الموضوع: قصيدة مغناة..
عرض مشاركة واحدة
قديم 16/06/2008, 07:08 PM   #13
سودة الكنوي
شاعرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية سودة الكنوي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد بدر مشاهدة المشاركة
ثورة الشك

عبد الله الفيصل


أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي لأَنِّي=أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي
يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خِنْتَ عَهْدِي=وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَمْ تَصُنِّي
وَأنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِي=ِإلَيْكَ خُطَى الشَّبَابِ المُطْمَئِنِّ
وَقَدْ كَادَ الشَّبَابُ لِغَيْرِ عَوْدٍ=يُوَلِّي عَنْ فَتَىً في غَيْرِ أَمْنِ
وَهَا أَنَا فَاتَنِي القَدَرُ المُوَالِي=بِأَحْلاَمِ الشَّبَابِ وَلَمْ يَفُتْنِي
كَأَنَّ صِبَايَ قَدْ رُدَّتْ رُؤاهُ=عَلَى جَفْنِي المُسَهَّدِ أَوْ كَأَنِّي
يُكَذِّبُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ قَلْبِي=وَتَسْمَعُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ أُذْنِي
وَكَمْ طَافَتْ عَلَيَّ ظِلاَلُ شَكٍّ=أَقَضَّتْ مَضْجَعِي وَاسْتَعْبَدَتْنِي
كَأَنِّي طَافَ بِي رَكْبُ اللَيَالِي=يُحَدِّثُ عَنْكَ فِي الدُّنْيَا وَعَنِّي
عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيكَ سَمْعِي=وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِي
وَمَا أَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيكَ قَوْلاً=وَلَكِنِّي شَقِيـتُ بِحُسْنِ ظَنِّي
وَبِي مَمَّا يُسَاوِرُنِي كَثِـيرٌ=مِنَ الشَّجَـنِ المُؤَرِّقِ لاَ تَدَعْنِي
تُعَذَّبُ فِي لَهِيبِ الشَّكِّ رُوحِي=وَتَشْقَى بِالظُّنُـونِ وَبِالتَّمَنِّي
أَجِبْنِي إِذْ سَأَلْتُكَ هَلْ صَحِيحٌ=حَدِيثُ النَّاسِ خُنْتَ؟ أَلَمْ تَخُنِّي


سمعت بيتا لها قرب بائع السندويشات وكان لي يومها من العمر حوالي الـ 16 ربيعا
ولم أعثر على الأغنية إلا وعندي الـ 20 سنة حينما سألتُ رجلا مصريا عنها فأجابني أن هذه (سورة الشك)
ولقد وقع في نفسي شيئا من الشك بجوابه حتى تيقنت أنه كان صادقا
الشاعر عبدالله الفيصل.. ولو لم يكتب غيرها لكفته
ليس ليتمها إذ لم تكن لها أخت ولكن لأنها اختزلت مشاعر صادقة بعيدة عن تكلف الشعراء وتهويلهم
وصياغة راقية لجدلية بين العين والأذن راوح صاحبهما تقصيا الحقيقة التي خاف وقوعها.
استمعت لمقابلة مسجلة أجرتها إذاعة صوت القاهرة مع الست وحينما تطرق المذيع لهذه الأغنية سائلا
أجابت: أهداني الأمير عبدالله ديوانا.. فقرأتُ في ما قرأتُ ثورة الشك وأعجبتُ فيما أعجبت ثورة الشك
ومن يقرأ ردها يعلم مدى ثقافة هذه الأسطورة حيث ما نوهت بغبن لغير تلك القصيدة
ألحان السنباطي طبعا رجل القصيدة الأول للست
للآن حينما أتلوها ما بين نفسي وبيني وعندما أصل للبيت الذي يقول
تعذب في لهيب الشك روحي
أستبدل تعذب بـ تؤدب
فالتأديب عندي أصعب من التعذيب لأنه يحاول استيطان مكانا ليس له طردا لصاحبه الأصلي
مودتي للجميع.ز
اقتناص ممتاز!
ثورة الشك رائعة لسمو الأمير عبد الله الفيصل
رحمه الله و غفر له..
و لا نستغرب فأبناء الفيصل عجنوا بماء الإبداع على
جميع المستويات فلا ننسى أخاه الشاعر ذائع الصيت
أميري الفنان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل
الملقب بدايم السيف فهو يصور التعابير
بالقلم و بالفرشاة
بالحرف و باللون..
و قد صدح فنان العرب محمد عبده بالكثير من روائع
دايم السيف..
و عودا للأمير عبد الله الفيصل الملقب بــ (المحروم)
فقد كان مستودعا للرقة و منجما للمشاعر و الاحساس العالي
و لا يفوتنا ان نذكر أن أغنية (يا مالكاً قلبي)
و التي غناها العندليب الراحل (عبد الحليم حافظ) هي أيضاً
للفيصل عبد الله.. و له عدد من الصائد النبطية..
(النقاش هنا ليس تحفيزاً على سماع الأغاني و لكن هو لتسليط الضوء
على التلحين و الغناء كجزء من الأدب- غفر الله لنا و لهم أجمعين)
و هذه الأغنية تعتبر من الأغاني القصيرة قياسا
بمطولات كوكب الشرق
و هذا مما أضفى عليها مزيدا من القبول و الخفة..
و قد أدتها السيدة باقتدار منقطع النظير فصبت إحساسها و استشعارها
للمعاني و ترجمته عن طريق التحكم في طبقات صوتها ما بين الحيرة
و الاسترحام
(أجبني إذ سألتك هل صحيحٌ/حديث الناس خنت ألم تخني)
و الحزن حد الانهيار (أكاد أشك في نفسي لأني/أكاد أشك فيك و أنت مني)
و الثورة و الاستعطاف بالتصاق المناجي بأعماقه التصاقا كاملاً
و البوح للتخفف بحكاية الحال ( كأني طاف بي ركب الليالي/ يحدث عنك في الدنيا و عني
على أني أغالط فيك سمعي/ و تبصر فيك غير الشك عيني
و ما أنا بالمصدق فيك قولاً/ و لكني شقيت بحن ظني)
و تفننها في مقطع ( و تشقى بالظنون و بالتمني)
................
و لكم أن تتأملوا هذا البيت و ما يحمله من المعاني و الصراع
(يكذب فيك كلَّ الناس قلبي/ و تسمع فيك كلَّ الناس أذني)
بنصب كلَّ و رفع (قلبي)
و هذا من عجائب اللغة العربية الجليلة
فلو غيرنا الحركات فبدلنا النصب رفعا و الرفع نصباً لتغير المعنى
تماما إلى معنى لا يتواءم مع جو النص إطلاقاً..
/

/

/

/
حقا هذه الأغنية متفردة كلمة و لحنا و أداء..

غفر الله لنا و لهم أجمعين ربنا لا تؤاخذنا...
توقيع :  سودة الكنوي

 تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

اضغط الصورة للتكبير

كَغَيثِ السَّمَا تَحيَا بِهِ كُلُّ بُقعَةٍ=وَتُزهِرُ في إِقبَالِهِ الفَلَوَاتُ
هَمَى حُبُّ عَبدِ اللهِ فِينَا فَأَينَعَت=لَهُ في رُبَى أَفرَاحِنَا الثَّمَرَاتُ
فَكَيفَ أُغَنِّي وَالمعَانِي تَهَدَّمَت=أَمَامَ مَجَارِي سَيلِهَا الكَلِمَاتُ
وَكَيفَ أُوَفِّي مَشهَدَ الحُبِّ وَصفَهُ=وَفِيهِ مَعَانٍ مَا لَهُنَّ صِفَاتُ
فَبَينَ إِمَامِ المسلِمِينَ وَشَعبِهِ=مِنَ الحُبِّ نَوعٌ آخَرٌ وَلُغَاتُ
إِمَامٌ شُعُوبُ الأَرضِ تَحسُدُ شَعبَهُ=عَلَيهِ وَتَستَشرِي بِهَا الحَسَرَاتُ
شعر: أبو الطيب د.محمد بن علي العمري
سودة الكنوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس