عرض مشاركة واحدة
قديم 17/05/2008, 05:06 PM   #30
أسامة بن محمد السَّطائفي
مشرف رَتْلُ المزن
 
الصورة الرمزية أسامة بن محمد السَّطائفي
Thumbs up ... شُكراً لكـِ يا هِنــدْ .. }

* سَلامٌ عليكمْ و رحمةُ الله و بركاتهُ .. ||

/

و من أجدرُ منها بكلِّ هذا الحُبِّ و التقديرْ ؟!

تلكـَ الحنونةُ الرَّؤومْ ، رمزُ التَّضحيةِ و العَطــاءِ و السَّخَــاءْ ..

لكـِ يا أمِّي من هذا المِنبَرِ الأشــمْ ، تحيةُ إجلالٍ و إكبارٍ و عِرفَــانْ ..

لا تليقُ إلاَّ بكـِ ... يا ... أمَّــاهْ ..

*

شاكرٌ لكـِ كثيراً أختنا الغالية / هندْ ، على هذا الهذيانْ عفواً أقصدُ العِرفانَ و ردَّ الجميلِ لأمِّكـِ و أمَّهاتنا ..

حفظهنَّ اللهُ لنا و لكلِّ إخواننا و أخواتنــا ..

/

و مُساهمةً مِنِّي في إثراءِ الموضوعِ ، سوفَ أدرجُ نَصًّا هنا ( لأنَّهُ المكانُ الأنسبُ لذلكـْ ) كتبتهُ قبلَ مدَّة يحملُ عنوانْ : الفَننُ الدَّافِــيءْ ..

قراءة ممتعة ، و في الأخير تقبلوا مني خالصَ تحيتي و احترامي ..

*

[ .. الفَنَــنُ الدَّافِــيءْ .. }



‘’ .. مازِلْتِ يا غُصنَ الطِّيبةِ و جوهرَ الرَّأفــة ، تهشَّ لكـِ روحي كالمولعــةِ المسحورة . و تتوقُ لِتفيُّأِ ظِلِّكـِ المُطمئنِ و التَّضوُّرِ فوقَ حنانِكـِ المئيــدْ .

مازِلْتِ تطربينَ لاحتضاني و ضمِّ ما تناثَرَ من وفائي لكـِ ، متمنِّيةً أن لا أبتعدَ أكثر . و أن لا أفارقكـِ كما ودَّعَ زهْرُ الكَرَزِ فُروعاً تغنَّت و تباهت بهِ في فصلِ الرَّبيـــعْ .

مازِلْتِ تقرئينَ صفحاتِ عمري بكلِّ رويَّةٍ و اشتِياقٍ ، إشتياقٌ لأسْطُرٍ كانَ لكـِ كبيرُ فَضْلٍ في تَسْويدِ أولاها . و الغريبُ في الأمرِ ، أنَّ سوادَها كانَ ذا إشْراقٍ و طُهرٍ انبثقتْ منهُ السَّعادةُ مُجْتاحَةً لِزوايا و أركانِ تِلْكـَ الوُرَيْقاتْ . كم أشتاقُ بدوري إلى تِلكـَ الأوراقِ البريئــة .

مازِلْتِ تخافينَ عليَّ من نَسْمةِ العليلِ ، و أنتِ لا تأْبَهينَ لِلْعواصِفِ الهَوْجاءِ تُجابِهينها إن كانتْ تُهدِّدُ استِقْراري . تَدْفَعينَ الشُّرورَ من حَوْلي و لا تهتمِّينَ إن أصابكـِ منها سَهْمٌ طائِشْ ، مادامَ أنَّهُ لنْ يُصيبني .

مازِلْتِ تطرُزينَ البَسَماتِ على وَجْنَتيَّ بِمُرْهَفِ إحْساسِكـِ نحوَ شُعوري و حُسنِ إنْصاتِكـِ لِتفاهاتي مع الصِّدْقِ و الإخْلاصِ في واجِبِكـِ المُقدَّس اتُجاهي . حتَّى أصبحتْ فَرْحَتي فَرْحَتَكـِ ، و تعاسَتي تعاسَتَكـِ .

مازِلْتِ تُغذِّينني من رُواءِ أخلاقِكـِ المِفْضالَــةِ لِكَي أشرِّفَكـِ و أشرِّفَ نفسي . فَلَمْ تبْخَلي و لمْ تَكْسلي ، و كَسَوْتِني بِحُلَّةِ التَّربِية لأتدثَّرَ بِها صِيانَةً من صقيعِ العُقوقِ و الوَقــاحَــة .

مازِلْتِ تعتبرنني رضيعاً في أشهُرِهِ الأولى ، يُكْثِرُ من البُكاءِ و يُجيدُ فنَّ الصُّراخ .

مازِلتِ تعتبرنني طِفْلاً في أعوامِهِ الأولى ، يحبو تارَةً و يُناغي أخرى .

مازِلْتِ تعتبرنني وَلَداً في سنواتِ دِراسَتِهِ الأولى ، يحمِلُ مِحْفَظَةً تفوقُهُ حَجْماً و يُرافِقُهُ إلى المدْرَسَــةِ جَدُّهُ مِنْ أبيــه .

و هُنا توقَّفَ الزَّمَــنُ حَسْبَ نَظَرِكـِ لِعُمْري ، فلمْ أكبَر و لمْ أغدو شاباً طرَّ شارِبُــهْ أو زَوْجاً رُكِبَ قارِبُــهْ أو والِداً لهُ أصْهارُهُ و أقارِبُــهْ .

فحَسْبَ نَظْرَتِكـِ لي ، مازِلتُ ذلكـَ الرَّضيعْ .. ذلكـَ الطِّفلْ .. ذلكـَ الوَلَــدَ ، لا غَيْــر .

فعلى هذهِ الرُّؤيَـــةِ مازِلْتِ و لازِلْتِ ...

... يا أُمَّـــاهْ ... ‘’




سَطيفْ ، 14/11/2007
توقيع :  أسامة بن محمد السَّطائفي
أسامة بن محمد السَّطائفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس