[خلود العطاوي]

. . عندما نفتقد أمل بمثابة الحياة لو أنه لم يتحقق.. يلاحق تطلعاتنا.. ويرصد أهم أحداثنا.. ويشعرنا بالوصول إلى القمة.. حتى نكتشف أنه يحطمنا منذ صفارة البدء..!! عندما نحاول الهروب من أرض كانت مسرح للحروب.. قتال وضحايا.. رصاصات غدر و مشاعر غربة.. بإختصار نصبح مشردين.. نشعر بأننا لم نمكث في الأرض تلك ولو ليلة.. ثم نتيقن أننــا أحياء بمكانة أموات والفرق فقط أننا نشعر ونتألم ..!! عندما يمنّينا القدر برجاءات.. نناضل من أجل الوصول لواحدة منها.. وهم من خلفنا يهتفون بأنها لن تستوثق.. ويحاولون بألا تستوثق ، أجلها نسقط انهياراً ، ونناضل من جديد ، بإحياء أمل ولو كان مفقود.. فيستوثق أخيراً ، تخيل..!! أستوثق لكن بالأحلام..!! عندما نعلن التحدي ، بعامٍ قادم فتتعالى الهمم وتصل إلى القمم ، ونحن نصعد السلم ، سلماً سلم.. وعند بلوغنا إلى الهدف نسقط ، فيصرخون بشرى ، وهما ينتحبان تأسفاً.. ليعود بنا المحرك فنرتقي ببطء ، وبطء ، وبطء.. حتى نصل ونحن بين آلاف من العثرات ، فيصرخ بنا الهدف فرحاً، ونصرخ بكاء..!! عندما تبكي فرحاً و يبكون حزناً، ينادي فينا المنادي أننا حققنا الهدف ، وهم أجرموا الرجم ، و أذنبوا..!! تعالوا بنا طمعاً ،، فتعالينا طموحاً ورجاء وأمل ، قذفوا بنا أسفل السلم ونحن بدأنا منذ أول صفارة، ولم نسابق الآجال ، ولم نتكبر..!! عندما تكتشف أن صديقك الأمس عدوك اليوم، وهذه الذكريات الجميلة تلاشت حتى أصبحت أوهن من خيوط العنكبوت، تحاول إعادت أي لحظة من تلك التي جمعتكم يوماً ما.. وما إن تفشل تدرك مرارة الفقد وقسوة الأيام، تقف أمام حطام الذكرى وتنتحب.. فقط تنتحب لوحدك..!! عندما تدرك خطورة ذلك العقل، وتخشى أن تؤذيه كي لا يؤذيك، وتبتعد عن أي حديث يجمعك فيه، ثم تجري عجلات الأيام، لتجد أن مستقبلك مقيد ببصمة ذلك الشخص.. ونفسك عاصية لحديث معه، حينها تفضل كرامتك التي حفظتها عن أي دنس.. فكم هو مؤلم هذا الأحتمال..!! عندما لا تجد بالفضاء متسع لأحلامك، وتفقد كل شيء حاولت أن تربحه يوماً.. ويسقط من عينيك شخص تلوى آخر.. فقط..! لأنهم أفسدوا شجرة حاولت غرسها، وكفنوا أحلامك خلفها.. وحاولوا قتلك مراراً لتسقط، وأنت في كل محاولة تقول: سأغرس شجرتي..! عندما ، وعندما ، وعندما ، كثيرة هي الاحتمالات ، لعلها تحققت إحداها بحياتك إلا أن جميعها حدثت في حياتي..!!! خلود العطاوي .