عرض مشاركة واحدة
قديم 23/10/2010, 01:28 PM   #8
مريم الظاهري
إملائية
 
الصورة الرمزية مريم الظاهري
افتراضي

سكون الليل يذكرني بدفىء قلبك , بهمسك في آخر ساعات الليل " بسج سهر يلا سيري نامي " .! , يذكرني بنغمات صوتك التي تداعب إحساسي بعذوبتها , بسببك أحببت السهر , و نسيت الضجر , و أحادثك بشغف حتى آخر ساعات السحر , كنت أنتظر حلول المساء و أراقب الساعة أعد الدقائق و الثواني حتى يحين الوقت المناسب الذي يكون لنا , أنا و أنت فقط .! , فالصباح عندك يساوي المساء عندي , فعلى أحدنا أن يتنازل في ذلك اليوم عن نصيبه من النوم كي نتمكن من الحديث معاً , بحكم دراستك و بحكم دراستي كان علينا أن نكون هكذا , لو أنني كنت أحياناً أواصل و لا أنا و أكون مرهقة و لكنها أجمل من أجمل لحظات حياتي .! , كنت أستمتع حين أحدثك أنهرك و تغني لي , تغيضني و أغيضك , تكثر من ذكرهن , تتغزل بهن , و أنا أعلم أني أجمل منهن .! , لأن الذي يميزني هو أنت .! , أنت الذي تجعلني متفردة و مميزة , أتدري سيف , كم مضى منذ أن تحدثنا و ثرثرنا على الهاتف.؟ , أعتقد أنها سبعة أعوامٍ أو يزيد , فقد كنت حينها سأسافر لكندا لأتخصص في الطب , كان عمري حينها ثلاثة و عشرين عاماً , و لكن قد تبدد كل شيء و صحوت من حلمي معك على خبر زواجي .! , أذكر كيف أصر والدي على ابن عمتي , و وقفت أنت موقف المتفرج من كل ما يحدث .! , لم تحرك ساكناً بل إكتفيت بإغلاق هاتفك و تركي في دوامة لا نهاية لها .! , كيف لي أن أقول لهم أني أحب رجلاً بعيدٌ كل البعد عنا.؟ , كيف سأجرؤ على إخبارهم أني أحببت أخ صديقتي التي لم تروها سوى مرةٍ واحدة .! , كيف و كيف و كيف .! , فكرت حينها بعقلانية , طرحت قلبي جانباً , قلت لنفسي يا هند , ها هو الرجل الذي أحببتيه و خنتِ ثقة أهلكِ لأجله قد ترككِ و رحل , و أنتِ بين نارين , نار البقاء على حبه و أنتِ لا تعلمين سر النفوس , و نار الزواج برجلٍ لن تستطيعي أن تهبيه قلبك , إحترت كثيراً , و كنت أنت السيف الذي مزقني من الوريد إلى الوريد , و ما حيَّرني أكثر حين شكيت لأختك الحال , قالت لي أنكَ لا ترد على إتصالات أحد و أختفيت عن الأنظار , و لكني قررت و لجأت إلى ربي , و دعوته من قلبي إن كنت خيراً لي فليجعني لك , و إنت كنت شراً لي فليبعدني عنك , و هذا ما حدث بالفعل , في غضون شهر قاموا بتزويجي , و المصيبة أنه والدي و عمتي قد جهزوا كل شيء .! و كأنهم متأكدون أنني سأوافق حتى لو كان رغماً عني.! , فبعد أسبوع واحد من إخباري بموضوع عريس الغفلة جاءت عمتي بالزهبة غير المعتادة , لقد أشترت كل شيء و فصلت كل شيء , بل و صندوق كبير يحتوي المهر و بطاقات العرس .! , أي عرسٍ هذا.! و أي زوج .! , و لكني تأكدت من شيء واحد ألا و هو أنهم يعدون منذ زمن لهذا العرس المهيب , رأيت حسرةً في عين والدتي , رأيت ألماً , حزناً و شفقة , و بعد خروجها دخلت أمي قائلة لي : أميه , عرسج أول الشهر .! , صدمت بل و صعقت .! , عن ماذا تتحدثون .! , بعد أسبوع واحد سيكون عرسي .! , فبدأت أعد له و كلي حسرة و أسى , و كأنهم يدقون المسامير في نعش حبنا , كدت أجن , لم تخليت عني و لم تركتني بتلك السهولة .! و لم عمتي تراني و كأنها حازت على الكأس و فازت بالبطولة .! , لم من الأساس أختارتني لأكون زوجةً لابنها الذي يكبرني بسبع أعوام .! , هي تكرهني و لا تطيق رؤية محياي .! , ملئتني الحيرة .! , سرقت الكرى من عيني , كلي تساؤلات و الحيرة هشمت عقلي .! , فَتَته و جعلته هشمياً تذروه رياح الوساويس لبحار لُجية من الوجع .! , لا أنكر أنني كرهتك بقدر ما قلت يوماً أني أحبك .! , لكن لم أستطع تخيل أي من ملامح حياتي الجديدة مع زوج لن يكون أنت .! , قلت لا بأس ببعض الوجع يا قلبي .! , و لكنه كان أكثر من أستطيع إحتماله و إزاحة ثقله اللي يحني كاهلي .! , و لكني تزوجته .! , كان يوماً بائساً بلا لون و كأنني كنت كالدمية .! , لم تكن أمي سعيدة بهذا الزواج و لا أخواتي و لا إخوتي .! , و لكن أبي كان أقسى مما توقعت حين أجبرني على هذه الزيجة .
بعد عرسي المهيب .! , العرس الذي حكت فيه الإمارة عامين لكبره و جماله و جمال عروسه عدت لبيت أجر أذيال خيبتي بعد شهرين فقط من الزواج .! , أصر على تطليقي و أصررت على تركه .! , لأني ببساطة عرفت مغزا تلك اللعبة التي كانت نهايتها جرحاً نازفاً و ريحاً عاصفة بين وجداني , كان يريد فقط حصتي من شركة العقار التي وهبني أسهمها عمي قبل وفاته لأني من وهبت إبنه كليتها , صارت المشكلة .! و أثيرت البلبلة .! , و الضحية هي هند .! , أزمتي النفسية إنتهت ب وفاة أبي ندماً على وأد زهرة أيامي , و حين أحسست ببرد المشاعر و الضياع .! , حين أحسست أن حياتي قد خوّت من كل شيء جميب , غادرت بعدها لندن بلا رجعة .! , فلم يعد أحد يجرؤ على الإقتراب مني و محادثتي , كنت وحيدة لا أفكر إلا بالختم الذي طبع على جوازي , ذلك الذي يقول أني مطلقة .! , ماتت كل رياض قلبي و جفت كل بساتيني , و لم تعد تزهر رياحيني , كل الألوان إختفت .! , و لكني أقسمت .! , لن أنهي حياتي بسبب أحدهم , فما حدث لي لا ذنب لي فيه , بدأ الناس في أبوظبي بالثرثرة و القيل و القال , ف آثرت أمي العودة لغياثي و البقاء في عزبتها بين أغنامها و إبلها و حملت معها ما إستطاعت من متاع و تركت البيت لأخوتي الكبار , تألمت كثيراً لأني أعلم كم هو قاسٍ عليها ترك بيتها و العيش مع إخوتها هناك , و لكن لم أستسلم و أقسمت أني لن أتخاذل , و رسمت حياتي من جديد و وهبت نفسي لدراستي و العمل التطوعي في المشفى , صارت لي صديقة ملئت حياتي بعد فراغها و لا أخفيك سيدي , أني لم أفكر فيك البتة , و كأن كل العقد قد إنحلت بمجرد دخولها حياتي , فمضت الأعوام و صرت الإستشارية و نلت الجوائز و قدمت الكثير , و لكن بعد زواجها عاد الفراغ من جديد , و بدأت بإقتحامي من جديد , أي أنني لم أحصن نفسي منك .! , و لم أمكن الكمائن لمتنعك من دخولي , لكن و للأسف عدت لمزاولة فنون الشوق و كأني عدت لنقطة الصفر من جديد .! , مع أني تغيرت كثيراً و نضجت كثيراً , إلا أني لازلت عند وعدي ب إعطائك عمري نصفه .! , و نصفه أبقيه كله عندي أهبك أجمل أيامه بدل تلك التي لم تسعدك فيها الأقدار .! , ف تأكدت أنك ذلك الحلم الذي كلما صحوت منه عدت لأغرق فيه من جديد .! , و ذلك الطير المسجون و المقيد الذي حين أطلق سراحه لم يعد يتوق للبيد و الأراضي التي كان يجوبها .
بعد مرور ثمانية أعوام أستطيع أن أقول لك , أنا أنا .! , أنا لم أتغير أحبك و إن خذلتني .! , و إن كنت قد إستكملت حياتكَ فهنيئاً لك , و إن لم تسعدك الأيام بعدي فليجعل لنا الرب موعداً نتلقي فيه و نجدد كل عقود الوصال .!
سيف , كنت و سأظل أحبكَ على الدوام فلا تخذلني مجدداً , و لا تجعلني أندم لأني عدت بهذه السهولة .! , فمهما كابرت و كابرت لا أستطيع التمرد علي .!
سيف , خذ بيدي و لتجعلني أطأ وطني بعد هذه الأعوام معك , دع أجمل لحظاتي تكون معك , فلا تدع للحزن و الألم في حياتي مساحة , و دعنا نأخذ من الحب الراحة .!
سيف , أنت فارسي لذا , لا تخذل من منحتك عصا السبق في قلبها .!
London.
2nd – February-2010.
00:30 am.!
توقيع :  مريم الظاهري

 

[ . . الصدى . . ]
,
مجرد صدى صوت قادم من حيث لا صوت ..!!
إلا ..
صوت الألم ..
بعض الآهات و الأنين ..
و كثيرٌ من الوجع الممزوج بالصرخات المكبوتة ..!!
مريم الظاهري..
مريم الظاهري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس