[صَبا المنذر]

تشتهي أن تترك التلفاز يثرثر في منزلك
وَ تتعمد ترك الأنوار ... تسطع من سقف غرفكْ
وَ تتكاسل على إعادة قارورة الماء لـ الثلاجة
لـ حين الضرورة
ترتدي معطفك المهمل على الكرسي الخشبي الهزاز

لا تنتظر المصعد
تتساقط لـ الأسفل عبر رخامات الطوابق
يكبر العالم وَ أنت تخرج لـ الخارجْ

تتنفس رائحة الوجــد
وَ نداءات نهر السين لكْ

تـُسرع في خطاك... وَ لا تكترث لأحد
وَ لن تلتفت تلك المرة..لـ الاعلانات المغرية
التي تملأ عواميد الشوارع

لن تقف متردداً .. من أن تشتري
قطعة " كريب بـ الـ nutella "
وَ سـ ترفض زيارة ذاك المقهى لـ تحتسي القهوة
كـ العادة بـ مفردك


آآآآآآه سـ تصل
لـ ذاك الجسر سـ تصل
وَ الشاتليه تودعك .
متمنية لك
الوقت الذي رغبته بـ صحبة الجسر
وَ تنصحك بـ زيارة ِ الطرف الآخر
من بوابة " سان ميشيل "

تعال...قف هنا
أدر ظهرك لـ كل المارة
وَ لا تلتفت لـ تلك السيقان المرسومة رسماً
وَ لا لـ بريق الشعر الاّشقر

لا تهتمّ بـ استمتاع رائحة الشم عندك
بـ جودة العطر الذي يجول بجانبكْ

أدر ظهرك للمارة ِ
وَ ضــِع مع صمت السين

انظر اليه جداً
كم من الآلام والمتاعب والاثقال
يتحمــــّل

المشكلة انه دوما يبتسمْ
وَ يستقبل الجميع ..حتى لمن سولت له نفسه
ان يرمي فضلاته فيه

أمعن فيه
اخبره
اشكيه
وَ اشكي لهْ

أعرفه جيداً .. وهو يقتررب منك
بـأن تحاكيه ِ
وَ تـــرمي همــّكَ الأكبر ...فيه ِ

لاتنسى ... المنديل الأخضر الذي بـ جيبك
دسّ يدك ...هيا بسرعه
واتركه يراقص الهواء
يحكي لـ " السين " ... حكايااااهْ

لوّح لهْ
علـــّهْ يفهم

علـــّه من برجه العاجي ... يشعر
يندم
يتأثر
خطوة لـ الامام يتقدّمْ



إبك ِ...نعم إبك ِ
فـ " السين " بـ دمعك يتوضــــّـأ

اسند ظهرك على ذاك السياج
المصنوع من افخر انواع الحجر الأبيض
إلو ِ رجليكْ
أو تربــــّع
بحلـــِق الآن بـ المارة جيداً
إخفض نظرك...بين الحين وَ الآخر

إرسم على الأرض .. أحلامك الصغيره
دعها تكبر
دعها تطير
دعها ... تستريح

وانتظــر

مثلي انتظـــر

أصابع خمس
لكَ تمتـــدّ

لـ تـُنهي المشوار الصعبْ