عرض مشاركة واحدة
قديم 08/08/2009, 03:07 PM   #23
جمعة الفاخري
شاعـر و قاص و صحفي
 
الصورة الرمزية جمعة الفاخري
افتراضي

- هل تتذكر أول قصيدة كتبتها في حياتك / أي في سنة ؟!

ـ أول محاولاتي لاقتراف الشعر كانت في المرحلة الإعداديَّة وكانت محاولات خجولة وساذجة تفتقر للنضج ، وأذكر أوَّل بيت كتبته في بداياتي:
شكوتُ لليلِ الطويلِ متاعبي
.......... فبكى طويلاً ثمَّ رثى لحالي.
لكني لا أذكر قصائد تلك المرحلة ..وأغلبها تبرَّأتُ منها .. فهي بدايات لا ترضي ذائقتي ، ولا تقدِّم شيئًا ، علمًا بأنني لا أحفظ أشعاري قديمها وحديثها .. وتلك مشكلتي الكبرى ، مع أني أحفظ أشعارً لا حصرَ لها ..

ـ هل تلاحظ أن هناك تغيير في أسلوب الشعر وطرحه عن السابق ؟!

ـ لكل مرحلة أساليبها ومقترحاتها في كل جوانب الحياة ، والشعر كائنٌ حيٌّ متجدِّدٌ دائمًا فهو يبتكرُ أدواتِهِ وطرائقَهُ .. ويجدِّدُ مفرداتِهِ ، ويطوِّر قواميسَهُ وصورَهُ وأخيلتَهُ .. ومن ثمَّ يبتكرُ أنواعًا جديدةً للقصيدةِ وتحت مسمَّيات مختلفة .. شيءٌ واحدٌ لم يتغيِّر في الشعرِ الحقيقيِّ هو درجةُ تأثيرِهِ الفاعلَةِ في النفوسِ .. ومقدرتُهُ الكبيرةُ على ارتكاب الدهشة ، وإحداث الإثارةِ في الأعماقِ الإنسانية باستفزازها بعنفٍ رقيقٍ .. وبرقًّة عنيفةٍ.. فالشعر يشبه الصدمة الكهربائيَّة العلاجيَّّة التي تعطى للمُعَالَجِ بقدرٍ محدَّد لا يضرَّهُ.. الشعرُ كائنٌ مختلفٌ مدهشٌ على الدوامِ متى كان حقيقيَّا وصادقًا غيرَ مفتعلٍ ولا مصطنعٍ..

ـ عندما تريد تلخيص مشوار جمعة في الساحة فماذا تقول ؟!

ـ جمعة الفاخري .. يحاولُ أن يكون .. لمَّا يبدأ بعد .. فكل خطوة أخطوها أنكرها .. قد يراها الآخرون نجاحًا ولكني أراها مجرَّد خطوة على درب طويلٍ.. ودائمًا أساءل نفسي: وسط هذا العالم المزروع بالشعراء والمبدعين ومروِّجي الجمال ماذا يمكن لمثلي أن يقدِّم ..!؟
وصدَّقوا إني أنكرُ كل قصيدةٍ أنجزها بمجرَّد أن يتلقَّفها الآخرون .. وهذا ليس شعورًا بالنقص بقدرِ ما هو جذوةُ طموحٍ لا تنطفئ..

ـ يُقالُ " تكلم حتى أعرف من أنت " .. كم شخص يطبق هذه القاعدة في الساحة ؟

ـ يُقالُ إِنَّ الثقافةَ هي الشيء الوحيدُ الذي ينقصُ الجزَّارَ ليصبحَ جرَّاحًا .. ولنلحظ الفرق بين الجزارة والجراحةِ..!! وكما يقول الشاعر العربي :
لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُهُ فلم يبقَ إلاَّ صورةُ اللَّحمِ والدمِ
فكلامُ المرءِ ينبئ عن أعماقِهِ ، ويخبرُ عن ثقافته ، ويبيَّن درجةَ وعيه .. ولكنه ليس مقياسًا دقيقًا للحكم على الناسِ ، فقد يخطئ المرء مرَّة ويصيبُ مرَّاتٍ .. وهو ما يعدُ كبوةَ جواد ..
وإِنْ كانَ سقراط الحكيمُ قد اختبر أحدهم بدعوتِهِ للكلامِ " تكلَّمْ حتى أراك " كان يريد أن يرى أعمَاقَهُ .. ويطَّلع على أفكارِهِ .. ولربما قدَّرَهُ وأكبرَهُ بعدَ ذلكَ أو مدَّ في وجهِهِ رِجْلَ أبي حنيفة.. أتمنى أن تروني كما أراكم .. بلا مدِّ أرجل.. لا سمحَ اللهُ..!!

وهل ترى أن الجميع يتكلم من أجل أن يعرّف عن شخصه بـ " الأنا " ؟!

ـ هذا ما يحدثُ ضبطًا .. فالإنسان ـ غالبًا ـ يتكلَّم أصالةً عن نفسهِ .. فهو مفوَّضٌ رسميٌّ باسم وجدانِهِ للتصريح .. ناطقُ رسميٌّ باسمِ الأعماق .. لذلك قالوا :" الألفاظ مرآة العاطفة " أي يُظهرُ عبرَها ما في أعماقِ الإنسانِ من أشياءَ..
توقيع :  جمعة الفاخري

 إِنِّي أُحِبُّكَ سَيِّدًا يا موطني
فلقد خُلِقْتَ لكي تكونَ السَّيِّدَا

جمعة الفاخري غير متواجد حالياً