عرض مشاركة واحدة
قديم 08/07/2008, 05:40 PM   #106
أسامة بن محمد السَّطائفي
مشرف رَتْلُ المزن
 
الصورة الرمزية أسامة بن محمد السَّطائفي
افتراضي

*


الخَلِيــلْ / أحمــدْ ، سلامٌ عليكَ و رحمةُ الله و بركاتهُ ..

/

حَيَّاكَ الله أخي الفاضلْ ، و أسعدَ الله جَميعَ أوقاتكَ دونَ استْثنَــاءْ ..

°

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد العراقي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم..
سأخرج عن باحة الادب وسؤال يلح على ذهني .. فبالرغم من معرفتي بالجزائر شعبا وثقافة وبالرغم من قراءتي الكثيرة عن الوضع الجزائري الحالي.. الا ان كل الذي قرأته لا أثق به لاني لا اعرف ميول الذي كتب واستنتج.. منذ الانتخابات التي حدثت في التسعينيات من القرن الماضي وتنحي الرئيس الشاذلي بن جديد وفوز جبهة الانقاذ في تلك الانتخابات لم نعد نفهم ما الذي حصل ويحصل..
فهل لك اخي الكريم وبما تمتلكه من شرف الكلمة ولاني أثق بك كثيرا ان تعطينا ولو فكرة مبسطة عن الاحداث؟؟.. عذرا أسامة اعلم ان السؤال سياسي بحت لكني اريد الحقيقة منك
السِّيَاسَـة وَ ما أدراكَ ما السِّياسَة ، أمرها عَظيم وَ شأنها وَ هَمُّها أكبرُ منَ أيِّ مَكسَبٍ يُمكنُ أن يُنالَ منها ..

حَقيقةً يا أخي ، أنا لا أحبِّذُها وَ لا أحبُّ التَّكلُّمَ فيها إلاَّ بالقدرِ الَّذي يُمكنُ للمرءِ أن يَعرفَ ما يَدورُ بهِ من أحداث دونَ الدُّخولِ في التَّفاصيلْ و هذا ما يُعرفُ بِفِقهِ الواقعْ ..

وَعودةً إلى سُؤالك ، فمنذُ نِهايةِ عَهدِ الرَّئيس الشَّادلي بن جديد و إلى وقتٍ قريبٍ عانتِ الجَزائرُ الأمرَّينِ ، من فِتنةٍ عمَّت و طمَّت - وَ الفتنةُ أشدُّ من القتلْ - بدأت خُيوطها تُحاكُ قبلَ بدايةِ التَّسعيناتْ و وصلت إلى مرحلةِ الحبكة مُباشرةً بعدَ إعلانِ فوزِ حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلُّ حالِياً ، و خلالَ نشوةِ الفرحِ التي كانَ يستمتعُ بها أنصارُ الحزبِ المَحضورِ حدثت أمورٌ مازالت مُعظَمها مُبهمةٌ إلى اليومْ ، عندما تدخَّلَتِ الدَّولةُ و الجَيشُ وَ ألغيا النَّتائِجَ فكانت بذلكَ بِدايةً مأساوِيَّةً لِعُشرِيَّةٍ ممزوجةٍ بالحَديدِ وَ النَّارِ وَ الدِّماءْ ، و فتحتِ الفتنةُ أبوابها على مصرعيها وَ استيقضت بعدما كانت نائمـة ..

و مِمَّا زادَ الطِّينَ بلَّةً هو قُدومُ الرَّئيسِ الرَّاحل محمَّد بوضياف ( عليه رحمة الله ) مُلبِّياً نِداءَ الجَزائرِ و مُحاوِلاً أن يكونَ الحَلَّ بعدما ضاعَ الأمل فزادتِ الأمورُ تعقيداً عندما قامَ أحدهم باغتِيالهِ ظُلماً و عُدواناً و هو يُلقِي خِطاباً في عنَّابَـة ..

ثمَّ توالتِ الإنفجاراتُ وَ الإغتيالاتُ وَ عمَّ الفَسادُ وَ النَّهبُ وَ استفحلتِ الفَوضَى وَ الدَّمار ، فلا حولَ وَ لا قُوَّةَ إلاَّ بالله و إنَّا لله و إنَّا إليهِ راجِعُـونْ ..

و معَ تولِّي الرَّئيسْ اليَمين زَروال رِئاسة الجُمهورِيَّة خَلفاً للمجلسِ الأعلى للدَّولة الَّذي أقيمَ كحلٍّ طاريءٍ إلى غايةِ استتباب الأمن ، بدأت بوادرُ الإنفراجِ تلوحُ في الأفقِ مع تبنِّي مشروع العفو و السِّلم ، و في عهدِ الرَّئيسْ عبد العَزيز بوتفليقة تواصلَ ذلكَ المَشروعُ إلى أن صارَ ميثاق السِّلم وَ المُصالحة الوَطنيَّة و قلَّت نسبةُ العُنفِ و بانَ الحَقُّ حقًّا و الباطلُ باطِلاَ و نحنُ الآنَ ننعمُ بنتائجهِ و الحمدُ لله ، بالرَّغم من ظُهورِ حالاتٍ شاذَّة للإرهابِ لا تؤثِّرُ على الأمنِ العامِّ للبــلادْ ..


*

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد العراقي مشاهدة المشاركة
الشيء الاخر.. ما مدى تأثير ما حصل من عنف هناك على الحركة الادبية بشكل عام؟
لقد كثَّفَ الإرهابُ كمأساةٍ وَطنِيَّةٍ من نَشاطِ الحركة الأدبيَّة في الجَزائرْ ..

وَ قد أثَّرَ العُنفُ في الحركةِ الأدبيَّةِ بتأثيرينِ متبايِنَينْ ، فهناكَ توجُّهُ سارَ في طريقِ لومِ السُّلطةِ وَ الجَيشِ عموماً من خِلالَ نتاجِهِ الأدبيِّ من رِواياتٍ وَ خُطبٍ وَ قصـصْ ، و الثَّانِي حمَّلَ الحزبَ المنحلَّ وَخيمَ العاقبةِ الَّتي عانَى منها الشَّعبُ الجَزائري من خِلالِ نتاجِهِ أيضاً ، و بينَ كِلاَّ التَّوجهينِ كانت آراءٌ وَ تَوجُّهاتٌ أخرى تختلفُ مَشاربها وَ اعتقادَاتُها فكانَ الكُلُّ يُحاوِلُ أن يَنتصرَ للحقِّ الَّذي يَرى أنَّهُ يحملهُ ..

و احتدمَ الصِّراعُ بينَ تلكَ الأطرافِ ، مِمَّا خلقَ ثورةً فكرِيَّةً و أدبِيَّة لم يسبق للجزائرِ أن عرفتها ..


°

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد العراقي مشاهدة المشاركة
وهل كان الادباء بمستوى الحدث؟؟؟
ودي
كانوا كذلكَ ، إن سَلباً أو إيجَـابَـا ..


/

ممتنٌ لكَ يا صَديقي على المودَّةِ الَّتي قابلتني بها و على شرفِ حُضوركَ و سُؤالكْ ..

وَ تقبَّل مني خالصَ التحية و الإحترامْ ..
توقيع :  أسامة بن محمد السَّطائفي
أسامة بن محمد السَّطائفي غير متواجد حالياً