عرض مشاركة واحدة
قديم 06/04/2009, 12:29 AM   #30
أسامة بن محمد السَّطائفي
مشرف رَتْلُ المزن
 
الصورة الرمزية أسامة بن محمد السَّطائفي
افتراضي ~ رِفْقـاً بِالمُتَيَّمِ ، يَـا طُفُـولَـة ~

*

رِفقـاً بِالمتيَّمِ يـا طُفُـولَـة ...


... وَقتَها آبَ الصِّبَـا



تحملنِي النَّسمـاتُ مُشبَّعاً بالحَنينِ إلى وقتٍ مضَـى

وَ أزِقَّـةٍ جعَّدت طُرقاتها وَ أبنيتها السِّنُـونُ المُنهكَـة

فتُرجعنِي الأماكنُ إلى الأماكنِ ، حيث بقيت الرُّوحُ هناكَ وَ لم تلتحق بالجَسَـد

لا زالت تلكَ التَّفاصيلُ الدَّقيقَةُ وَ الوقائعِ السَّاذجةُ تحتلُّ حَيِّزاً شاسعاً من ذاكرةِ العَقلِ وَ غرامِ الفُؤادِ

تحتجزنِي في ذاتِي لتغمرنِي - رُغماً منِّي - بالسَّعادةِ وَ الحُزنِ في نفسِ الآنِ

لَكَمْ أودُّ حِينها أن أبكِي بحُرقةٍ أمامَ المـلإ ، لعلَّ الدَّمعَ يروِي اشتياقي وَ يُطفأ جَمرَ التَّفكُّرِ وَ التَّصبُّرِ

ما عادَ في وُسعِ الحَشا السُّكونُ بعدما أهاجَتْهُ عودةُ الماضي المُثقلِ بالأطيافِ وَ المواقفِ

ألفظُ لَوعتهُ حِمَماً لِتورثني حَسرةً على ما فاتَ من ذكرياتٍ ، وَ نَدماً على تخطِّي تلكَ المَرحلَـة

فَرفقاً بالمُتيَّمِ يا طُفُـولـة ، رِفقاً بِـهِ

رِفقاً بِمن سُلبَ منهُ عُمُرُهُ عن طواعيةٍ وَ رضـا

رِفقاً بِالغارقِ وَلَهاً في بِحارِ بَرائتكِ يَعُبُّ من أمواجكِ المتلاطِمَـة

رفقاً بِالَّذي وَهبكِ قلبهُ وَ أوْلاكِ اهتمامهُ وَ ضحَّى في سبيلِ المُستحيلِ : في سَبيلِ أن ترجعي للحاضرِ كما أنتِ وَ بدونِ تغييـر

دَعِيني أُطْلِقُ آهاتٍ حَرَّى بَقيت رَهينةَ المُهجَـة

أُطْلقها كي ترحلَ بأجنحةِ الزَّمنِ مُحمَّلةً بالدِّفءِ وَ الحُبِّ إلى غابرِ الصِّبا الجَميلِ

حَيثُ يجتمعُ الغَدُ بالأمسِ

وَ تلتحمُ الأمانِي معَ الخُرافاتِ وَ الأغانِي

يا حَبَّذا تلكَ اللَّحظاتُ ، وَ أَنْعِمْ بها من جَنَّةٍ لِلذَّات


/


سَطيف ، السَّبت / 04 / 04 / 2009



توقيع :  أسامة بن محمد السَّطائفي
أسامة بن محمد السَّطائفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس