عرض مشاركة واحدة
قديم 26/07/2010, 03:36 PM   #8
مريم الظاهري
إملائية
 
الصورة الرمزية مريم الظاهري
افتراضي





فلتقف هنا مطولاً..
لن أنزل .. و ليبللك المطر .. فلم تعد تهمني سيدي..
فلتمرض ثم فلتمت .. لا يهمني إن بقيت أو رحلت ..
أتدري يا سيدي ذا المنصب المرموق..
كرهت البحر عندما رحلت .. كرهت رؤية أمواجه المتلاطمة في الشتاء لأنها تذكرني بالعاصفة التي تجتاح مشاعري و تضارب الأحاسيس في ذاتي..
و كم كرهت رؤيته هادئاً في الصيف لأنه يذكرني بهدوء حياتي من بعدك..
سيدي .. ها هما عامي قد مضيا و عدت أنت من غربتك ..
عدت فخوراً بإنجازك و سعيداً بأيامك .. لكني لست كذلك..
و لم تدري أني في أيام سفرك ذقت مر الغياب كنت راقب هاتفي لساعات إنتظرتك كثيراً علَّك تهاتفني أو تطمئني عن حالك برسالة ..
لكنك لم تفعل .. كنت أنانياً كثيراً.. قلت لك أن تنتظر عامي الجامعي حتى ينتهي ثم نسافر معاً تكمل و أكمل .. و لكنك ذهبت حتى دون وداعي..
دست على مشاعري و سرت بثقة أمرغ أنف كبريائي في التراب و أقول لهامتي إنحني و أخشعي لصاحب الظل الطويل..
و قطعت تلك المسافة من المرفأ حيث أسكن لأتبعك للمطار..
و حين رأيتك .. أشحت بوجهك و دخلت صالة المغادرين..
لم فعلت هذا..؟؟
لم تصر على جرح كبريائي و إهانة كرامتي..
لست من مقامك أيها الثري..
فأنا إبنة بحار فقير و أمي طاهية في مطعم و أعيش على السمك..
بل أقضي يومي أعمل و أكد كي أجمع المال بعد الجامعة و في منتصف الليل أنام..
لم أعش في رغيدك و لم يغدق علي والدي الذهب و الماس و لم أجرب قط النوم على وسادة ريش النعام..
و لكن مع تلك الفروق وافقت عليك .. و مضيت إلى حلمي المجهول معك..
سرت مبتهجة أخفي كل الجروح و الآلام و أبتسم و أقول لم يؤثر بي غيابه..!!
و وقفت أمام مرآتي و قلت لها بكل صدق و صراحة .. إنك تسري بي و أجدك بين كل نبضة و نبضة و تسير بين كل شريان و ودج..
و حتى حين رحلت .. دون سابق إنذار..ظللت أحبك ..
و لكن اليوم قد تغير كل شيء..
لذا أقول لك .. لا جدوى من إتنظاري مطولاً تحت المطر فأنا لن أعود..
حتى و إن كنت يوماً ما خدشت كبريائي ..
تعلم مدى عنادي ..
لذا أقول .. أني قد أرديت قتيلة مرات عدة في ساحات الوغى ..
فقط لأني أحبك ..
و لأني أحبك سمحت لنفسي أن تذهب إليك و تحتمل تكبرك و الخيلاء الذي صار طبعك..
و لتسمعني الآن ,, إذهب من هنا..
فلا جدوى من إهانة نفسك بالوقوف مطولاً أمام شرفتي ..
فصوتك العذب و سيل إعتذاراتك مملتها ..
بقدر ما كرهت سماع آسف على كل ما جرى منك..!
إذهب حيث قصر والدك و الحسناوات اللواتي تعرفهن..
فأبنة الصياد ذات المبادئ و القيم لا تناسبك إطلاقاً..
عد لعالم الدلال و النعم و أتركني من القسوة و الشظف أتعلم..
فأنا قد أعلنت حذفت من زوايا ذاتي و أتلفت كل الأوداج اللتي تنبض بك..
و لم يقى سوى بصيص أمل سأعيش عليه ما حييت حتى أنير به كل ديجور سبلت ضوءه حين رحلت ..
توقيع :  مريم الظاهري

 

[ . . الصدى . . ]
,
مجرد صدى صوت قادم من حيث لا صوت ..!!
إلا ..
صوت الألم ..
بعض الآهات و الأنين ..
و كثيرٌ من الوجع الممزوج بالصرخات المكبوتة ..!!
مريم الظاهري..
مريم الظاهري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس