بسم الله الرحمن الرحيم
سلام اللهِ عليكُم أهيل المَطر
يطيبُ لكُمْ صَبَاحُ العمر / مَساؤه
لأنَّكم السمَاءْ وَ أحرُفكم ..جِئتُكم بِقَطرةٍ مِنْ فَيضِ هُطولِكم
الذي إذا اِنحدرعلى الجدْبِ صَيرتْهُ رَبيعاً أَخضَراً
قال تعالى :
"وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ "(19) ق
نَعم هو المَوت كَأس لابدَ مِنْ اِحتِسائه ِ مَهما َطَال البَقاء
فليس مِنه مَفرٍ ولامَهرب ، ولاكَبير أو صَغير، ولا شَاباً أو شائباً
فَهل أَعدَدنا العدة للِقائهِ ؟ وهل تَزودنا بالزِّادِ عند اِنقِطاعنا عن الدُّنيا
فيرعاك الله كُن يقضاً فإنه إن أتى لن يُؤخرك سَاعة أو يمهِلك أُخرى
حتى لو كنتً في علٍ أو جبلٍ فقدْ كُتبَ عليك وقت مَوتكِ قبل مِيلادك
فَكمْ مِنْ أَحبةٍ فارقونا دون عِلم مسبق
فإلى أين تُريد العبور ؟!!
فلك الخيار...
إلى جِنانٍ ونَعيمٍ سَرمدي ؟!! < فنِعم المَصير >
أم إلى شَقاءٍ وسَعيرٍ سَرمدي < فبئس المصير>
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الروح:
" إن أكثر أصحاب القبور معذبين والفائز منهم قليل ..
فظواهر القبور تراب وبواطنها حسرات وعذاب.. ظواهرها بالتراث والحجارة المنقوشة مبنيات
وفي باطنها الدواهي والبليات .. تغلي بالحسرات كما تغلي القدور بما فيها ..
ويحق لها وقد حيل بينها وبين الشهوات وأمانيها.. تالله لقد وعَظَتْ فما تركت لواعظ مقالا
ونادت: يا عمار الدنيا لقد عمرتم دارا موشكة بكم زوالا ،
وخربتم دارا انتم مسرعون إليها انتقالا ، عمرتم بيوتا لغيركم منافعها وسكانها،
وخربتم بيوتا ليس لكم مساكن سواها .. هذه دار الاستباق ومستودع الأعمال وبذر الزرع ،،
وهذه محل للعبرة رياض من الجنة أو حفرة من حفر النار "
وقال الجوزي في بحر الدموع:
إخواني، إلى كم تماطلون بالعمل، و تطمعون في بلوغ الأمل،
وتغترّون بفسحة المهل، ولا تذكرون هجوم الأجل؟ ما ولدتم فللتراب،
وما بنيتم للخراب، وما جمعتم فللذهاب،
وما عملتم ففي كتاب مدّخر ليوم الحساب
نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه
ســلامُ الله والرحمات تغشــاكم
أسألكم الدعــاء