عرض مشاركة واحدة
قديم 06/03/2008, 02:45 AM   #5
عبد العزيز الجرّاح
المديـر العـام
 
الصورة الرمزية عبد العزيز الجرّاح
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سودة الكنوي مشاهدة المشاركة
لله درك شاعرا يا بن الرافدين...

بحر البسيط! و ما أدراك ما بحر البسيط!

محك الإبداع و مركب الفحول!

يا ترى! هل أعلق على فكرة النص؟ أم موضوعه؟ أم على المعاني الساميات؟

أم على التراكيب الجميلة المصبوبة في قوالب البديع؟

أم على الصورة الفنية الحاضرة بقوة؟

و البلاغة و البيان الظاهرين بأناقة...؟؟؟

أسلوب مؤصل/رصين/جزل/بليغ/ فصيح

استوقفتني أبيات لعلي أذكرها في عجالةٍ هي ظلم للنص فأرجو المعذرة من أخي الشاعر
على ما أجبرني الجمال على اقترافه، فتسليط الضوء على النذر اليسير ظلم، و تركه أيضا ظلم...
والإنصاف لا يتأتى إلا بقراءة متعمقة موغلة في جسد النص لفهم المعاني و اقتناص الدلالات
و الصور البيانية و ما وراءها من سمو و رقي...


ما بالُ مشيكِ - أرخى صَلَّة النَّغَـمِ..؟
هل حشرجَ الحِجلُ بين الكعبِ والقَدَمِ..!؟


المطلع:

بدأت القصيدة باسلوب استفهام يشد انتباه القاريء

و يستحث ذائقته في شوق لمعرفة ما وراء الاستفهام و هو أسلوب بياني لا يعلى عليه

فقد حرص الشاعر على بدء القصيدة بسؤال ليمتلك ذهن السامع من أول وهلة و مع الاستهلال

نسمع حشرجة و صلصلة و نغم..

لم يكتفِ بتساؤله لشد انتباهنا ، بل تعدَّى ذلك باقتدار ليسمعنا أصواتا تنساب في آذاننا
بوضوح مترددة مع النغم
و صليل الحجل(الخلخال) المتناهي إلى مسامعنا
مع ضرب (القاصر) بقدمها
في إيقاعٍ يدير الرؤس و يسلب الأفئدة و يسبي الألباب...


لا تَسبِقِ العُمْرَ - عُمْرُ المـرء سابِقـهُ
لو عَمَّرَ الألفَ إثرَ الألـف - لـم يَـدُمِ


هنا تلوِّح الحكمة بكفيها و تنطق بلسان تجربة الشاعر في مشاوير الحياة

((الدنيا دار زوال))

فمهما طال الأمد بالمخلوقات فهي إلى زوال بقدر كتب الله و أجل مسمى، و كل شيء هالك إلا وجهه

حكمة مستقاة من قوله تعالى:

( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ

وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)

(فاطر:11)

و الآيات المحكمات في مثل ذلك كثر..

خَبِّـي المَفَاتِـنَ بالجلبـاب تتَّسـمـي
أعلى المحاسنَ مِن خُلْـقٍ ومِـنْ شِيَـمِ
خبـي المفاتـن بالجلبـاب واحتشمـي
لا تحشم النَّاس شَخصًا غيـرَ مُحتَشِـمِ


من لنا بهمسات حق كتلك التي همست بها هنا؟؟؟...

الحجاب المحتشم هو العزة و الكرامة و هو الحصن الحصين للمرأة المسلمة

و منه ينبع تقدير العالم بأسره لها و احترامه لشخصها .. و كل ما سواه من الدعاوي الباطلة

ذل و امتهان و ابتذال..

الخاتمة:
خلاصة الحكمة الموشاة بهمسات النصح المسبوكة في تراكيب حنانة

عذبة المشارب...

والرُّوحُ تَظفـر بالعَليـاءِ مـا سَلَخَـت
جِلـدًا يُثَبِّطُهـا مـن شهـوة البَـهَـمِ
لا تَبعدي تَهِمـي - تعـدي وتنهزِمـي
فالذِّئـب يأكـل أقصـى سـارِح الغنـم
فاستطرقي المشي بينَ الشَّـوك سالكـة
إن كـان يوصِـل درب الزَّهـرِ للنَـدَم


الله الله!
لقد اعدتنا إلى عصور الازدهار الأدبي و الشعر الأصيل..إلى العصر الأموي الزاهر
و العباسي الزاخر..
فكأنني أتجول في المربد أو أتكيء على بسط الديباج في بلاط أحد الخلفاء، يستخفني الطرب...

ليهنك الشعر يا بن الرافدين...
إيه يا بصرة! ما زلتِ تلدين لنا النجباء!

سلام على دجلة و الفرات...

و سلام على شاعرنا المفلق أحمد البصري...

حقيقة ، لا رد بعد الرد أعلاه للرائعة / سوده الكنوي
وحضوري لن يضيف شيئاً ،

أنا هنا للترحيب بعودة شاعرنا وكاتبنا العزيز ، الغزير/ أحمد البصري
فقد أفتقدناه كثيراً ، في الفترة الماضية.

أحمد،
أهلاً بعودتك للمطر ..
آمل أن تكون الظروف التي أبعدتك قد أنتهت على خير.
وجودك سيضيف الكثير من الجمال للمطر.
صدقاً ، سعيدٌ أنا بعودتك...

ودي وتقديري
عبد العزيز الجرّاح
توقيع :  عبد العزيز الجرّاح
عبد العزيز الجرّاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس