الموضوع: حديث المطر !
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16/09/2010, 07:22 AM
الصورة الرمزية خالد محمد المشوح
خالد محمد المشوح خالد محمد المشوح غير متواجد حالياً
كـاتـب
 


خالد محمد المشوح has a reputation beyond reputeخالد محمد المشوح has a reputation beyond reputeخالد محمد المشوح has a reputation beyond reputeخالد محمد المشوح has a reputation beyond reputeخالد محمد المشوح has a reputation beyond reputeخالد محمد المشوح has a reputation beyond reputeخالد محمد المشوح has a reputation beyond reputeخالد محمد المشوح has a reputation beyond reputeخالد محمد المشوح has a reputation beyond reputeخالد محمد المشوح has a reputation beyond reputeخالد محمد المشوح has a reputation beyond repute
افتراضي حديث المطر !

خالد المشوّح
قصة قصيرة
حديث المطر
صوت زخّات المطر.. وصوت الرعد.. أيقظاها من النوم.. اتجهت نحو النافذة.. أزاحت الستائر المخملية الحمراء.. جالت بنظرها نحو الشارع.. رائع هو المطر.. بديعٌ بكل تفاصيله.. يأخذها بعيداً إلى أيام الطفولة والصبا.. حيث الحياة أجمل.. والبراءة تكسو الملامح والقلوب..

تذكرت كيف أنها في طفولتها.. وعندما يهطل المطر.. تجري نحو المطبخ.. تخرج مع أشقائها صحوناً وأواني كبيرة الحجم.. يضعونها في فناء المنزل، لتتجمع فيها حبّات المطر...

(ذات صباح ممطر، اتجهت وإخوتي نحو المطبخ كالعادة وأحدثنا فوضى عارمة فيه، أخرجنا الأواني الكبيرة والصغيرة، أفرغنا الدواليب والخزانات من محتوياتها.. وذهبنا لفناء المنزل وبللنا ملابسنا ولعبنا وضحكنا.. فكانت النتيجة (علقة) ساخنة تلقيناها من والدتي.. ففوضى المطبخ.. وتبليل الملابس وتبعاته من نزلات البرد والزكام.. لن تمر مرور الكرام أبداً..

أخي الصغير (أحمد)، عشقه للشارع والحارة يكاد يكون جنونياً، فالشارع بالنسبة إليه هو بيته الحقيقي، كان نافذة يطل من خلالها على الناس و الحياة، بل هو الحياة الحقيقية من وجهة نظره.

كان لا يجلس معنا سوى لحظات قليلة هي أوقات الغداء والعشاء، أما بقية اليوم فيقضيه ما بين لعب للكرة ولهو بالدراجة، أو مع أحد أصحابه ما بين بيوت الحي أو عند دكان الحارة، وعندما يهطل المطر يذهب لأكبر تجمّع للمياه ويأخذ دراجته، فيجرب السباحة بالدراجة حيناً.. وبدونها حيناً آخر...!)

يُكسب هطول المطر الأشجار والبيوت بريقاً وجمالاً من نوع آخر...

تأمّلت البيوت والأشجار والطرقات وسيارة زوجها داخل فناء المنزل وقد غطّتها حبّات المطر..
سحابة حزن دفين تملأ سماء عينيها..تنبئ عن هطول غيث جديد !

غَسَلَ المطر بقايا الأتربة والزيوت وأوراق الشجر في الشارع...
وتمنت لو يفعل ذلك مع قلوب (بعض) البشر!!



 
توقيع :  خالد محمد المشوح

 

أترى حين أفقأ عينيكَ
ثم أثبت جَوهرتين مكانهما..
هل تَرى..؟
هي أشياء لا تُشترى..!




رد مع اقتباس