عرض مشاركة واحدة
قديم 15/04/2013, 10:43 PM   #3
مروج الياسمين
إملائيـة
 
الصورة الرمزية مروج الياسمين
افتراضي

عبدالإله..!
هَذه الأرضُ تَشْهَد أنّني أمسكتُ طرفَ ثَوبي..وَمشيتُ مسافاتٍ شاسِعة
بَحْثاً عَنْك..!
وأنّني عِنْدَما اقْتَربَ وصولي إلى عَالَمكَ المُبْهمِ خلعتُ نعلي عِندَ بابِكَ
المُقدّسِ ومَضيتُ حافيةً إليك,,
وَهذهـ الأرضُ ياعبْدالإله سَتُخبركَ يوماً ما عَن حِكايَتي الطّويلَة معَ العَطش
وَكيفَ أنّني كُلّما لاحَ لعيني
تَباشيرُ ماءٍ في الأفق كُنت أبالغُ بِرفَعِ فُسْتاني الذي يَسْبِقُني إلى الأرضِ بمَسافَةِ شبرٍ

خشيةً عليهِ من البلل حتّى يَكْشفَ عَن ساقينِ صَغيرتين رسَمتا بحذرٍ طفوليٍ على الرّمالِ
آثار رحلَتي المُثقَلةِ بالخَوْفِ وَالطّيش إليْك..وكيف أنّني كُنتُ أمْشي على رؤوسِ أصابِعي كلما تَبارك
قلبي بقُربِ انفراجِ العَطَش..حَتّى عِنْدَما أصلُ إلى مَنْبع المَاء..يصيرُ سَراباً.. وَبين
يدي تُراباً..!
فرحلتي مَع العَطشِ ياعَبْدالإله..طويلةٌ،مملّةٌ وَقاسيَة .. وَكُنتُ أظُنّها سَتنْتهي عِنْدَما
أجلسُ إلى جواركَ وتَسقيني من كأسكَ الفُراتيّةِ شُربةً عَذبةً تَنتهي عِنْدَها عَذاباتُ
السّنينِ الماضيَة..
لكنّني ياعبدالإله أراكَ وقَد أصْبَحتَ تُشْبهُ هَذه الأرْض كَثيراً..
فعِنْدَما قررتُ إعطاءها جَحَدتْني ..وعِنْدَما أحببتُها أنْكَرتني!
واليومَ أنا أقيمُ بها كَغريبَةٍ عابِرَة..تَماماً كَما أُقيمُ في قَلْبكَ العاصي بِرُكنٍ قصيٍ بعيــدٍ
بَيْنَ أشْيائكَ المُهملَة..!
.
.
عبْدالإله!
سامَحكَ الله
لو تَدْري كَم أحْبّــك
لما تَجاهَلْتَني لَحْظةً واحدة!
توقيع :  مروج الياسمين

 أنت قِبلة يمم شطرها فؤادي

مروج الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس