطٍ أٌعطيتُهُ من لدن أشفارِ حَسْنائِيَ النَّواعم .

كذلكَ كانت سطوَتُكَ عليَّ أيُّها " الرَّاءُ " . فيكَ الرُّواءُ كلُّهُ و الرَّهبةُ جُلُّها و منكَ رمزِيَّةُ الوَسامة و رِقَّةُ المَظهرِ السَّاحر . انحنَى مع جسمكَ اللَّدن روْنقُ البهاءِ و غطَّت أرضك الرَّحبةَ مُروجُ الرَّند و الرَّيحان و الرَّمَّان بِمُحاذاتِها تدفَّقت ينابيعُ الرَّوْقَةِ رقراقةً صافيَة ، فَجَرَت بها بينَ الرِّياضِ المُبَرْقَشَاتِ أنهارُ رُضابٍ خَمْرِيِّ القِوامِ ، طعمهُ العسلُ الشَّهِيُّ و عَبَقُهُ الفُلُّ الزَّكِيُّ .

نَفَخْتَ فِيَّ روحَ الرَّبيعِ وَ رَيْعانهُ لِتُلبِسني رِداءَ الرَّوابِي وَ تَسْقِيَني رَحيقَ الرَّذاذِ وَ تُطْعِمني من ثِمارِ الرَّخاءِ وَ الرَّواحَة . جَعلتني أرفلُ في رُبوعِ الرَّغَدِ راقِصاً مترَنِّماً أملأُ حياتِي بالأمنِياتِ الحالِماتِ إلى آخرِ رمقٍ من رَجائِي .

استلْهمْتُ منكَ اسْتِقامةَ الرُّشْدِ و اعوِجاجَ الرُّعونَة ، فوا عَجباً لاجتماعِ الأضدادِ و اندِماجِ المُفارَقات .

أراكَ على النُّصوصِ و في السُّطورِ ما بينَ الأحرفِ ، مَلِكاً يتيهُ رشاقةً و رزانةً من حولِهِ حاشيتهُ الموقَّرة و هوَ في رَوْحٍ و دَعَة ، فوقَ كتفيهِ خَزُّ الرَّفاهِيَّةِ و يعلو رأسهُ إكليلُ الوقارِ و الرَّجاحَة يَشِعُّ محيَّاهُ رحمةً و بشاشَة .

هذا أنتَ يا صاحِبَ الجَلالَةِ بكلِّ اختِصار وَ هذا أنا كُلِّي احتِضار ألْهَمْتَنِي لمَّا أَلْهَمَتْنِي " رَاوِيَةُ " من إسمها الفِرْدَوْسِيِّ آياتِ الضِّياءِ وَ السَّناءِ ، فأحْبَبْتُكَ لأجلها و بجَّلْتُكَ لِحَضْوَتِها عندِي .

عِندما ألفِظُكَ أذكرُ الَّتي قَصَمت ظهرِي و قرَّحَت كبدِي و حبَّبت إليَّ السَّهرَ مُسهَّداً ، لا أملِكُ لِقدرها رداًّ أو لِحُبِّها صدًّا و لا حتَّى أنَّني أظفرُ بها فأقتَصُّ منها ضمًّا و شمًّا و لَثما .

فيا نَفْـسُ ... أنْصحكِ بالصَّبرِ مع علمي بأنَّكِ لا تَسْتَطِيعِينَهُ و أوصيكِ بالنِّسْيانِ أو التَّناسِي و لو أنَّكِ لا تُريدِينهُ إلى أن ترأفَ سيِّدةُ قلبِي عليهِ أو يَحْكُمَ اللهُ لِي و هوَ خيرُ الحاكِمين .


سَـطِـيـف
الجُمعة 04/06/2010


 
توقيع :  أسامة بن محمد السَّطائفي
رد مع اقتباس