عرض مشاركة واحدة
قديم 24/11/2009, 05:35 PM   #19
ابتسام آل سليمان
شـاعـرة و كــاتـبــة
 
الصورة الرمزية ابتسام آل سليمان
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم الخالد مشاهدة المشاركة




لعل أكثر ما يؤرق المتعلمات لعلم العروض وأولهن أنا هو الإتيان بأبيات لها وزن معين ليتم تطبيق القاعدة عليه
كما اسلفت اختي ذكرى بأن ذاك يزيد من ضغطها النفسي
أما أنا فاستغرق ساعات طويلة في كتابة بيت ما أمحو كلمة تارة وأشطب حرف هنا وحرفان هناك
وعندما انتهي أكتشف بأن البيت مخل بالشيء البسيط من الوزن وذلك طبعا لا يطابق القاعدة فأعود من جديد بكتابة بيت آخر وهكذا ...........
وذلك ربما يعود سببه بأن كتابة الشعر ليس قرارا نتخذه بأن أقول الآن الآن سأكتب بيتا بوزن كذا أو عن موضوع معين ..........وإنما هو هواية او الهام يسقط علينا من حيث لا ندري بوقت ليس محددا مسبقا وبكلمات لم يسبق لها التحضير ، ومشاعر غلبت علينا فآثرنا الكتابة ولو آلمنا بعض ما نكتب لكننا نقترف ذاك الذنب ونكتب !
وليس ككتابة موضوع حواري مثلا فالشعر والخاطرة مختلفان كثيرا ، واخراج ذاك الالهام تختلف باختلاف القدرة الشعريه عند شاعرٍ ما عن غيره ، ويؤثر عليه مؤثرات خارجية منها الثقافة ، حصيلته اللغوية ، المحيط الاجتماعي ، ومؤثرات داخلية وهي : نظرة الشخص أو الشاعر للحياة وتذوقه للكلمة واهتماماته وتطلعاته وهكذا.....
، وما نقوم به اليوم هو وضع القصيدة في قالب خارجي جميل يطلق عليه الوزن والقافية ، ولكن علينا عند كتابة القصيد ألا نختار القافية والوزن ومن ثم نسرد عليه خواطرنا ومشاعرنا وذلك ما ينتهجه الكثيرون مما يزعزع المعنى المراد ويجعل القصيدة ركيكه خالية من الجمال فقط وزن وقافية !


وبالنهاية أرى بأن كل انسان بداخله شاعر
سلاما
حي هلا بك عزيزتي
عزيزتي .. قد ذكرتها في ثنايا حديثك .. الشعر موهبة و إلهام يجبرنا على البوح دون استئذان أو سابق إنذار ..
ما أريد أن أبينه أن الغرض من نظم أبيات على أوزان معينة ليس بالضرورة خلق شاعر أو شاعرة
ما لم تكن الموهبة متأصلة و تحتاج إلى صقل كمن يعاني كسورا في وزن الأبيات و يحتاج تقويما
, الغرض من نظم الأبيات لغير الشعراء هو اكتساب المهارة العروضية , ومعرفة الإيقاع المميز لكل بيت ..
مثلا حين نقرأ:
بلى أنا مشتاق ٌ و عندي لوعة ٌ *** ولكن مثلي لا يذاع له سر ٌ
وحين نقرأ :
يا أعدل الناس إلا في معاملتي **** فيك الخصام و أنت الخصم و الحكم ُ
وحين نقرأ :
يا دار عبلة بالجواء تكملي *** وعمي صباحا دار عبلة و اسلمي

هل تلاحظين أن الإيقاع في كل بيت مختلف عما سواه و كأننا ننتقل من نغم إلى آخر؟؟!
نعم فالبحر في كل بيت مختلف , وموسيقاه الداخلية كذلك تختلف و هذا ما ندعوه الوزن
وحين النظم نريد أن نلمس جانب الإيقاع و نتذوقه حتى نميز بين البحور الشعرية , فكل بحر له إيقاعه الخاص المستقل بذاته و الذي لا يتداخل مع سواه !
ولذا ترين أن بعض التمارين مطعمة بعبارة ( دون بذل جهد كبير على المعنى )
وهذي هي الفائدة الكبرى من الدورة لغير الشعراء : اكتساب مهارة العروض و تبسيطه بعيدا عن تعقيد المصطلحات و غرابتها
و أركان القصيدة الجميلة ليست محصورة في الوزن و القافية , بل يحكمها عدة أمور كـ:
/ الحس الداخلي , فمن لم يحرك المشاعر فليس بشاعر !
/ الصور و التراكيب البديعة و الخيال
/ اللغة و البيان و سلاسة الألفاظ
/ خلوها من التعقيد و غريب الألفاظ
توقيع :  ابتسام آل سليمان

 

ابتسام آل سليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس