عرض مشاركة واحدة
قديم 07/06/2009, 02:05 PM   #12
ابتسام آل سليمان
شـاعـرة و كــاتـبــة
 
الصورة الرمزية ابتسام آل سليمان
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز الجرّاح مشاهدة المشاركة
وحي ،
صاحبة الفكر الطليق والقلم الأنيق في مساحات الإبداع.
أهلاً بك وبـ هذا الطرح المتميّز جدًا، وعذرًا لتأخري في الحضور .. فوالله هي الأمور الإدارية التي تسرقنا كثيرًا من متابعة مثل هذه المواضيع المميّزة والتفاعل معها.

سيدتي،
هذه القضية التي تتحدثين عنها كانت وما زالت وستبقى موجودة في مجتمعاتنا العربية وبنسبٍ كبيرة، ولكن قد تتضاءل تلك النسبة في الأجيال القادمة و سأتطرق لأسباب التضاؤل في النقطة رقم (2 ).

ومن وجهة نظري المتواضعة تعود قضية الإلغاء والديكتاتورية التي يمارسها الآباء على الأبناء لأسباب كثيرة إضافة إلى ما تطرّق له الجميع ومن هذه الأسباب :

1- بعض الآباء هداهم الله يكون السبب الحقيقي وراء ممارسة الإلغاء والديكتاتورية والتفرّد بالرأي ( مصالحهم الشخصية ) مثل ( الفائدة المادية ) فيقدم بعض الآباء مصالحم الشخصية على حساب أبنائهم .. كذلك (الواجهة الاجتماعية ) والتي يعتبرها البعض من وجهة نظرهم من الأشياء المهمة في المجتمع وهذه قد تكون منتشرة في مجتمعاتنا الخليجية أكثر من غيرها.

ويمكن للأبناء أن يقبلوا أو يرفضوا تمامًا تلك الاختيارات المفروضة في حالة وجدوا أن الهدف الرئيسي للإجبار والإكراه هو المصلحة الشخصية للآباء فقط.
وهذه النقطة يمكن أن نتعامل معها بالطريقة التي ذكرتها الأخت / سودة الكنوي حينما قالت:
( الاستخارة و الاستشارة .. فما خاب من استشار و لا ندم من استخار ).


2- أُمية الآباء وأفتقادهم للخلفية الثقافية والفكر والوعي الذي يمكن من خلاله أن يتفهموا رغبة أبنائهم ويتركوا لهم المجال لتحديد مصيرهم بأنفسهم.

وهذه النقطة يمكن أن نتعامل معها بمحاولة التقرّب بوجهات النظر كما تطرقت لذلك الأخت / جهاد خالد .. وقد تفلح أحيانًا وكثيرًا ما تفشل .. وأن كنت أظن أن هذا السبب ستتضاءل نسبته في الأجيال القادمة للآباء حينما يكون لدينا جيل مثقف من الآباء لديهم من الخلفية الثقافية والفكر والوعي والإدارك ما يجعلهم يتعاملون مع أبنائهم بلغة الحوار والنصح والإرشاد وليس الإكراه.

3- الضغط على الأبناء بمسألة ( بر الوالدين والعقوق بهما ) .. فقد يقول : الأب لابنه ( لن أرضى عنك، ولن أتحدث إليك أبدًا، ولن أسامحك، وسأدعو عليك بعدم التوفيق .. ولا أبالغ حينما أقول : أنه قد يصل الأمر بالأب بالتبرىء من ابنه ) ما لم يتزوج من تلك الفتاة أو يختار ذلك التخصص أو العمل بتلك الوظيفة أو يفعل الأمر الذي يريده والده .. فيرضخ الابن لاختيارات والده مرضاة له.

وهنا أفضل ما يمكن أن يفعله الابن في حالة استنفذ كل سبل الاقناع والحوار والوساطات أيضًا .. هو ما ذكرته الأخت / جهاد خالد حينما قالت :
"فليكن إذعانك لله في رضاهم فإن لذلك من الأثر الطيب على النفس وعلى المستقبل المُختار ما لا يعرفه إلا من أقدم فيه بنية البر وإرضاء الله والصبر على أذى الأهل".

وأخيرًا أوّد أن أؤكد على أن سلبيات الإلغاء كثيرة وكثيرة جدًا وقد ذكرت في سياق الموضوع من قبل الأخت/ وحي أو من خلال ردود الأخوة الأعضاء.
وتبقى نسبة الأشخاص الذين تم ( إلغائهم ) واستطاعوا التكيّف مع تلك الاختيارات المفروضة أو حالفهم النجاح والتوفيق ضئيلة وضئيلة جدًا.

وحي،
سعدت جدًا بـ هذا الطرح المتميّز،
وننتظر منك المزيد ..
شكرًا بحجم فكرك ووعيك الكبيرين.

جل تقريري

همسه :
نظرًا لتميّز الطرح سيكون له بنرًا
دعائيًا يدلل عليه قريبًا جدًا.


تحية وسلاما
سيدي أنزلتموني والحرف منازل كالسماء سموا واعتلاء و ياويح الحرف حين أحاط به العجر من كل جاااانب...
فلا وفى جانب شكر وعرفان و ماله إلا امتنان ...
امتنان كأعمق ما يكون و أسمى مايكون !
ها قد أتيت سيدي فلا ضير و الأيام تطوينا بعدا و لسان الحال :
ويل دنيانا طوتنا في مداها كلما امتدت بنا زدنا انشغالا

/ تحليلك الانطباعي آتى أكله وأثرى وأغنى ، فلم' شتات الحوار فوحده كيانا ...
/ أتفق وإياك بأن القضية إلى اضمحلال وقريبا يلفها الزوال بشمس وعي وإدراك وبعد نظر يذكيه تعقل بعمق ورسوخ فهم من جيل الآباء
/ حمى الوجاهة الاجتماعية استشرت و أوغلت في المجتمع تمدها ثقافة العيب بما استطاعت.... والخاطبون ودها لا يتورعون عن ارضائها ولو على حساب الأبناء !!!
/ الأبوة و الأمومة ليست علاقة أمر و نهي بل أسمى و أعمق فرب والد ليس بأب و رب والدة ليست بأم و التربية الحقة ليست نتاج تراكمات من تقاليد وأعراف كي نصل بأبنائنا إلى جيل سوي، صحيح التربية سليمها
و ما كان هذا يتأتى إلا بإتقان الأدوار في مسرح الحياة لا بالخروج عن نصها من إجبار وإكراه و ممارسات تشذ و نصبح في حلبة أشبه بالصراع بين مطرقة أمر وسندانه وبين قبول وتسليم بإذعان أو مصادرة فكر ورأي واختيار مصير
الثقافة مطلب وأي مطلب !! مطلب يسمو بالتربية إلى الأعالي ولكل جيل حال يناسب المقال ... وليتهم يدركون !
/ الضغط على الأبناء بمسألة البر :
تتهاوى عند هذا السلاح الأمضى عروش رفض بل وتخر عند من يدرك ما معنى أن يرضى الله عني إذا رضي والدي '
/ و التقريب أو المقاربة أراه خارطة طريق فعالة
وبعد الذي كان ماكان لأحد أن يهدي التمر لأهل خيبر أو يسوق ماء زمزم لأهل مكة ولكنه إلحاح حرف ....!

وبعد الهمسة :
إن كانت حروف وحي نجمة فما إملاءت المطر إلا سماءها و الفضاء !
إن طاف بي عباب تقديركم الزاحر فها سفين حرفي من امتنان يسري دوما ... وها شكرا بحجم الخافقين...!

توقيع :  ابتسام آل سليمان

 

ابتسام آل سليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس