الموضوع: كَـلِـمَـاتْـ
عرض مشاركة واحدة
قديم 30/05/2009, 03:05 PM   #14
سودة الكنوي
شاعرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية سودة الكنوي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد خالد مشاهدة المشاركة

[ .. الدّمعْ .. ]
الدمع..
تطهير و تعبير..
الدمع غسل للقلوب من همومها
و تطهير للنفوس من شؤم الذنوب و المعاصي
و هو سبب من أسباب الاستظلال بعرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله
فقد ورد عن الحبيب صلى الله عليه و سلم في حديث (سبعة يظلهم الله بظله)
"و رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه"
الله الله!
ما أسماها من منزلة و ما أرفعه من مقام
فالبكاء من خشية الله ممدوح مندوب إليه و من قسى قلبه فلم
يبكِ فليتباكى فهو أعون على لين القلوب
و ما عرفت البشرية أطهر من دمعة تائب، و لا أوجع من دمعةِ أم مكلومة..
وروى الترمزى عن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
[عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشيه الله وعين باتت تحرس في سبيل الله] ...

إذن فللدمع منزلة عظيمة و سحر قوي ليس في التعبير
عن الفرح و الحزن و الألم و العواطف و الانفعالات فحسب
بل في أنه وسيلة من وسائل النجاة و رضوان الله تفضي بالمرء إلى
جنة عرضها السموات و الأرض..
و للدمع و الدموع و الأدمع
في الأدب العربي و الشعر بصفة خاصة ملائح لا يمل من قراءتها
لب، فلم يتورع المحبون عن سكب دموعهم كوابل مدرار
و لم يتوخَّ الفاقدون انهمار دموعهم في مراثيهم و تأبيناتهم..
و نراهم يذمون جمود العين و انحسار الدموع
فهاي الخنساء تقول:
أ عينيّ جودا و لا تجمدا..

و هاهو الأمير الحمداني أبو فراس يعاتب قائلا:
أراكَ عصي الدمع شيمتك الغدر

و هذا العاشق قيس بن الملوح يناجي حمامتين أسالتا دمعه بهديلهما:
ألا يا حماميْ بطنَ وَدَّانَ هِجتُما
.............. عليّ الهوى لمّا تغنيتما ليـــا
فأبكيتماني وسط أهلي و لم أكن
..............أبالي دموع العين لو كنت خالـيا


و لهذين البيتين في نفسي بالغ الأثر فلا أكاد أسْطِيعُ حبس الدمعة
كلما ترنمت بهما..
لا تحبسوا دموعكم بل دعوها تنساب بصفاء فو الله ما رأيتُ
بلسما لترطيب القلوب كــالدموع..
و لكن للأسف هناك من يتفاخرون بجفاف أعينهم و تأبي دمعتهم الحرون
و لا شك أن ضبط النفس ممدوح و لكن أن يتطور إلى تبلد شعور و جمود
فهذا الذي لا أراه من الإنسانية في شيء..

توقيع :  سودة الكنوي

 تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

اضغط الصورة للتكبير

كَغَيثِ السَّمَا تَحيَا بِهِ كُلُّ بُقعَةٍ=وَتُزهِرُ في إِقبَالِهِ الفَلَوَاتُ
هَمَى حُبُّ عَبدِ اللهِ فِينَا فَأَينَعَت=لَهُ في رُبَى أَفرَاحِنَا الثَّمَرَاتُ
فَكَيفَ أُغَنِّي وَالمعَانِي تَهَدَّمَت=أَمَامَ مَجَارِي سَيلِهَا الكَلِمَاتُ
وَكَيفَ أُوَفِّي مَشهَدَ الحُبِّ وَصفَهُ=وَفِيهِ مَعَانٍ مَا لَهُنَّ صِفَاتُ
فَبَينَ إِمَامِ المسلِمِينَ وَشَعبِهِ=مِنَ الحُبِّ نَوعٌ آخَرٌ وَلُغَاتُ
إِمَامٌ شُعُوبُ الأَرضِ تَحسُدُ شَعبَهُ=عَلَيهِ وَتَستَشرِي بِهَا الحَسَرَاتُ
شعر: أبو الطيب د.محمد بن علي العمري
سودة الكنوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس