حكايا الورد..
لله أنت!
خاطرة مشبعة بالمشاعر غارقة في بحور وجع
تتقاذف القلب المضنى، فتعلو نبرات توسل و استغاثة و رجاء
في بعض الفواصل، ثم تخبو في بعضها حتى تصل إلى حدود اليأس
ثم تتخذ منحى آخر و كأنها تعلن التمرد و العصيان على القلب و عدم تقديم
فروض الطاعة للعواطف..
قلمك جميل يا حكايا و قد وشت بذلك كتاباتك قبل نصك هذا في أنحاء متفرقة من هذا القسم،
رغم اختصارها و قصرها، و لكن هنا يطالعنا نمو في الأسلوب
و نضج فكري ظهر جلياً مع طولِ النفس، و تجويد العبارات و خلق المعاني و ابتكار الصور و صدق الشعور..
وجدت خلال النص عبارات غاية في دقة الصياغة، و إتقان الصناعة و روعة البيان و أناقة المعنى و الدلالات،
برحابة أفق و بخيال مجنح نحو:
-لِأنني أنثــــى كان عليَّ أن أُكَمِمَ فـــــاهَ [ قلبي]
-لا أرجوكـَ حُباً؛فقط تَعَطف عليَّ بمسحة ٍ من يديكـ على جبين قلبي فيَبْرأ
-{ اتكأتُ عــليه علّني أتقوى فزادني وهنـــاً على وهنـــي }
-كفنـــي يلتفُ حول عنقـــي، لا تشده أكثر حتى لا يُكسر!!
فإلى الأمام سيري و أطلقي العنان لخيالك و قلمك و لا تقيديه سوى بمحظورات
الشرع و الدين و ما تعارف عليه من قواعد الذوق و السلوك أما ما سوى ذلك
فهو حري بالتحليق في سمائه..
هناك بعض النقاط التي وددت لفت نظرك إليها و هي بالطبع لا تقلل من جودة العمل
و إنما هي سقطات قلم و هنات يغشاها كثيرون فتنبهي لها:
-ذكرتِ في بداية خاطرتك كلمة(مدخل) و لكل مدخل لابد من مخرج، و لكننا دخلنا و لم نجد سبيلاً
للخروج!
-في المقطع {أولئكـ يتنفسونَ الأُكْسجين
أما [الأنا] أتنفس ثاني أُكسيد الكربون
هذه المعـــادلة ليست [عادلــــة ]}!
(
أما) : حرف شرط وتوكيد وتفصيل .
وهي قائمة مقام أداة الشرط وفعل الشرط ، فمعناها : مهما يك من شيء .
والمذكور بعدها جواب الشرط ، فلذلك تلزمه (فاء) الجزاء، فالواجب أن تقولي:
أما الأنا فأتنفس، فاحفريها قاعدة في ذهنك (أي أمّا - للتفصيل- يجب أن تلحقها فاء الجزاء)
و لو تأملت كتاب الله -و لا أبلغ منه لغة و لا أفصح لسانا- فستجدين ارتباط أما بالفاء
في جميع المواضع نحو: (ف
أما اليتيم
فــلا تقهر) سورة الضحى آية 7
(ف
أما من أعطى و اتقى و صدق بالحسنى،
فسنيسره لليسرى) سورة الليل آية 5
(أما الزبد فيذهب جفاء، و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) سورة الرعد الآية 17:
و أمثلة ذلك كُثــر..
- عليك مراجعة مواضع الهمزات (همزة القطع و همزة الوصل و الهمزة المتطرفة و المتوسطة)
لأنك ترسمينها بشكل صحيح في بعض المواضع ثم تخطئين فيها في موضع آخر مع القاعدة ذاتها!!
و إليك بعض أمثلة الأخطاء على سبيل المثال لا الحصر:
(إغتالوا، إبيضت، إتكأت، فرأتاي) و الصواب (اغتالوا، ابيضّت،اتكأت، رِئتايَ)
و أحيانا تتركينها تثاقلا نحو:
(أعظم) ثم كررتِها (اعظم)
كذلك في (إسمك) فكلمة (اسم) من الأسماء العشرة التي همزاتها همزات وصل دائما و أبدا
و هي للفائدة (اسم، ابن، ابنة، ابنم،اثنان،اثنتان،امرأة،امرؤ،ايم الله، والاسم الموصول)
نرجو لك التوفيق و الفائدة و لنا جميعا..
و عذرا على اقتحام الحمى و التعليق على النص رغم مطالبتك بعدم إعطائه
اهتماما، و كيف لا يحظى نص بديع كهذا باهتمامنا!!
واصلي جنون الحرف..
ننتظر المزيد من أحرفك المتألقة..