[طارق قاسم]

المبدعة العزيزة هند
برايي ان تاريخنا الشخصي والانساني هو مدى مساحة ما يشغله الكذب في وجودنا
بمختلف تجلياته ..دعك من كذبنا الطفول امضحك الذي لم يفلح في جعل انوفنا تستطيل
والكذب هو البذرة الشطانية لكل مساحات التناقض الاخلاقي التى تهيمن على حياتنا فمثلا الكبار الذين علونا ان الكذب يقود الى النار هم اول من علمنا كيف نحبك كذبنا ونسبكه جيدا ونخرجه بعناية محكما انيقا
واغلب الذين يشكلون الراي العام في بلادنا هم سدنة معبد الكذب
ذات مرة توليت موقعا تحريريا مهما في جريدة حزبية كبيرة عندنا في مصر وكان رئيس التحرير صحفي تربيت على مقالاته كمدرسة للنبل ومقاومة الفساد ومحاربة التطبيع مع العدو الصهيوني
وكان رئيس الحزب ورئيس مجلس الادارة سياسي بارز كان محاميا لاحد رموز التطبيع مع العدو واحد كبار الفاسدن بالبلد
والغريب ان رئيس التحرير كان قد شن حملة كبرى ضد المسئول الفاسد الذي رئئيس الحزب يحامي عنه
وفي اول اجتماع لهيئة التحرير فوجئت برئيس الحزب يشد بمناقب ومحاسن ذلك الوزير الفاسد المطبع مع العدو بينما رئيس التحرير صامت في رضوخ ورضا بل انه كان يؤكد على بعض ما كان يقوله رئيس الحزب
تشرخت صورته في نظري ودعوت الله ان يهدي قلبه ويستيقظ من حالة الكذب المخجلة التى رايته عليها