عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11/07/2012, 03:25 PM
بَصيْص بَصيْص غير متواجد حالياً
كاتبة و شاعرة
 


بَصيْص is on a distinguished road
افتراضي وَطَنٌ مِنْ ضًيَاع !

-

وطنٌ من ضيَاع !

وكل شيء في أرجاء هَذا الوطن مملوء بهواءٍ من حنين، والأرصفةُ ذكرياتٌ لا يعبرها إلا البؤساء
وعربيد في آخر الشارع يترأس حانةً من حزن ، يستقبل الجرحى سُكارى للتيه
يُرشدهُم وابتسامته الصّفراء تُخبرهم أنّ المَزيد من الألم سيوافيهم حال الدّخول ..
خُطىً ثقيلة تعبر بعَرجٍ إلى حيثُ اللافرار ، إلى ظلام بلا أمل
إلى ارتطام كؤوس العابرات أرضًا ، إلى أرضٍ لم تحوِ إلا الفقد و الشّوق و شيء يشبه المَوت
يرتمي بقايا العُشّاق على كراسيّ الحانة ، يعلو الصّراخ، يبدأ البكاء معزوفة لـ ترقص القلوب تردد النّشيد الحزين أن " متنا فلم نمت" !
وخلف تلك الكَومة من الضيّاع ، ضوء ضئيل ، لا يشمل إلا المُلقون على كاهل الجُدران في أيديهم جُعُب من المَاضي ، وشيء من الخُذل
وكمّ من الحُزن يرتشفونه قليلا فيُذهبُ الأمل ليحتلّ الفشل و .. الرّحيل إلى ديارٍ من شتات !

طفلٌ يجوب شوارع الوطن بيديه قلم وورقة يبحثُ عن مُعلمٍ يُعلّمه الألف باء ، ليقع بيد الطّاعن حُزنا فيعلّمه الألم بُكاء !
سَماء الوَطن مملوءة بالجفَاف وَ شيء منحوت في صدور الغيم يهوي الأحلام إلى أصحابها ويُمطر المستحيل ، يرمي الحزن في وجوه أصحابه أن كفاكم تيهًا !
ولا مُجيب لداعي الأمل ، وذاك الصّغير المُتمرّد بحثًا عن درسٍ ينتشله من هذا الضيّاع ، وجميع الدّروس حوله ولم يعِ !!

وردة على جانب الطّريق الرّمادي ، مُتّسمة بالذبول رُغم ذلك تحفظ لونها كي تموت بسلام وَ تسقط ..
ورأسُ طفلة مُمزقة الملابس رثّة الهندام لا يُجمّلها إلا ابتسامة صغيرة ، تقطف الوردة وتركض لهوًا ، لتُهديها الهواء ، ويدعسها رجل مُسنٌ عابر ثم يَرميها بعكّازه إلى بعيد عن مساره..
وكأن الأحلام لَم تُبنَ إلا على المُستحيل ، سُلبت ألوانها لتُحاط بهالة اللاحدوث ، وكأن كُلّ شي ملحوق بسخرية المستحيل، ولا مُستحيل إن استبشرنا أملا !
وقاعٌ من المَطر ، ملوّث بالإحباط ، يُغنّي بجانبه رجلٌ أنقذ تلك الوردة الميتة من بين يدي عجوز تنفض عنها أغبرة الشّارع وأقدام المَارّة ، يُخبر الحي بصوتِه أن الضياع يستعمر الوطَن !
يلتقط في كفّيه قطرات المَطر ويرجو أن تُغاث تلك القلوب الواهنة بِسُقيا طُهر تغسل أوجاعها ، يحمل المطر في كفّيه يُهديه طفل الحنين ويمشي ببطء إلى حيثُ لا يعلم !
أملٌ عابر يجوب الشوارع يُضمّد تلك الأرواح يُلقي ابتساماته ، يلوّح للمرضى، يُساعد الأطفال ، ويُقتل برصاصة أحدهم !
يحتضر مُعاتبًا ، ويعد الجَميع أنّ لـ ابنه عَودة فـ انتظروه !

.. [] ..
 
توقيع :  بَصيْص

 

* للثَرثَرة أقطِنُ تُويْتَر.،
https://twitter.com/#!/b9e9
*أردف الاستفهَام جَوابا.،
http://ask.fm/b9e9
*أكرمني رأيًا.،
http://sayat.me/b9e9
رد مع اقتباس