الموضوع: العيال كبرت
عرض مشاركة واحدة
قديم 26/11/2010, 04:13 PM   #11
داليا أصلان
كاتبـة
 
الصورة الرمزية داليا أصلان
 






من مواضيعي

داليا أصلان has much to be proud ofداليا أصلان has much to be proud ofداليا أصلان has much to be proud ofداليا أصلان has much to be proud ofداليا أصلان has much to be proud ofداليا أصلان has much to be proud ofداليا أصلان has much to be proud ofداليا أصلان has much to be proud of
افتراضي

منذ أن منحتني ابتسامة للمرة الأولى في أسبوعها السادس ، حتى أدركتُ أنها سيدة الموقف وليس أنا ..


بمعنى آخر أنك حينما تربي أحد أبناءك على أي سلوك ينافي رغبته فأنت تحارب نفسك أولا في الانصياع له .. من تحبه وهو قطعة منك


عندي قناعة زائدة في أن كل طفل يولد و لديه رصيد يفوق السبعين بالمئة من تربيته تتمثل في كلمة "فطرة" ، طبيعة ، جبلة .. ومهما حاولنا رصف وتعبيد وتمهيد وتهذيب تلك النتوءات التي لا تعجبنا فيه فإننا مهزومون .. ببساطة لأننا حين نربي لا نكترث برغبات هذا الطفل أو خصاله القهرية فيه ، وإنما نسلك طريقة كن فيكون ، ولأننا بشر بلا قدرات إعجازية ولا سحرية فإننا نفشل في النهاية في هدم وإعادة بناء تلك الأمانة .


والحقيقة أنني حينما استسلمتُ لفطرتي كأم .. فقد وجدتُ الأمر أسهل ، ليس بالتغيير الجذري وإنما بالتقويم ، بالمراقبة ، بالحرص على السلامة النفسية والجسدية تسبقهما العقائدية ، دون فرض الكثير من الكلفة والمنغصات .. نزهة مصحوبة بالمتعة ، راحة يومية في التعامل ، بأن أطيعها خمس مرات فيما تريد لتنفذ لي مطلبا واحدا فقط ، لكنه في حسابات التربية بألف سنة مما يعدون ..


يعنيني كثيرا أن تطلعني على ما يقلقها لا أن تعدني بألا تخطيء من جديد .. ببساطة أنا الأخرى خطاءة وبحاجة أكيدة إلى الحب والمغفرة ، وبطبيعتي لا أجيد تنفيذ العقوبات .. فلا أفرضها فأضع نفسي في موقف محرج أو بغيض ..


أعتى عاصفة صادفتني معها وعنفتها فيها كانت من منطلق أنها خانت ثقتي ، خدعتني وأنا التي آمنتُ بها ، فما كان منها إلا أن حاسبت نفسها حسابا أشد مما قد أفكر بمعاقبتها به ..


الحياة سجال أجيال سيدي الفاضل .. عمرها تسعة أعوام (على مشارف مراهقة مبكرة) وتطيعني لأنني أطيعها ، تسر إلى بقلقها لأنني أحفظ سرها ، تحترمني لأنني أقدس آدميتها ، تخشى غضبتي لأنها تعلم أن نصيحتي خرجت لصالحها ، وتناقشني لأنني أضع نفسي مكانها حينما أقنعها بأي الطريقين أفضل ..


في النهاية لكل من أبناءنا مفتاح اذا توصلت إليه ملكته بسهولة ، وحذار أن تحاول جعله نسخة من أي أحد ، وإنما تحسس فطرته ، اتبعها وراقب إلى أين ستصل به وبك ، ومن ثم يأتي دور التعديل للتقويم ، لإعادة التوجيه نحو المسار الذي خلق له ، لا المسار الذي تراه أنت ..



أعتذر .. و تقبل حضوري الثرثار
توقيع :  داليا أصلان

 

حتى الدُمَى تتألم ..
داليا أصلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس