عرض مشاركة واحدة
قديم 15/03/2011, 08:57 PM   #28
مياسم
ابنة المطـر ..
 
الصورة الرمزية مياسم
افتراضي -24-



لا تسلني يا رفيقي
كيف تاهَ الدربُ .. مِنَّا *

عندما خَلُصتُ إلى أنّ الأمس كان هُو البدء قبل عُمرٍ طوِيل، تهادَت الأشياءُ إليّ، بُمسميّاتِها الأولى، بأبسَطِ معانِيها، بقدرِ ضبابيِّتها وتماهِيها، واقعيتها في بعضِ الأحيان.. بكُلِّها..
فرَّقتُ بين الفقدِ والحَاجة، بينَ الغياب الجبْري، والانحلال في ماءِ الأيَّام، بينَ نشوَة الأمل حيَن يأتي مرّة واحدة، وبين الرّجاء، وَ بُغيَة الكمالِ.. فرَّقتُ بيني وبين الآخرين، ولم تتعبِ الحياة فيما بعد لِتجمعَنا.
عندما أقُول البِدء يُخيّل إليّ أن آلافَ السّنين مرقَت من خلفِي، و نِصفهَا مرقَ من أمامي وبقيتُ أنا أنشُدُ في العُمرِ رقماً ثابتاً أتكئُ عليه،
الرّقم الجديد يُفزُعني، و أُفكر لو أنّي أستطيع تجاوزه إلى الرّقم الذي يليه، أربعة وعشرون ليسَت من الأعداد التي يُحبّ أن يسمعَها المرءُ أو يُتمتِم بها لعامٍ كامِل كلّما سُئلَ عن ما مضَى منه!..
لقد كانت لي هذهِ الابتسَامة كلّما سُئلتُ عن عمري، الآن أحسبُ أن مثل هذه الأعداد لا تُضيف إلينا بكثرَتِها، ولا تُبخسنا بقلَّتها، الأمر أني يجب أن أعيش كما يخطُر لي. لا كما تُحمّلنيه عواتقُ السّنين..
و بعمليّة حسابيّة بسِيطة، ليسَ الرقم"24" بذاك السُّوء.. بإضافَة ما مضَى من عُمري وما سيَتقدّم. أعتقُد أني سأُبقي عليه.حتى تُعطيني الأيّام يومَ ميلادِي الأجمل.
وربما استوطنتُ رقماً آخَر في عُمري. الرقم 26 ربما سيرُوقني... وحتى تُوصُلني بهِ الأيّام، من يدري كيف تكون!
عام سعيد لي. و لخُطوتي المكسُورة. وِ للمطر، والحبّ.... وكل الأشياء الجميلة!..

ذكرى: هذا سُؤال ما تحتَ الثّرى نفَض الغُبار عنّي، وتمنّى لي عُمراً جميلاً.
شكراً ع تواصلك يا جميلة..

أريج: هذا المكان الوصيّة، الذي سيحفلُني ويكفلني أنا وعثراتي. و بقيّة الحروف التي قَد تقَع على أثرٍ ما..
كوني قريبة..

* القصِيدة لفاروق جُويدة. كُنت قد سمعتها قبل أربع سنوات تكثُر أو تقلّ في الإذاعة ، "يا رفيق الدّرب تاه الدرب منّا"
وِلفرط سعادتي بالقصِيدة التي كتبتني في حينِها، تواصَلتُ مع البرنامج رغبة مني في معرفة اسم القصيدة أو شاعرها، ولم أستطع. : (
و ظللتُ طِوال الوقت مُترنّمة بالبيت أو شطر البيت الذي أعرفه، حتى أُلهمتُ البحث قبل قليل في محرّك البحث عن قصيدة في العُمر، في السّنين، في الأيّام.. فكتبت: يضيع العمر، فاروق جويدة.
وأشرقتِ القصيدة التي ما وجدّتها ولكن وجدتني!
توقيع :  مياسم

 


إنْ مررتَ قرِيباً من هُنا ، فاقرأْ على شَاهِدة مَوتِيْ :
ميَاسِمٌ لا تنسَى يوماً فيهِ رُوِّيَت بِالمطَرْ .

مياسم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس