عرض مشاركة واحدة
قديم 06/07/2008, 09:45 PM   #87
سودة الكنوي
شاعرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية سودة الكنوي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة السطفي مشاهدة المشاركة
*


لقد صُعِقتُ من هذهِ المَعلومةِ وَ النِّسبةِ المُرَوِّعة ، لا أُخفِي عليكَ بأنَّني كنتُ أظنُّ بأنَّ الوقتَ المُخَصَّصِ للقراءةِ بالنسبةِ للمواطنِ العَرَبِيِّ متدَنٍّ إلى درجةٍ ما و لكن لم أتوقَّع أن يَكونَ أبداً بهذهِ الضَّئالَـة ..

حَسبُنا الله و نِعمَ الوَكيـلْ ..


/



لقد تَكدَّسَت وَ تجَمَّعت عِدَّةُ أسبابٍ مُباشرةٍ و غيرُ مُباشرة لكي تَكونَ تِلكُ النتيجَةُ الكَارِثِيَّةُ أعلاهْ ..

و بِرَأيي لا يُمكنُ حَصرُها جَميعاً ، و لكن يُمكنُ إبرازُ أبرَزِها وَ أهمِّها فيما يأتِي :

- اهتِمامُ المواطِنِ العربي عُموماً بالمَعيشَة وَ ركضهُ وراءَ لُقمةِ العَيشِ جَعلهُ لا يهتمُّ بأيِّ شيءٍ آخرً عَدى المأكلَ و المَشربْ فَضلاً على أنَّهُ يجدُ الوَقتَ للقراءةِ وَ الإطلاعْ .

- الجَهلُ وَ الأمِيَّةُ المتفَشِّيَانِ في المُجتمعاتِ العَربية نَتِيجَةَ [ كَسببٍ رَئيسْ ] مَخلًّفاتِ الإستِعمارِ وَ ضُعفِ المَناهِجِ المُتَّبعةِ من طرفِ حُكوماتِ تلكَ الدُّوَلِ في مَجالِ إصلاحِ التَّعليمِ وَ تعميمِهِ .

- قِلَّةُ المَكتَباتِ العُمومِيَّة ، وَ كبحُ جِماحِ فاعِلِيَتها بِالبِيروقراطِيَّـة الَّتي شَلَّت جَميعَ المَصالحِ الحُكومِيَّة وَ الثَّقافِيَّـة .

- ضُعفُ ثقافةِ " المُطالَعَة " عندَ المُثَقَفِّينَ أنفسهم ، فَضلاً عن غَيرِهــمْ .

- ضُعفُ الإنتاجِ المَعرِفِيِّ من كُتبٍ وَ مجلاَّتٍ وَ إصداراتٍ تثقِيفِيَّـة .

- إهتِمامُ النَّاسِ بغيرِ القِراءَةِ في أوقاتِ الفَراغِ ، وَ هذا بأشيَاءَ لا تَمُتُّ للمَعرِفَةِ بأيِّ صِلَةٍ و في بعضِ الأحيانِ تَكونُ تافِهةَ وَ ذاتَ ضَررْ .

هذهِ بعضُ الأسبابِ الَّتي رُبَّما يرجِعُ لها النَّصيبُ الأوفرُ في تَدَنِّي مُستَوى المَقروئِيَّة عندَ المُواطن العَربي ..

و لكن للأمانَةِ فقطْ ، ففي السَّنواتِ الأخيرةِ هناكَ تحسُّنٌ و انتِعاشٌ كبيرين في مَجالِ تَعميمِ المُطالَعةِ وَ السَّهرِ على ترقِيتها وَ النُّهوضِ بها على المُستَوى العامْ ..

فنأملُ أن تُؤتِي تِلكَ المَساعِي أُكلَها قريباً ، فما أحوَجَنا لأمَّةٍ متعَلِّمةٍ مثقَّفةٍ رائدةٍ في جَميعِ مَجالاتِ الحَياة ..


~



هَذِهِ بِتلكْ ، فمن أينَ لنا أن نُنتِجَ وَ نحنُ غيرُ متعلِّمينَ و مثقَّفينْ ..

فاقِدُ الشَّيءِ لا يُعطِيهْ ، وَ المَتعَلِّمُ كلُّ في مَجالِهِ يُنتِجُ أفكاراً و كُتُباً وَ مُنتَجـاتْ ..

ألاَ تَرى الغَربَ الآنَ وَ ما أحدَثهُ من ثَوَراتٍ كَبيرةٍ في شَتَّى مَجالاتِ التَّصنيعِ وَ الثَّقافةِ وَ العَمارة ، فهل كانت تِلكَ الثَّوراتُ نتيجَةَ الكَسَلِ وَ الجَهلِ ؟ أوِ الصُّدفَـة ؟

أم أنَّها كانت نَتاجَ التَّعلُّمِ وَ الكَدِّ وَ بذلِ الوَقتِ وَ المالْ ؟

وَ قبلهُ كانَ لدُولِ الإسلامِ باعٌ طويلٌ في ذلكْ ، و التَّاريخُ خيرُ شاهدٍ على ما أقولُ فلا داعِي للإطالَــة ..


*






إجابتك على هذا السؤال المهم أثارت شجون النفس
فمما يؤسف له عزوف شريحة كبيرة من شعوبنا عن القراءة و التأليف و التدوين
ما عدا النخبة..
بل لا تكاد تجد بين أفراد مجتمعاتنا من يهتمون بتدوين مذكراتهم
إلا ما ندر، في حين تهتم معظم الشعوب بهذا الجانب
بل أن كثيرا من الشخصيات تم تسليط الضوء عليها بعد وفاتها
من خلال قراءة المذكرات الشخصية..
فلو طرحت سؤالا على كل مارٍ من هنا
هل تهتم بتدوين ما مرَّ بك و مررتَ به من أحداث طوال يومك
في أجندة مؤرخة يومياً قبل النوم؟؟؟
كما قيل:
(أمة اقرأ لا تقرأ)
و قد ابتدأ ديننا بهذا الأمر السامي " اقرأ "
و بالنسبة لتدوين المذكرات فنحن أمة أُمرت بمحاسبة النفس
و معاتبتها على كل صغيرة و كبيرة و تنقيتها من الحقد و الضغائن
و تجديدها بالتوبة و الاستغفار يوميا قبل النوم..
فلماذا نترك خيراتنا لغيرنا
و نأخذ منهم مخلّفاتهم و ما مجّته أنفسهم الخاوية و عقولهم الفارغة؟؟؟
سودة الكنوي غير متواجد حالياً