عرض مشاركة واحدة
قديم 06/06/2009, 01:52 PM   #9
عبد العزيز الجرّاح
المديـر العـام
 
الصورة الرمزية عبد العزيز الجرّاح
افتراضي

وحي ،
صاحبة الفكر الطليق والقلم الأنيق في مساحات الإبداع.
أهلاً بك وبـ هذا الطرح المتميّز جدًا، وعذرًا لتأخري في الحضور .. فوالله هي الأمور الإدارية التي تسرقنا كثيرًا من متابعة مثل هذه المواضيع المميّزة والتفاعل معها.

سيدتي،
هذه القضية التي تتحدثين عنها كانت وما زالت وستبقى موجودة في مجتمعاتنا العربية وبنسبٍ كبيرة، ولكن قد تتضاءل تلك النسبة في الأجيال القادمة و سأتطرق لأسباب التضاؤل في النقطة رقم (2 ).

ومن وجهة نظري المتواضعة تعود قضية الإلغاء والديكتاتورية التي يمارسها الآباء على الأبناء لأسباب كثيرة إضافة إلى ما تطرّق له الجميع ومن هذه الأسباب :

1- بعض الآباء هداهم الله يكون السبب الحقيقي وراء ممارسة الإلغاء والديكتاتورية والتفرّد بالرأي ( مصالحهم الشخصية ) مثل ( الفائدة المادية ) فيقدم بعض الآباء مصالحم الشخصية على حساب أبنائهم .. كذلك (الواجهة الاجتماعية ) والتي يعتبرها البعض من وجهة نظرهم من الأشياء المهمة في المجتمع وهذه قد تكون منتشرة في مجتمعاتنا الخليجية أكثر من غيرها.

ويمكن للأبناء أن يقبلوا أو يرفضوا تمامًا تلك الاختيارات المفروضة في حالة وجدوا أن الهدف الرئيسي للإجبار والإكراه هو المصلحة الشخصية للآباء فقط.
وهذه النقطة يمكن أن نتعامل معها بالطريقة التي ذكرتها الأخت / سودة الكنوي حينما قالت:
( الاستخارة و الاستشارة .. فما خاب من استشار و لا ندم من استخار ).


2- أُمية الآباء وأفتقادهم للخلفية الثقافية والفكر والوعي الذي يمكن من خلاله أن يتفهموا رغبة أبنائهم ويتركوا لهم المجال لتحديد مصيرهم بأنفسهم.

وهذه النقطة يمكن أن نتعامل معها بمحاولة التقرّب بوجهات النظر كما تطرقت لذلك الأخت / جهاد خالد .. وقد تفلح أحيانًا وكثيرًا ما تفشل .. وأن كنت أظن أن هذا السبب ستتضاءل نسبته في الأجيال القادمة للآباء حينما يكون لدينا جيل مثقف من الآباء لديهم من الخلفية الثقافية والفكر والوعي والإدارك ما يجعلهم يتعاملون مع أبنائهم بلغة الحوار والنصح والإرشاد وليس الإكراه.

3- الضغط على الأبناء بمسألة ( بر الوالدين والعقوق بهما ) .. فقد يقول : الأب لابنه ( لن أرضى عنك، ولن أتحدث إليك أبدًا، ولن أسامحك، وسأدعو عليك بعدم التوفيق .. ولا أبالغ حينما أقول : أنه قد يصل الأمر بالأب بالتبرىء من ابنه ) ما لم يتزوج من تلك الفتاة أو يختار ذلك التخصص أو العمل بتلك الوظيفة أو يفعل الأمر الذي يريده والده .. فيرضخ الابن لاختيارات والده مرضاة له.

وهنا أفضل ما يمكن أن يفعله الابن في حالة استنفذ كل سبل الاقناع والحوار والوساطات أيضًا .. هو ما ذكرته الأخت / جهاد خالد حينما قالت :
"فليكن إذعانك لله في رضاهم فإن لذلك من الأثر الطيب على النفس وعلى المستقبل المُختار ما لا يعرفه إلا من أقدم فيه بنية البر وإرضاء الله والصبر على أذى الأهل".

وأخيرًا أوّد أن أؤكد على أن سلبيات الإلغاء كثيرة وكثيرة جدًا وقد ذكرت في سياق الموضوع من قبل الأخت/ وحي أو من خلال ردود الأخوة الأعضاء.
وتبقى نسبة الأشخاص الذين تم ( إلغائهم ) واستطاعوا التكيّف مع تلك الاختيارات المفروضة أو حالفهم النجاح والتوفيق ضئيلة وضئيلة جدًا.

وحي،
سعدت جدًا بـ هذا الطرح المتميّز،
وننتظر منك المزيد ..
شكرًا بحجم فكرك ووعيك الكبيرين.

جل تقريري

همسه :
نظرًا لتميّز الطرح سيكون له بنرًا
دعائيًا يدلل عليه قريبًا جدًا.
توقيع :  عبد العزيز الجرّاح
عبد العزيز الجرّاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس