[سليم زيدان]

علي
أخي
هناك ..... في منابر
صرخت
لكنها كانت مكتومة
كما كلنا
صرخة بلا صوت
والآن أعيد الصرخة


تحت عنوان ( غصة دائمة )








وتكبُر الغصّة في / على غزة
ففي غزة ...
أطفال يحلمون برائحة الخبز الصباحي الطازج
بكوب حليب أو أقل .
يحلمون بأعياد باتت غريبة عن ملمس الحلم الفلسطينيّ
ويهربون من واقع ...
بات ثقيلاً " ولونه الرماديّ "
إلى قمر بارد في شتاء خطيئة الأوائل ( آمل بألّا نكون كالأولين )
ويرسمون غاضبين ...
من اغتال ابتساماتهم الشحيحة
متمترسا خلف فزعٍ مميت من ذاكرة الحجر .
في غزة طفل ينجو من مجزرة
وألف طفل يضيعون وأحلامهم تحت الركام
أو في شوارع فقدت مدينتها
ويتركون الخبز اليابس بين كراسات المدرسة المقفلة .
تحوم أرواحهم كما الفراشات حول شمعة البيت الأخيرة
يحاولون مدها بالحياة فلا يتقنون
ربما لأنهم أيضا سلبوا هذا الحق .


يا أنت
يا أنت الذي أشرف وأنبل من كل الرواة والنعاة
يا أشجع منا كلنا نحن النعاج المنتظرين جزارينا بهدوء
ارتفع أعلى
ارتفع
فنحن أقل من أن نلحظ وجودك المدوي
والصارخ فينا
وأرتفع
...
...
...
/ عذراً هي قمة الألم تجعلني أهذي _ أو أتقن المعنى _ /


وفي غزة
غزة
وغزة تتابع موتها البطيء المحكم
( حلم تطاول على الفجر فأنجب أحرارا " فكانت المجزرة " )
في غزة أمهات أحببن رائحة الأرض
فعشقن الشهادة – أو ...
تقطيع ما بقي من لحمهن في هذا الحصار
ليقتات الصغار الجوعى
وجداً .
أمهات لصراخهن وقع الحراب في صدور من يعرف ترجمة الصراخ ووقع الحراب
أمهات
يحيين
يمتن
ويحيين
ليمتن
ومن ثم يحيين
وكل يوم في غزة


في غزة مقاتل ...
يستظل بظل دعوات أمه من فوهة مدفع دبابة
قد ينجو ( قد )
قد تكون دعواتها أقوى من قذيفة / ميركافا /
وقد يتناثر غباراً رطباً على ما لم يتبقى من مبانٍ كانت في المحيط
ويبقى حذاء الفدائي صامداً
صامداً لأنه أشرف من ذلنا
وخنوعنا
وخوفنا


أتتني رسالة من صديقة في فلسطين
تقول :
} يا أنتم الــ نحن
إن لم تستطيعوا أن تفعلوا شيئاً من أجلنا نحن الــ على طريق الموت الأكيد
فصلوا قليلاً من أجلنا
فقد يكون موتنا أسرع {



تباً لنا
تباً
نحن لا نستحق الحياة
فكيف نصلي لأجلكم




هكذا
وأختنق
أوقد شمعتي المنذورة لفك حصارهم على شاطيء البحر الخالي / إلا مني ووجعي وصراخي /
وأهرب مني باكياً على ما تبقى مني ومنكم






أبو ظبي 15/2/2008



تقبل مروري المر علي



شكرا