الموضوع: 13 من أكتوبر !..
عرض مشاركة واحدة
قديم 26/08/2010, 03:07 AM   #2
أغنية الورد
إملائيـة
 
الصورة الرمزية أغنية الورد
افتراضي

.



الآنْ .. في صباح الثالث عشر من رمضان وليس من تشرين , أعترفُ بأني فتاة سيئة . .
لا تنظّم وقتها , تصحو متأخّرة كَالعادة ,
و تخلد إلى النّوم حين يستيقِظُ العالم .. و تَستقبلهُم الشمس بِ فرحٍ وَ تِرحاب .
تغادر السرير .. و تتركه لتأتي الصباحَ الآخر فتجدهُ على حاله الذي تركتهُ عليه .
الوسائد متراكمة فوقَ بعضها البعض , الغطاء الذي إلتَفّ على نفسِه ,
و الكتاب الذي نامت وهو يُهدهدها كي تنام مُلقى على وجهِهِ عند حافة السرير .
قوارير الماء , المُعبّأة و الفارغة .. على كلّ شيء يملكُ سطحاً .
المكتبة .. هي الشيء الوحيد الذي أجدهُ أنيقاً في غرفتي .
الرفّ الأعلى أكثرُ نُضجاً من الذي تحته.
لم أعرف بأنني أصبتُ في أمرٍ , في هذهِ السّنة .
الجدير بالذكر ,
أنّ أمي لم تعترف بعمري الفعلي / القانوني . لم تفتأ تُذكّرني بأنني لا زلتُ صغيرة ..
فتاة عفوية , جريئة , لا تخشى أي شيء حتى " سارق المنازل وفي رواية أخرى [ الحرامي ] "
لا لها ولا عليها ... طَبّاخَة صغيرة , لا زالت تتعلم .
وما أجزِم عليه أنا و أناملي التي تكتب هذه اللحظة و شاشتي التي تشُعّ نوراً ,
أنني لا أملكُ من وقتي إلا القليل . و لأنّ القليل هذا لا أستغله جيداً أصبحتُ مجهولة بالنسبة لي ,
خاملة , متكاسلة , حزينة , و قلقلة .
نعم ... قلقة على الساعات التي تمضي دون أن أدفع عقلي
لِ يتعلم أشياء جميلة , و ليتقن الصدق و الصمت والنسيان .
ويجب أن أعترف أيضاً .. أنني أواجه مشكلة أخرى .
عقلي يكبُر , بيدَ أنّ ما حولي يريدُ أن يحول الازدياد إلى ضمور .
عقلي بدأ يتورم .. و جمجمتي / عالمي / عائلتي ... ضيّقة حدّ الاختناق .
أخشى عليه أن ينفجر , لا أستطيع إيقافه , و هم كذلك .
يحاولون قتلَ خلاياه , و لكن هناك من الوسائل ما تجعله قادراً على صدّ كل شيء , حتى الصدمات .
التسَمم الذي يحدثونه لم يقتلني , بل أصبح مفعوله عكسي .. وانقلب السّحرُ على السَّـاحر .
و انتهى الثالث عشر , وأتى الرابع .. لم يتغير شيء ؛ السماء هي السماء والشمسُ هي نفسها ,
و البحرُ لم يُغَيّر رائحته , و الموجُ لم يعتلي الصَّخرةَ الكبيرة إلى هذهِ السّـاعة .
و لازال أخي يحب عدنان ولينا , و أمي توبخني آناء الليلِ و أطراف النهار , و ردّي لها لم يتغير :
أمّي , لكلّ منا يومه .. وهو حرّ فيه ما دمت أصلي و أستغفر ربي ... لمَ لا تتوقفين عن توبيخي !
وكل شيء كما عهدته .. إلا أنتَ أيها الغائب المُسافر نحوَ بلدِ الأعاجم , المطلوب لدى محكمة العدل والنسيان .
لم تعُد تسكنني ... غادرتُ منزلك , و هدمتُ قلاعاً شيّدتها في قلبي لك / من أجلك ..
حطّمتُ العطور , أحرقت الصور , وألقيتُ بالقلادة التي تقلدّتها منذ ميلادي العشرين .
و ألقيتك بكل أشيائك ... في بحرِ النسيان , ذلك البحر الذي لا يملكُ ميناء أو سفينة وقبطان .
نزعتُك من صدري , كَ قلادتك ... وألقيتُك بعيداَ ..
دونَ أن أضع في حقيبتك تذاكر للعودة .



.
توقيع :  أغنية الورد

 .

مريم ، تركي ، أغنية




.

أغنية الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس