الموضوع: لكَ وحدك...
عرض مشاركة واحدة
قديم 15/03/2008, 05:37 PM   #3
أحمد بدر
شـاعـر
 
الصورة الرمزية أحمد بدر
افتراضي يا غارة الله


عِراقْ
.
.
.
.
.
.
.
.
عِراقْ
.
.
.
.
.
.
.
.
في نبضة الأبدْ
.
.
.
.
.
.
.
.
عراقْ
.
.
.
.
.
.
.
.
.
عراقْ
.
.
.
.
.
.
.
.
.
المالُ والوَلـَدْ
.
.
.
.
.
.
.
.
.
عراقُ يا عراقْ
يـا ناهـِـب الـمَدى
يــا رائِـق الهواء والتـُّراب والـنـَّدى
أنت الــيقينُ كــالشَّـذى
فالــصّوتُ لا الـــصَّدى
.
.
.
.

أولى فأولى
لباق الجمع ينسحبوا




الـواقـِبُ النـَّاقِبُ النـَّائي.. لـَهُ ذَنـَبُ=إذ شَـقّ جَيبَ سَماءِ اللـه - يلـتَهـِبُ
مـَـسـخا.. وَقـَـزَّزَتِ الأفـلاكَ طـلعتـُه=مِـن ألـفِ لون مَـنِـيٍّ لـَمـَّهُ الـنّسَب
بَـثَّ الـمجرّاتَ رُعـبـاً سَـحَّ كوكبَهــا=فـاستـتبعـتهُ نـجومُ الـجُرمِ والـشُّهُب
مِن صَاغرٍ كارِهٍ - أو راغبٍ – وثبوا=دارَ المدارَ – وسارَ الجَحفلُ اللـَّجـِبُ
طاقٌ مِن النـَّار.. هذا الكلُّ محتقن=قـُلّي إلى أين تفضي أيُّها الغـَضَب ؟
خـَلىَّ ـ ودَمدَمَ رَعـدًا – واستحالَ لظى=حتّى استوى وَسَما بغدادَ - يَنسكِب
يا لـَذعَة الجرح - هارٍ جرحكِ الخَضِبُ=يَستـَنزِلُ الـ آهَ هَونا - حين يَنتحِب
يَخشى الأُطيفالَ - لو ما شهقة نـَشزت=فاستصعبوا الدّمعَ بالأهدابِ يـَنحطِب
وراح يَخصفُ عُذرًا - مِن زَعانِفِهِ=حيث المعاذير أزرى حالها السَّبَب !
أمفحِم الرَّدّ - رفقا في مُساءلة=لا الصّمتُ رَهوًا لها - لا الصِّدقُ - لا الكـَذِب
ماذا أقول.. وأيُّ القـَيْحِ أنزُفـُهُ..؟=فـليس مـِن وَشَلٍ للـعذر يُحتـَلَب
أَسَورة الكَبْتِ - أم مِن فـَوْرَة لـُجمت=ما ميـَّزَ الوِلْـدُ حالاً لم يـَمِزهُ أبو
دعني أُمَزِّق ثوباً مُذ عَلا بَدَني=تـُطـَحِّنُ الرُّوحُ – ما تـُبرى له القـُطـُب
كنتُ ارتديتُ سُكونا - علَّ ثائرتي=تمنى من الصَّمتِ ما لم يسطع الصَّخب
حتى كفرتُ تماثيلي ومَن عَبدتْ=فـهَيتَ والفأسَ يا نـَّمرود – نحتـَطِب
إني سئمت ضميرًا - طال مستترًا=والناس تعرِبُ ما تستعرب الكـُتب
إني مللت طقوسا - كلـَّما فرغتْ=روحي الذبيحة – قربانا لها وَهبوا
فاليوم - أصرخ في مـَلأى فـَمٍ ودَمٍ=إنـّي صبأت, فدوِّي أيها الغضب
عَلـِّي أُنـَمنِمُ مِن عينيكَ أُمْنِيـَةً=عاثَ اليَبَابُ بـِها - والوَدْقُ يُرتـَقب
جـِيلاً فـَجيلاً.. متى يَندى..؟ نـُسائِلـُنا=نـُعَـتـِّقُ الجَدْبَ - حتَّى بادَتِ القِرَب
والعَـينُ تـُوهَمُ أشباحًا – تـَتـَبّعها=كأنَّ بالقيظ مِن آفاقها - عِنـَب
لِلآن ما زال حـُلما - لا يغادرنا=ما شَدّنا دونهُ رَحلٌ فمُنقلب
كُنـَّا صِغارًا - رقيقات أظافرنا=كشحمةِ العـَينِ - لا شَوْبٌ ولا نـَدَب
نمشي - ونذرعُ درباً نحو مدرسةٍ=بين (الشـَّناشِيلِ)* - حيث النـَّهر يـَغتـَرِب
مِن ذاتِ أقبيةٍ – تـَغفى مساجدُها=كأنـَّها البَيضُ - لـَفـَّت بعضَهُ القـُبَب
تصحى لِهَـمْسِ نواقيسٍ معلـَّقة=عُنْقَ الثـُّريـّا لِـديرٍ - وهيَ تـُضطـَرَب
نمضي - وعطر هَبـِيْب البَرد يلسعـُنا=وكركرُ الضّحك - مِمَّا دغدغَ الزَّغـَب
تكادُ أكتافـُنا تلقي حقائبَنا=من فرط مَيل مآل الثقل – تنقضب
في ذالك اليوم - كان الكلّ مختلفا=هذي السَّماءُ - وهذا الماءُ – والهـِضَب
أمَّا السَّماء – فكانت جِدُّ عالية=ورقرق الماء أشهى حيث ينسرب
حتى اليراعة لا تـَفنى, بما بُريت=يزداد طولا فطولا قدَّها الذَّرِب
لم أدرِ للآنَ من مِنـَّا الذي انتـزعَت=منه الصَّفا والوفا والعـِفـَّة - العِـيَب
فنحنُ إِذَّاكَ – شفـَّـاءٌ ضمائرنا=هِفهافة رُوحُنا - أهواؤها صَبَب
نلتفُّ صُبحَ خميسٍ حولَ ساريةٍ=كأنـَّما السُّور - يَحْنا صَفـُّنا اللـَّحِب
يـُزاحمُ الكتفَ كتفٌ.. يا أضالعُنا=ما بالجدار رصيناً - وهو مُـلتـَزِب
والباذخُ العلمُ العالي.. مرفرفةٌ=جوانحُ الأمّ - والأفراخ تـَرتقِب
كنـَّا الفسائل أدنى النَّخلةِ اجتمعت=ما فارتِ الشمسُ – تحت السعف نحتجب
وكـُلـُّنا مَرْيـَمٌ – أحمالـُنا ائتلقت=لا هزَّتِ الجذعَ.. مِنـها اسَّاقـَط الرُّطـَب !
فنطلق الصّوتَ في أرجاءنا نـَهـِبا=لــتـرجـِع الصّوتَ مِن أرجائها السُّحُب
(بـِيضٌ صنائعـُنا.. سُودٌ وقائعـُنا..=خضرٌ مرابعـُنا).. يختالنا الطـَّرب
مَيـْدَى نـَمِيدُ بها.. بل هِيْ تميدُ بنا=أرضٌ - لـ (حُمرِ مواضينا) بـِها صَبَب
وها كبُرنا.. وذات الرَّاية انتشرت=بحبوحة الصّدر - ما ضاقت بها الرُّحَب
يا ناس – موطن مَن بيعت محارمه=حتى تبيع عراقا هذه النـُجُب !؟
وكيف بات هوى الأوطان مثلبة=وأكرم الخُلقِ ما جاءت به النـُّصُب ؟!
وَيْ كيف نصبـَأُ عن عشقٍ ديانتـنا..؟=وسجدة الشكر من محرابه الأدَب
وذات صبح: كسا آفاق غرَّتِهِ=نوء – بـِأنِّ ثكالى راح يُجتلب
والأرض هامدةٌ تاراً – فيمخـَضُها=حَملٌ تعَسَّر تاراً – طلقـُهُ دَئـِب
ذاك الهدوء الذي ينبي بعاصفة=وكان ما كان حتى مادت القـُطـُب
لما سألنا – أجابوا: وَقـْعَ زلزلة=رجَّت ببغدادَ - حيث استصرخت حَلـَب
فاستنفرت نـُخـَبٌ - لبَّت لها أُهـُب=هـَبـَّت - بحافر هِـيجِ الريح تـَنتهـِب
حتى تحنَّى شآمٌ من نحورهِمِ=محض النـّجيع على راحاته سكبوا
وليس مِن منـَّة أنـَّا نذكـَّرُهُم=فالناس تكسب - والتاريخ يـَكتـَتـِب
لكن - يعزُّ على الأرواح ما بَذلت=أن تسلب الروحَ من أفعى.. لها ذَنـَب
طـَلاّعُ طلعة زقـّوم وعوسَجَة=ما استـُأصِلَ الراس - آراسٌ لها تـَثـِب
دارت دوائرُ مَن لمْ يرعَ ناسكة=صامت وقامت - لَـحتى مزّق العَصَب
فالدهر يومان.. يوم اللّذْ مخالبه=إن أطبقنَّ هنا - ما فاته الهرب
والآخرُ الحلو - ما أرخى العنان هُنا=إلاّ وشدَّ بما تستبدل النـُّوَب
لِذاكَ بغدادَُ - ما أنـَّت بـِما ذهلت=عضَّت على الـ آه - فالتـِّسكابُ يحترب
رزحا بـِشُفرِ مآق – حُزن إثمدها=يصطبُّ غور غياب الجوف - يَنسرِب
_ يا راعـَكِ اللهُ.. قـُلنا: هل مصابـَرة..؟=أم مِن مكابـَرةٍ..؟ قالت: بَلى - يَجـِب
أنِّي أُنـَهنـِهُ دمعا ما هَمى أسِفا=يوما لطعنة خوَّان - وينسكب
_ لله درّكِ.. ما مِن قِلـَّة نفرت=لولا انتخيتِ - بما تَستنجدِ العَرَب ؟
قالت: وما الفرق.. إني إذ طُعنتُ بـِها=لمحتُ وجها بوجه راح يحتجب
يا غارة الله - عَصْفاً في مناكِبها=قامت قيامتـنا – والقوم ما ندبوا
ماذا بهزِّ مُواتٍ يرتجى أمل=يا غارة الله..؟ إلاّ الكون يضطرب
هُدّي الزّخارفَ من بطحاء خانـِعةٍ=وليعلونَّ ذرى هاماتِها العـَقِبُ
يا غارة الله – لا يوم فيُحتسبُ=يا غارة الله – لا شهر وينقلب
يا غارة الله - لا صوم ونجتنِبُ=لغو المواجع - علَّ العيدَ مقتـَرب
وليس هُوْ عام قحْطٍ – يـُسْكَن السَّخـَب=أَكلاً بذا الظـُفر - حتّى يُغـْدق الخَصِب
يا صاح - خمسة حِجـَّاتٍ - إذا نـَشَبَت=في أمَّة الصّين أيَّامٌ لها – نضبوا
تمضي على مضضٍ - أنفاسها وَجَفت=كغصَّة الموتِ - لا بُطءٌ ولا خـَبَب
واليومُ يلهثُ مِن ستّ مطاولـة=ما راح يحبو لها - أو قام – ينقلب
هوَ ابتلاءٌ.. وندري أنَّ مِحنـتنا=جاءت لِـتحطـب ما جاءت لـتـُصطـَحَب
ونعلم الغيظ منها لو علا كِسَفاً=فاصطـَبّ جامَهُ - شاهَ الشَّعْبُ والشَّعَب
يَسْـتـَلْبـِدُ الأرضَ جلدُ الأرضِ مِن فـَرَقٍ=وليسَ ما ساترٌ مؤوٍ ولا حُجُب
أستغفر الله - أنـِّي ضِقتُ مِن جَزَعٍ=بل هِيْ مكابدة في الصَّدر تـَلتهب
لـَيْـتِي أُلـَملِمُ أضلاعي - فأمنعها=تـَتـْرا تُشعشع باللَّيلاء.. تـَجتـَذِب
طوارق الشعر – مِن رَكْبٍ وماشيةٍ..=يا راكب الـ "قِ" ماذا رُمت تـَرتـَكِب ؟!
أكلـَّما ضاءَ ضوءٌ وانضويتَ له=ضويَ الفـَراش لحتف النار تـنجَذِب !؟
فتجتلي الحرفَ من صلصالِ ميـِّتة=والروح تنفخ بالنـِّيران تصطلب
آهٍ.. لعل بقايا النفس ما اتعظت=بَعدٌ.. ولا همَّها مِن طالبٍ طـَلب
ما ضَيَّق البَيْنُ حَزًّا في مخانقـِها=إلاّ وَفـَرَّجَ مَن تدعو وتحتسب
تلوذ بالله مِ الله الذي انفلقت=طوعا لقدرته الأنوارُ – تعتصب
خمسا.. وما زال نضخ العـِرق شيمتنا=هذا العُباب - وذاكَ البحرُ يرتعب !
مـَيَّازَة الغيظ شَبَّت - دَع نوازلها=يا خائفا كِسَفَ الهيجاء تـَنْـثـَقِب
حُمَّت صواعقها.. هاجت مكامنها..=كادت عقاربُها مِن رَحْمِها تـَثـِب
تـُنَزِّل النار في جلباب خائنة=وتـَشْدَخُ العُلجَ - حدّ المخِّ تـَنْخَلِب
تالله أجزمُ - لا هِيْ رَبَّـةٌ هَجُرَت=ولا اعتراني هـُذاءُ القول أو عَجَب
إنـَّا أُوَيلاد من شدَّت عباءتـَها=ومخلبُ الموت مِ الأحشاءِ يختضب
يوم اللّقاء.. فما مادت لعاصِفةٍ=(تُهلْهلُ)* الكِبْرَ حيث الغيظ ينسكب
يَسَّـاقـَطُ النجمُ - ما إن (هَوَّسَتْ)* وَفـَرًا..!=ومهجة الوِلدِ مِ الأظفارِ تنْشَخِب
فاسأل بها عارفا - ينبئك شيمتـَها=الشَّمسُ تسطعُ ما حـَلَّت بها السُّحُب
سَل - من أحطـَّت - وما أوصَت فِـلـَذَّتـَها=ما هدهدت - أرضعت – ناغت وتـَنتجب.؟
الحمد لله.. ما صَرّت قواطعـُنا=وما تراعد مـِنـَّا الجذع والرُّكُب
الشـُّكر لله.. لا ضَامَت حَرائِرُنا=وإن أناخَ ببابٍ مُثقلٌ تَعِب
نـَحيا - نموتُ – لـِنـَحيا ههنا أبدًا=أرضُ السَّواد - وما أدراكها تـَهـِب !؟
هُنا – ستـُعْدِلُ كَفُّ الله كِفـَّتـَها=في ههنا العدلُ - والميزانُ يَنـْتـَصِب
إذ أنَّ كلّ مظاليم الدُنا ثـُلـُثٌ=وباقي الجور في أهلي.. فلا عَجَب
إنْ أرجوَنَّ هدير الصور يملؤها=هُنا هُنا - حيث هذي السّوحُ والهـِضَب
حتّى كأنـِّي أرى الأجسادَ تنتصِبُ=أمَا وأنـِّي أرى الجبَّارَ يقترب
والنّارُ تزفر نارا - والعبادُ جَثت=من هائِل الهَوْل – كُلـْحًا هـَدّها النـَّصَب
تَعارفُ العُرْبُ.. ذا ثِبْتٌ بذي ضررٍ=ذا قد تقهقر لمـَّا اعصوصب العَطـَب
وامتازت الناس مِن عرب وعاربة=فالأولون سَبوا - والآخرون سُبوا
آثرتمُ الدُونَ..؟ فاقفوا خلف أَلْيَتِهِمْ=ما دمتم الذَّيل - لن ينفعكمُ الثـَّغـَب
مَن شَرَّعَ البابَ..؟ من باتت خزائِنه=حِلاًّ - بسافلة الحمراءِ تُنتَهب ؟
ومن أضلَّ صراطَا ليس جاهِلـُه=بل غرَّهُ اللّحنُ والعـِمّاتُ والجُبَب
وراحَ يُولغُ في صَحنِ الكِلابِ.. سُدىً=لا تنصحَنَّ - فقد أكدى به الكَلـَب
كأنـَّهم لهُمُو في ذّلّهم وطر=إذ آصدوا الباب والأعراض تُغتصب
أمَا تناخوا..!؟ أمَا طـُرّاً عَصائِبُهم=ليعرب الخير فـَحْل النـّاس – تنتسب !؟
أف وتف.. لوَ ان تدري أوائلها=يا هاشِم الخبز لو تدري بم اكتسبوا
باتوا على طرب - والضَّيمُ يعلكهم=علك الوحيش - وما غاصت لها نـُّيُب
كأنَّ ما صال في الأصقاع جحفلـُهم=ولا لصهوةِ مجدٍ سابحٍ رَكبوا
ماتت ضمائرهم يا صاح مذ ولدت=لا اليوم ماتت – فماذا جدَّ يا عرب !؟
واحسرتـاه على عِزٍّ نُداولـُـه=قـَصَّ الأساطير - إذ ضاقت به الكتب
(قد كان ما كان) مِن ماضٍ مَفَاخِرنا=وها هوَ الحالُ - منه الحزن يكتئب
يُسَرْبِلُ الذِّلُ مِ الأقلام ما كتبوا=حرفا - لمن سَطـَرُوا ذِكرا - وما شطبوا
يا باذل النفس - تشقى إن جرى العتبُ=لا تفضح الهمّ لا تسمعْ لِمن نـَعـبوا
هوَ العراق نبـي لحمه وَرَمٌ=عـاصٍ مَهيبُ - عـليه النّاب ينثلب
أمّا الدماء - وإنْ سالت - فقد حَدَرَتْ=نهرا - وطاف بها القدّاحُ والقصَب
يُفـَتَّـقُ المَتْـكُ مِ القـِدّاحِ بُرعُمةً=أمّـا اليَراعُ - فـنْبلٌ صائلٌ صُوُب
فاسمع - وآمِن - وكن فـَذّاً - ودُم فـَرِساً=أمّنتكَ الحقَّ - فاحفظ أيّها الحَدِب
توقيع :  أحمد بدر
أحمد بدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس