عرض مشاركة واحدة
قديم 30/06/2008, 02:47 AM   #20
أسامة بن محمد السَّطائفي
مشرف رَتْلُ المزن
 
الصورة الرمزية أسامة بن محمد السَّطائفي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سودة الكنوي مشاهدة المشاركة

افتتاحية الأسئلة:
-المغرب العربي، ذلك الجزء الحبيب من جسد الوطن العربي
و الزاخر بعمالقة الفكر و الأدب من شعرا و كتاب و مفكرين
و قاصين و روائيين تشهد لهم الأوساط الأدبية بالتميز، لكن المؤسف أن
هذا الثراء الفكري و الأدبي يكاد يكون بمعزل عن بقية الأوساط الأدبية
بل يكاد يكون بعيداُ كل البعد عن جسد الثقافة في المحافل الثقافية و الأدبية لبلدان المشرق
في رأيك ما السبب وراء
بعد الأدب المغربي و عدم انتشاره في بلدان الشرق الأوسط و الخليج تحديداً؟

*

القَديــرَة / سَودَة ، سلامٌ عليكِ و رحمةُ اللهِ و بركاتهُ ..

/

اللَّهم افتح لنا من يَنابيعِ العِلمِ و الفَهمِ والحِلمْ ..

*


كما أسلفتِ قبلَ طرحِ السُّؤالِ فإنَّ منطقة المغربِ العربيِّ زاخرةٌ بالمفكِّرينَ و الكتَّابِ و الشُّعراء و ما الكتبُ و الدَّواوينُ و الصيتُّ الذّائعُ إلاَّ أكبرُ الأدلَّةِ على ذلكْ ..

غيرَ أنَّ الحُضورَ في المُلتقياتِ وَ المَحافلِ الأدبيَّة كانَ و لم يَزلْ - بصفةٍ أقلَّ حِدةٍ بشكلٍ كبيرٍ الآنْ - مُحتَشماً و يَقتصرُ في أحسنِ الأحوالِ على نُخبةٍ قليلةٍ تُعدُّ على رؤوسِ الأصابِـعْ ..

و المُتتبِّعُ لأطوارِ ذلكَ الغِيابِ يُمكنُ أن يَحدَّهُ من حيثُ العُقودِ ، ابتِداءً منَ الخَمسِينِيَّاتِ حتَّى منتصفِ التِّسعِينياتِ من القرنِ المَاضِي - هذا على حَسبِ تقديري - ففي أواخرِ التِّسعينياتِ بدأت تظهرُ للعامَّةِ - و لا أقولُ الخاصَّة ، فإنَّ أصحابَ الإهتِمامِ دائموا البحثِ عمَّا يَروِي أذواقهم في كلِّ الأقطارْ - رِواياتُ أحلام مُستغانمي و الطَّاهر وطَّار ، و أعمالُ عزالدين ميهوبي الشِّعريَّة و المَسرحِيَّة و كذا عبد الحَميد بن هدوقة ، محمَّد ديب ، مولود فرعون ، مالك حدَّاد ، رَشيد بوجدرة ، زهور ونِّيسي ، ياسمينة خَضرة و غيرهم كثيرْ ..

هذا طَبعاً فيما يخصُّ أدباءَ الجَزائر ، و أعتقدُ أنَّ نفسَ الأمرِ كانَ عندَ الإخوةِ الموريتانيينَ و المغربيينَ و التونسيينَ و اللِّيبيينْ ..

و بعدَ هذا الإستِطرادِ أُرجِعُ حسبَ رأيي المتواضِع ، أسبابَ اتْساعِ تلكَ الهُوَّةِ بينَ الأدبِ المشرِقِيِّ - و الخَليجِيِّ على وجهِ الخُصوصْ - وَ الأدبِ المَغارِبِيِّ و أيضاً أسبابُ عدمِ الحُضورِ المكثَّفِ للمغارِبة في مَحافلِ الإخوة المَشارِقة و العَكسُ صَحيح ، إلى أمورٍ عِدَّة أستَخلِصها فيما يأتِي :

أوَّلاً ، سَعيُ الإستِدمارِ الغربِيِّ الَّذي طالت سَطوتهُ على بلدان المغرب لِمُحاربةِ كلِّ ما يَمتُّ إلى هُويَّتهِ بصلةٍ من حيثُ اللُّغةِ و الدِّينِ و المُقوِّماتِ و التَّقاليدِ العربيَّة ، و هذا طيلةَ ما يُقاربُ القرنَ وَ أكثر . ضِف إلى ذلك حَداثةُ استِقلال تلكَ البلدانِ منهُ و هذا الشيءُ أثرَّ على حركاتِ تعميمِ التَّعريبِ فيها فلم تؤتِ تلكَ الإصلاحاتُ ثِمارَها إلاَّ بعدَ وقتٍ ليسَ بالقصيرْ . بينما نُلاحظَ عكسَ ذلكَ تماماً في بلدانِ المشرق فهم قَديموا عهدٍ بالإستِعمار بل هناكَ دولٌ لم تُستعمر أصلاً ..

ثانِيًا ، البعدُ الجُغرافِيُّ بينَ تلكَ البُلدانْ ، و هذا ما جَعلَ أمرَ التَّقاليدِ و الخُصوصِيَّاتِ المميِّزة لكلِّ بلـدٍ يُمثُّلُ عاملاً لعدمِ الإهتِمامِ بقراءةِ ثقافةِ من يختلفُ عنكَ في الكثيرِ من الأشياءْ مِمَّا أدَّى إلى تَقَوْقُع كِلاَ القُطرينِ في ثقافتهِ و فُنونُـهْ على الرُّغمِ من مُحاوَلاتِ التَّقريبِ العَديدة من كِلاَ الطرفينْ ..

ثالِثًا ، توجُّهُ أكثرِ الأدباءِ المَغاربةِ خاصَّةً في الخمسيناتِ وَ السِّتِّيناتِ إلى الكِتابةِ باللُّغةِ الفرنسِيَّة ، فنتجَ عن ذلكَ سَلباً نُفورُ القارِيءِ المَشرِقِيِّ من تِلكَ الأعمالِ الأدبية بِحُكم انشِغالهِ بكلِّ ما هوَ مكتوبٌ باللُّغةِ العربِيَّةِ الفُصحَـى ..

رابِعًا ، تَفَشِّي آفة الإرهاب في المجتمع المَغاربي و الجزائِري بوجهٍ أخصَّ و أعنفْ ، جَعلَ بعضَ الأقلامِ الَّتي بدأ يلمعُ بَريقها تأفلُّ نوعاً ما مِمَّا قلَّلَ نسبةَ التواصلِ بينَ الأدباءِ وَ أعمالهم في النَّاحِيتينْ ، و لكنَّ هذا الوَبالَ زالَ الآن و الحمدُ لله و رَجعتِ الأمورُ إلى نِصابِها بل وَ أحسنْ ، حتَّى أنَّ ذلكَ الطَّاعونَ كانَ للكثيرينَ حافِزاً للكِتابةِ وَ سَبباً قَوِيًّا للوُقوفِ أمامَ الضَّلالةِ وَ تغييرِ المُنكرِ بالكلمــاتْ . فَرُبَّ ضَّارَّةٍ نافِعَــة ..

هذهِ فيما أعلمُ ، أهمُّ العواملِ الَّتي تلاقتْ فأنتَجت ذلكَ البُعدَ و الإفتِراقَ النِّسبِيِّ ، و لا أقولُ بأنَّها كُلُّها و لكنَّني ذكرتُ ما لهُ بالغُ الأثرِ في أُسلِفَ بيانُــهُ ..

و ما لا يُدركُ كُلُّهُ لا يُتركُ جُلُّـه ، و اللهُ أعلى و أعلــمْ ..


/

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سودة الكنوي مشاهدة المشاركة

( يتميز العصر الراهن الذي نعيش فيه بأنه عصر البعث الفكري والنهوض الأدبي في حياة المجتمع الجزائري، بحيث تؤكد لنا معطيات الإنتاج الأدبي المعاصر، بأن ازدهار هذا الإبداع الأدبي، من حيث عمق تأثيره والنتائج التاريخية المترتبة عليه، فقد احتل مكانة بارزة في الساحة الثقافية عامة. إضافة إلى أن نهضة هذا الإبداع حاولت في إصرار أن تنفض عن هذا المجتمع غبار الأحداث وتبعثها بعثاً جديداً في مختلف نواحي الإبداع...)

هذه مقدمة مقال للكاتب مصطفى بلمشري
من وجهة نظرك كيف يكون في الإمكان خلق جو من التواصل الفكري و التلاحم الثقافي
و الحضور المكثف لأدب المغرب العربي عامة و الأدب الجزائري خاصة و كيف نستطيع ردم الهوة السحيقة التي تفصل ذلك الجزء الشقيق عن بقية الجسد العربي لإطلاع المتلقي على ثراء الساحة الأدبية في هذا الجزء من الوطن ؟؟

*

مثلما قالَ الكاتبُ المحترمُ : مصطفى بلمشري ، بأنَّ العصرَ الَّذي نعيشهُ عصرُ البعثِ و الإنتِعاشِ الفكريِّ و الأدبِيِّ بالنسبةِ للمجتمعِ الجزائري - و أنا أقولُ بل بالنسبةِ للمجتمعاتِ المَغارِبِيَّةِ بأجمَعها - و هذا مُلاحظٌ بِجلاءٍ في الفعالِياتِ وَ المُلتقياتِ و المنتدياتِ المُقامةِ لأجلِ الأدبِ و الثَّقافَـة ..

و بِما أنَّ المغرِبَ العربِيَّ يتميَّزُ بهاتهِ الحَركِيَّة و يُحاوِلُ أن يُسمِعَ صَوتهُ إلى الشَّرقِ الأوسطِ و الخَليجْ ، فعلى الإخوانِ من جِهتهم أيضًا أن يَمدُّوا اليَدَ لتلكَ النِّداءات و لا أقولُ بأنَّهُ ليست هناكَ مُبادراتٌ من الجانبِ الآخر لكنَّ المغاربة أشدُّ تعلُّقاً و تأثُّراً بهذا التقاربْ ..

هذا التَّواصلُ يجبُ أن يتمَّ وِفقَ ضوابطَ يجبُ مراعاتها ، كإسقاطِ الحواجزِ الَّتي كانت قَبلاً عوامِلاً للتباعدِ بينَ الثقافتينِ وَ القُطريــنْ ، وَ التَّكثيرِ من المحافلِ وَ المَعارضِ و الأمسِياتِ الأدبية و الشعرية المشتركة مع تنويعِ أماكنِ إقامتها في مختلفِ البلدانْ ، طِباعة الكتبِ و الدَّواوينِ و الرِّواياتِ لأسماءٍ مغاربية في دورِ طبعٍ و نشرٍ مشرقيَّة و كذا العَكسْ ، إمضاء اتفاقيات على المستوى الرَّسمي لتسهيلِ العملِ الثقافي بين المتعاقدينْ ، إلى غيرِ ذلكَ من الوسائلِ الأخرى و العَديدة وَ الَّتي يُمكنُ أن تردمَ الهُوَّة - على حسبِ تعبيركِ - بين الأخوة الأشِقَّــاءْ ..


/

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سودة الكنوي مشاهدة المشاركة

**لدي أسئلة حول حرية الكتابة و الجدل النقدي في الأدب العربي عامة و الأدب الجزائري خاصة
سأؤجلها لما بعد إجابتكم
و لإتاحة الفرصة لمداخلات الأعضاء و تساؤلاتهم

تفضل مشكوراً
*

و لكِ التَّرحيبُ و لأسئلتكِ و حُضوركِ الأبهى ، و إلى حينِ عودَتكِ أستودعكِ الله الَّذي لا تَضيعُ ودائعــهْ ..

و سأردُّ على باقِي الأسئلة و المُداخلات الكريمة لإخوتي في الغَدِ بإذنهِ تعالى ، فقد تأخَّرَ الوَقتُ هنا فالسَّاعةُ تُشيرُ إلى الحاديةَ عشرة ليلاً وَ اثنانِ و أربعونَ دقيقة ..

/

تحيتي و تقديري .. لكــمْ ..

توقيع :  أسامة بن محمد السَّطائفي
أسامة بن محمد السَّطائفي غير متواجد حالياً