[عبد الرزاق الدرباس]

لا تسـألي عنّي / شعر : عبد الرزاق الدرباس

من بعـدِ صمتكِ يا لسـوءِ الحال ِ ! = و نشـيج ِ بَوحي في ذبول ِ مقالي
من بعـدِ صمتكِ يا لفـقر سـحابتــــــي=إذ أنـتِ دافـقُ غـيثِــــــهـا الهـمّـــــــــال ِ
أضحى لقـاؤك ِ هاجسي و مواجعي = و بشـاشــــــــتي و الآهَ في مـوّالـي
تتطاحـنُ الرغـباتُ في قـاني دمـــــــي =و مسام ِ جلدي و انكسـار ِ خيالي
و أهيـمُ في دنيـاك ِ مثـلَ مُوََ لّـــــه ٍ= فقـدَ الخرائـطَ وسْـط ربع ٍ خـــــــــــــــال ِ
حتى عناقيـدي انحنـتْ و تجعّــــــــدتْ = من بعـد ِ أن حُرمتْ رحيـــــــقَ دوال ِ
رشـفَ السرابُ زلالَ ترياق ِ المُنـــى= و بكـتْ ثمارُ الوصل ِ جوعَ سِلالي
لا تسـألي عني فنـزفُ قـــــــصيـدتي = ينبيـك ِ بعـدَ الصمت ِ عن أحوالــي
يا حِبـرَ أشـعـــــاري و نشـوةَ أحرفي = و خصيبَ سـهلي و اعتلاءَ جـبالي
يا بلسـمَ الجـرح ِ الذي في خاطري= يا مبتـدايَ و خـطــــــوتي و مـــــــآلي
ليس المُحِـبُّ مخيّـــــــــراٌ في شـوقـه=فبُـــــــــــــدورُ وصلكِ مـُزِقـتْ بهـلالي
ما يقلـقُ النفــــــــــسَ المحـبّـةَ أنـني= نهــــــرٌ يغـني وسْــــــــطَ بحـر ِ رمـال ِ
أني بِـلا وطـن ٍ لأنصـبَ خيـــــــمتي = فيـه ِ و للأطـــــنابِ رجْـفُ حِـبـــــالي
الصمتُ أشـواكٌ تقـضّ مضاجعــي =ولهيـبُ رغـبــــــــــــاتي صَـدى أقـوالي
و الهجرُ أهـوَنُ ما لقيتُ من الهوى = و كأنّ مـا في الحـبّ شـهدَ وصـــال ِ
يا لهفَ روحِك ِ بينَ عطفِ جوانحي!= يا لهـفَ نفسـي حيثُ حالـك ِ حالي
و مَـدى يميني من لقـائك ِ جـنّـةً= و جهـنـمٌ في البُعـد ِ عنكِ شِـــمالي
البحـرُ مـما فيـكِ قبضـةُ جمــــــرةٍ =و الـنـارُ مـمّا فـيّ بــــــرْدُ ظِــــــــــــلال ِ
ستموتُ جـدرانٌ رفعْـتُ عِـمادَهــا =لتعـيشَ روحُ الطيـن ِ و الصلصــــال ِ
لـك ِ في زوايا الروح ِ وحشـةُ غائب ٍ= أرجـوهُ بـدراً فـي مسـير ليـــــــــــــــــال ِ
يا أنتِ، يا وطري و فيضَ مشاعري=و كِفـايتي و تـوَلّـهـي و سُـؤالـــــــي
الشـوق ُ أجفلَ خيلَ عشـقي فاعذري = و الهجـرُ بعـثرَ في الفلاة ِ جِمـالي
سـيـؤوبُ كـلُ مسـافـر ٍ لبـــــلاده ِ=لأظـلّ طـولَ الـوقـت ِ في ترحـــالي
أرنـو لطيـفِـكِ ناسِــــــكا متصـوّفاً =و رنيـنُ صـوتِـكِ لا يغـادرُ بالـــــــي
و يعيـشُ اسـمُكِ في الزمان ِ قصيدةً =فـيهـا منابـعُ هــيبتي و جَـلالي

*** تمت *** اللاذقية 7/8/2010م