عرض مشاركة واحدة
قديم 04/10/2012, 01:54 AM   #9
رداد السلامي
إملائي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد محمد مشاهدة المشاركة
الغالي رداد ..

أتمنى أن لا تعود للحديث عن الحرية ، فما قدمته أعلاه
كافي و وافي بحقها الذي تراه أنت ..

أنتظر وقوفك على كل نقطة أشرت إليها ..

عزيزي ..

هل هُناك دافع أو سبب يوضح بأن الإسلام دين حرية ..؟!
أو بطريقة أخرى .. كيف استنتجت أن الإسلام دين حرية ..؟

فاصلة | يجب أن أقتنع أو تقتنع أنت في حوارنا هذا حول الحرية ..
فالحديث المطول دون قناعات لا يفيد .... ما رأيك ؟

كن بخير ..
تحية لك
صحيح أني تأخرت كثيرا في الرد على تساؤلاتك؟
وبقدر ما يكون السؤال ناضجا تكون الاجابة ناضجة وواضحة.
والزمن هو ترجمان الحقائق والقادر على أن يجيب على التساؤلات بدقة ، ومنه نستلهم ايضا أقوى وأصدق وأنضج وأعمق الاجابات .
قلت في تساؤلاتك:
ألا تظن بأنك أسرفت في تعظيم الحرية و الواقع ضد هذا التعظيم ..!
قياساً بمعطيات الواقع و حال الشعوب التي راحت ضحية الحرية ..!
و لك أن تُبصر بالشعوب بمختلف توجهاتها و مواطنهم ماذا قدمت لهم الحرية ..!

هل في الإسلام حرية يا أخ رداد ..؟
لم أسرف في تعظيم الحرية، لأن الحرية من العظمة بحيث تقاصرت قدرتي التعبيرية والفكرية والادبية عن وصفها وتعظيمها ، لأن الحرية هي أساسية في تكريم الله للإنسان ، فالله ذاته –جل في علاه- قال في مجال العقيدة متحديا أن إرادته هي النافذة بعد تبيينه للإنسان الغي من الرشد وترك الخيار له في أن يعتقد ما شاء "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" ، ولذلك تنتفي حرية الانسان حين يختار طريق الغي ، ويتخذه سبيلا ، لأن الغي الذي هو الشر في أساسه عبودية خطيرة ، تردي الانسان المهالك وتصنع الديكتاتوريات والظلم والتجبر ، والتمايز والتعالي والفساد في حياة الناس ، والرشد الذي بينه الله الذي هو صراطه المستقيم ابتداء من توحيده ،لأضرب لك مثلا –ولله المثل الاعلى – أحدهم خبير رسم خارطة طريق ووضعها في جهاز دقيق- ترتبط بكل تكوين الانسان من قلب وعقل وضمير وحركة – ويعلم كيف يعمل ، وما هي الطريقة الصحيحة للتعامل معه وتشغيله والاستفادة من خدماته وارشادات الخريطة التي هي فيه ، وكيف ان الالتزام بضوابط تشغيله واستخدامه تمنح هذا الانسان قدرة عالية في الاستفادة منه في حياته العملية ، ثم بين أيضا خطورة عدم الاخذ بتلك الارشادات وانه قد يؤدي سوء استخدام الجهاز الى عدم فهمه للخريطة تلك فيدمر ذاته ومن يسيرون معه ، وأن في عدم الالتزام بذلك خطر كبير ، لكن ذلك الانسان أخذ يقول لا انا استطيع ان اعمل به بالطريقة التي تحلو لي ولا أحتاج الخارطة التي رسمتها لي –انا حر- إذ لا حاجة لي بإرشاداتك وتعاليمك التي وضعتها في هذه الخريطة ، ولست مجبرا على ان أفعل ما تمليه علي تلك القواعد التي وضعتها ، انا حر.! لكن الشخص الذي رسم هذه الخريطة واودعها ذلك الجهاز-كونه هو من رسم الخريطة وصنع الجهاز- قال له خذ الجهاز وقد تركت لك الخريطة فيه -وانت حر- قال له ذلك ولم يقل له اتحداك – لأن التحدي كامن في ترك حرية الاختيار بعد التبيين له ، وانا نبهتك وحذرتك فقط ، ولن اجبرك ، فإذا كنت سويا حقا فإنك ستعمل بتلك الارشادات وستستخدم ذلك الجهاز استخداما صحيحا لفهمها وبالتالي فإنك ستجد ان ذلك سيجعلك اكثر قدرة على السير في الطريق الصحيح الذي رسمته لك في هذه الخارطة وستجيد استخدام هذا الجهاز بشكل يبنيك بناء كاملا ومتوازنا ، فالخارطة التي تدل الانسان على الطريق هو القرءان الكريم ، والجهاز الدقيق والحساس هو عقل الانسان ، إذ لا يمكن ان يدلك الجهاز لوحده ما لم تؤمن يقينا بان هذه الخارطة هي التي تسلك بك الطريق الصحيح ، فهي برنامج لا يستطيع أن يعمل الجهاز بشكل سليم يقودك نحو الطريق السليم الا به ، والا فإنك ستتوه وتضل ..أظنك فهمت الان. هذه اجابة لسؤالك الاول .
ثانيا : الشعوب التي تستعبدها أو تحركها الحاجة البيولوجية فقط يا صديقي شعوب لا تستطيع الحرية ، الشعوب التي تحركها الامعاء فقط تبرد في لحظة شبع ، الشعوب التي تقودها تطلعات كبرى هي الاقدر على انجاز الثورة والتغيير والتحرر ، لأنها تدرك سر وجودها وأساس كرامتها ، شعوب تنجز الثورة بدمائها حين تقتضي كرامتها وحريتها ذلك ، لا تخاف قوة مهما كانت جبارة او غاشمة ، تواجه الفولاذ والرصاص وتخترق الجدران وتقبض أرواح المستبدين والطغاة وتجهز على قوتهم الواهنة بإصرار ر عنيد ، لأن الذي تعطيه لقمة خبز وتسلب كرامته ويرضى بذلك ليس انسان ، ولن يكون حر ، الحرية أولا ، لأنها أساس توفير الحاجات الضرورية بمأمن من أي خوف او محاولات سيطرة عليها وتعبيدها لفرد او نظام أو سلالة او بشر او طاغية مهما كان حجم قوته ، ولذلك العبودية لله هي أساس الحرية والامن والكرامة ، "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أؤلئك لهم الامن وهم مهتدون" والانسان يظلم نفسه حين يختار ان يعبد غير الله ، او يشرك به شيئا اومخلوقا ، وشعوبنا اليوم تصنع ثوراتها من واقع وعيها بدينها بغاية وجودها ، لأن كرامتها سلبها هؤلاء المجرمون عبيد الشرق والغرب وقوى الهيمنة والاستتباع وبياعي الضمير في محافل الموت الاممي ، وناطحات العهر القيمي ، ومراجع قم المنتقمة من كل قيمة سوية وايمان بالله ورسوله صحيح ، لأنهم نهبوا ثرواتها وحقوقها وأرادوا ان يستعبدوها بحقوقها التي هي حق كامل لها ، وارادوا ان يبنوا امبراطوريات الظلم والفساد على حساب دينها وقيمها وحقوقها وكرامتها ، حين تصبح الحرية عبودية لشهوة الجنس ، وشهوة اللذة المنحرفة ن ومتعة عابرة تقضيها مع عاهرة صنعتها افكار الليبرالية المنحرفة والمادية الماركسية المعادية لكل فطرية سوية وقيمة اخلاقية وايمانية في تكوين الانسان ، فإنها لن تكون سوى عبودية مضاعفة ، وفساد كبير ، وذل طافح بالحقارة والمهانة ، الحرية هي ان تكون اخلاقك هي اخلاقك في سموها وديمومتها وثباتها في السر والعلن ، هي التزام تجاه الله ودينه أولا والناس اجمعين ، هي تعاون بناء مأطور بقيم الخير والحق والعدل والاحسان ، من خلالها تتأسس نهضة الانسان وتكامله وتوازنه ، ولن يكون هذا الا اذا امتثلنا لكتاب الله وتأسينا بسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم "إن هذا القرءان يهدي للتي هي أقوم " "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " صدق الله العظيم
رداد السلامي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس