عرض مشاركة واحدة
قديم 31/03/2011, 09:44 PM   #2
إيمان بنت عبد الله
 
الصورة الرمزية إيمان بنت عبد الله
افتراضي



ثانيًا : أعمال الفرق ..


النص الأول

" الـصـوارم "

النبوءات حبلى بالأمنيات ، وما زلت أذكر تلك النبوءة التي وقعت عيناي عليها في سفر الكون . تشكلت كينونتي منذ تلك اللحظة التي ندّت عن قافلة الزمن . أمسكت بتلابيب النبوءة فدهشت أعظم دهشة حينما علمت أن الأمنيات أرواح تطوف بسرعة في الكون وحينما تلتقي بأرواحنا تمتزج وتنصهر فيها . كل امرئ لابدّ أن تحمل به أمنية وتتمخض عنه معاناة وتضعه يد القدر في مهد الدنيا . لا أعلم كيف يعيش من أمنيته أن تكون له أمنيته ؟ ألا يعلم أن الأمنيات دلو نغرف به من بئر الحياة ؟! آه كم هي الأشياء التي أتمنى أن أصادقها ؟ أتمنى أن أصادق الثورة لأثور على مظاهر الكلْم وأقيم حضارة الكلِم ! أتمنى أن أصادق الاغتيال لأغتال كل لحظات الحزن وكل ساعات الضيق ! أتمنى أن أصادق الموت لأتعلم كيفية فن الحياة ! أتمنى أن أصادق النهر لكي أكون مثله لا أسأل عن أي تيار أنتمي ؟! أتمنى أن أصادق المستحيل لكي أستخرج من أحشائه الغول والعنقاء والخلّ الفوي ! أتمنى أن أصادق الورقة لأراودها عن نفسها بفكرة أطبعها عليها ! أتمنى أن أصادق الفراق لأتعلم روعة اللقاء وأتذوق حلاوة العناق ! آه وكم هي الأشياء التي أتمنى أن أعاديها ؟!أتمنى أن أعادي الحقيقة لأنني أخشى ألا أهضمها جيداً فيتقيأني الوهم ! وأتمنى أن أعادي القناعة لكي لا يوزعها الأغنياء على الفقراء ! وأتمنى أن أعادي العلم لكي لا أزداد حسرة وندامة على جهلنا ! وأتمنى أن أعادي المطر لكي لا يجدد المآسي ويجس بيد الآسي ! وأتمنى أن أعادي النجوم لكي لا يسرقها خفافيش الظلام !وأتمنى أن أعادي الجماهير لكي لا تصنع بطلاً مزيفاً ! لكنني أتساءل حيناً : هل كل هذه الأمنيات مجرد إرضاء للنفس عندما لا نحصل على ما نبتغيه ؟!


النص الثاني

" أغنية الورد "


الأمنيات.. بحرٌ عذب .


ترتسِمُ على شفتي تلكَ الابتسامة، التي لا تجيء إلا فجأة، حينَ أفكّرُ في أمنيةٍ تأتي ذكراها مع المطر .
الأماني لها ذكريات .. تصوّروا ! أيحقّ لي تسميتها بذلك رغمَ أنّها أصبحت من الذكريات !
وعلى نقيض الابتسامة / الحياة .. نموتُ لو لم يكُن في مقدورنا التمنّي. من ذا الذي يكفّ عن التمنّي !
أسرابُ الطيور الكثيرة، في كلّ سنة، في كل موسم، في كل صباح. تُذكرني بعددِ الأماني التي ماتت على أغصانِ حياتي رغم أنها لم تتفتح زهرتها بعد. والأماني التي سوف تجيء بعددِ الذين ماتوا وربّما أكثر.
نلبسُ الأمنيات كما نلبسُ ثيابنا. نتأنّقُ بها، نسيرُ وسُحنة وجوهنا تُقرُّ بأنّ هنالكَ، في دواخلنا شيئاً يبعثُ البهجة لنا كلّ حين.
الأماني لا تموت، تُقتل. لا تصغر .. بل تكبُر. تتَقدم .. وَلا تهرم .
عَبثاً يحاولُ هذا الكون أن يُحيدنا عما نأمل ويدفعنا إلى ما لا نأمل .
نعيشُ وتعيشُ معنا بعمرنا وربّما أكبر. نموت .. ونخلّدها ليأتيَ أحباؤنا ليفعلوا ما كنّا نتمنّى حتى وإن لمْ نرَ ، نشعُر.
أمنيتي الكبيرة يومَ أن كنتُ صغيرة، أن تتنفّسَ دُميتي لأتمكّنَ من إضحاكِها. أمانٍ كثيرة تسكنُ أقفاصَ حياتي، لم أطلِقها بعد. لكلّ شيء زمانه، ومكانه. تولدُ وتموت، وفي أحايينَ كثيرة لا أستطيع أن أفكّرَ في أمنيةٍ يتيمة. رغمَ أنني أمتلئ بالأمنيات التي تتجدد دوماً، رغماً عن قلبي.
وحينَ أترك أمنية تمنّيتها في وقت ما، خاصّة تلك التي تجعلني أفخر بنفسي بمجرّدِ التفكير فيها. أحسّ بالضعف، وحرمان نفسي من شيء كنت أستحقّه، يكفي أنني جعلته لي حتى وإن كان في قرارة نفسي.
نبني أسبابَ تحققِ أمانينا، كما تبني الطّيور أعشاشاً لتحفظ صغارها.
الأمنية كالزهرةِ النّدِيّة. لا يكفي أن نجعلها في إطارِ حياتنا دونَ أن نُرتّبَ لها مكاناً و نعتني بها و نظلّ نراقبُ نموّها إلى أن تصير ثمرةً بإمكاننا قطفها .
هناكَ أمان كفواكه تؤكل في حينها، نتمنّاها مع من نحبّ، نضحكُ منها، ونبتهج، رغم علمنا بأنّها ميّتة منذ أن تفوّهنا بها.
أوتعلمون !!
الأماني أيضاً تشبهُ أحلامنا الجميلة، التي تمكننا من الابتسام فور صحونا. لكنّها تنقضي




النص الثالث

" الحرف اليانع "

الأمنيات الطوال سفر وارتحال فلتأخذنا إلى محطاتنا البعيدة ،إلى ذواتِنا المُنغمسَة أبعدَ ما فينَا ،ولنحتفي بحضورها يا روحي السعيدة.
ترتدي الأمنيات ثوب الورد وتصنع منها إكليلاً تتزين به وتنتشي من عبق عبيرها الروح وهي مبتسمةً هائمة تستجدي الوجد.
الأمنيات تمارس في مشاكستها لأرواحنا لعبة الغدو والرواح، تلعب مع نفوسنا المتعبة لعبة الممكنِ والمُستحيل، وتغرينا بلمساتها الحانية أن نجرب تعويذة البقاء على سفح لقاء دربٍ نتتوق لاحتضانه بشغف وننتظر ذاك اللقاء منذ عقودٍ خلتْ.
سيدتي الأمنية الفطنة اشطري روحي إلى شطرين ، شطرٌ يتناوَل التّفاصِيل الحقيقيّة، الهيئةَ التي منها أجيءُ وأرُوح، الظّلام المُدلهمّ في الزَّوايَا.
و شطرٌ آخر هُو لكِ، كي يسعَني اختلاس النّظر هُنيهةً، واستراقُ نُوركِ الوضّاء، فألجُ في دهاليزه وأهجع ردحاً على صدر الأمل، وأفترش مهدي وأسعى لتحقيق بعضك اللذيذ القاصي، المرصوص على شَفا استحالَة، المركون على ظهرِ جُملةٍ من السِّنين والذي يبتسم له دوماً ثغر الحالمين... تراني لم لم أعد اراه الآن !
سيدتي الأمنية قد جن الليل و دنى أجلي وبلغت من الحزن كفافي فلـيلتهمني أديم الغبراء إن لم تبعثي بشوقك لي عبر رسالة ٍ أو بعضَ ما تصبُو إليهِ نفسي التي تلهثُ اليكِ سعيا فلا تكل ولا تمل !
سيدتي الأمنية استأصلي أنفاس الأنين ولا تذريني هنا أتحدَّثُ إلى يأسي، أسألهُ عن حينِ جلائِه، فيردُّ عليّ: ليس بعـد !
لا تتركيني أقضي غرَّةً من جَلل انتظاري وأنا متفرسة ًلوهجك الذي لا يبزغُ ولا يلينْ .
هلمي واحضري مكنونات الخلود واجمعي أنقاض تلك الأرواح النائية وادرئي عنها استسلاماتٍ قد سكنت دروبها ملجأ التائهينْ
النفس يا أمنية لا تستجدي إلاكِ ، يروقها الاحتضار على عتباتك المكللة بالتعب ، تارة تتشكلين كأمرٍ خصوصيٍّ ، أو سراً مبهماً مكنونا في خلجاتي وهمساً لا يسمع هسيسه إلا نباهتك، وتارة تتلونين كبريق قوس قزح تقرأه عيون الآخرين بنهم من نظراتي فأبتسم !
سيّدتي الأُمنيَة: لا تكوني دائمة موعدة ، كوني لبيادري اللقاء والبقاء وإجابة لاسئلتي وغيثاً لروضي العطش ،ارويني من نقاء ينبوعك ، كوني كما أريدك زهرة ياسمينْ





النص الرابع

" الضوء"

( غمامٌ عابر )

قضمت أيامي كعكات آمالي
حتى بدأتُ أرى فتاتها تلعب به الريح !
واستل الجرحُ لونَ ابتسامتي
فتجمَّدت الدمعة في قناة الأيام وسالت جرحاً
أراه متسعاً بامتداد الغروب .
آهٍ من أمانٍ لم أظفر إلا بطيوفها ، حزنت عليها
كما الأرض العطشى حينما يغادرها الغمام العابر !
وخزٌ أنتِ أيتها الثوان ، تحومين على بطن وقتي المكلوم
وتذكريني بنغزات الفراق التي شاكت ذاكرتي .
رُمْتُ أمنيةً .. فكانت كوميض البرق الخاطف
واعتاد ليلى أن يسرق بشائر النور !
وحديث انتظاري أن لا يتفوه إلا ( بمتى )
يا كم عشقت عينا فؤادي الحالم سحبَ الأمنيات
وهي تجوب الأفلاك بسحرها الأخّاذ
وحَزَناً ..
لم تروِ سوى الأحداق .. ! .

.. أغلى هدايا القلب يوم ينالهُ
أملٌ تحقّق بعد طولِ فراق ِ .





/



إيمَان
توقيع :  إيمان بنت عبد الله

 

رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ
إيمان بنت عبد الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس