عرض مشاركة واحدة
قديم 18/01/2010, 09:40 AM   #3
ابتسام آل سليمان
شـاعـرة و كــاتـبــة
 
الصورة الرمزية ابتسام آل سليمان
افتراضي

تحية و سلاما
حي هلا بك عزيزتي فتحية..
ماطرحته من الأهمية بمكان , ولن أضيف شيئا على ما ذكرته سوى أن على المرأة قبل أن تطالبـ
بالحنان و الاهتمام , أن تفهم طبيعة الرجل في التعبير, وأثر تكونيه الجسمي على تصرفاته ,
وفي الذكر الحكيم: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى)..
فالاختلافات التكوينية و الجسمية والفسيولوجية بينهما , تحتم على كل منهما التعامل مع الأمور بطريقة مختلفة عن الآخر,
ومتى ما أدرك أحدهما أو كلاهما هذي الاختلافات فإن هذا سيحمله على تفهم الطرف الآخر و قبول تصرفاته ,
ومن أبرز هذي الاختلافات :
الرجل كائن منطقي بدرجة كبيرة , على النقيض من المرأة التي تعتبر كائن عاطفي, مع بعض الشذوذ من الطرفين , لذا لا نستغرب ازدياد حاجة المرأة للحنان و مطالبتها به , وعليها أن تدرك أن الرجل ربما لن يعبر عن حنانه و اهتمامه بها كما تريد , فهو يعبر بطريقته التي قد تعتبرها المرأة تفتقر لأدنى درجات الحنان و الاهتمام ...
كتاب( الرجال من المريخ والنساء من الزهرة)
من تأليف الطبيب النفسي الأمريكي جون غراي ,وفيه يتناول المشاكل التي قد تحدث بين الرجل والمرأة نتيجة الاختلافات بينهم.ومن ذلك هذي القصة مع زوجته:
>>>بعد أسبوع من ولادة ابنتنا ، كنت أنا وزوجتي منهكين تماما .. ظلت ابنتنا توقظنا كل ليلة ، كانت زوجتي قد اجريت لها عملية لتسهيل خروج الجنين ، وكانت تتناول مسكنات للألم كانت تستطيع المشي بصعوبة بالغة . وبعد خمسة أيام من البقاء في البيت للمساعدة ، عدت إلى العمل . كانت حالتها على ما يبدو تتحسن .
وبينما كنت خارج المنزل نفذت مسكنات الألم . وبدلا من أن تطلبني في المكتب ، طلبت من أحد اخوتي ، والذي كان في زيارة لنا ، أن يشتري مسكنات إضافية . لكن أخي لم يعد بالدواء . وبالتالي ، قضت يومها في ألم ، تعتني بالمولودة الجديدة .
لم يكن لدي أي فكرة عن أن يومها كان سيئا للغاية . وعندما عدت إلى البيت كانت متضايقة جدا . وقد أسأت تفسير ضيقها وظننت انها تلومني .
قالت "كنت أعاني من الألم طول اليوم لقد نفذ الدواء وبقيت في الفراش بلا حيلة ولا أحد يهتم !" .
قلت مدافعا " لماذا لم تتصلي بي ؟" .
قالت ، "لقد طلبت من أخيك لكنه نسي ! لقد انتظرت أن يعود طول اليوم . ماالذي كان يفترض أن أفعله ! إنني لا أكاد أمشي . إنني أشعر بضيق شديد " .
وعند هذه النقطة انفجرت . لقد كانت أعصابي متوترة ذلك اليوم . كنت غاضبا لأنها لم تتصل بي ، كنت حانقا لأنها كانت تلومني بينما لم يكن لدي أي فكرة عن أنها كانت تتألم . وبعد تبادل الكلمات القاسية ، اتجهت الى الباب . لقد كنت متعبا ومتوترا ، وقد سمعت ما يكفي . كنا كلانا قد بلغنا أقصى ما نستطيع .
ثم بدأ شيء ما يحدث سيؤدي الى تغيير حياتي .
قالت زوجتي "توقف ، من فضلك لا تخرج . إنني بأمس الحاجة إليك . إنني أعاني من الألم ولم أنم منذ أيام . أسمعني من فضلك" .
قالت "أنت صديق مخلص في أوقات الرخاء فقط . ما دمت أنا الحلوة اللطيفة فإنني أجدك حولي ، وبمجرد أني لست كذلك فإنك تمشي خارجا من هذا الباب" .
ثم توقفت ، وامتلأت عيناها بالدموع . ثم تغيرت نبرة صوتها وقالت ، "إنني أتألم في هذه اللحظة . إنه ليس لدي ما أعطيه ، وهذا هو الوقت الذي أكون في أمس الحاجة إليك . . من فضلك لا تذهب" .
تقدمت نحوها....، بكت بحرارة بين ذراعي . وبعد دقائق معدودة شكرتني لعدم مغادرة المنزل ، واخبرتني أنها كانت بحاجة لأن تشعر بي وأنا أحتضنها .
في تلك اللحظة بدأت أدرك معنى الحب ، الحب بغير شروط أو حدود . لقد كنت دائما أظن نفسي شخصا محبا ، لكنها كانت محقة . لقد كنت صديقا مخلصا في أوقات الرخاء فقط . بادلتها الحب حينما كانت سعيدة وطيبة . ولكن عندما كانت غير سعيدة ومتضايقة أشعر بأنني ملام وأتشاجر ثم أنأى بنفسي .
في ذلك اليوم ، وللمرة الأولى ، لمن أتركها وحدها . لقد بقيت وشعرت بغبطة . لقد نجحت في العطاء حينما كانت بحق في حاجة إلى . بدا لي ذلك الشعور كحب حقيقي .. العناية بشخص آخر .. الثقة في حبنا .. أن أكون هناك في ساعة احتياجها .. لقد تعجبت كم كان سهلا على أن أقدم لها الدعم حينما بصرت بالأسلوب .
كيف غاب عني هذا ؟ لقد كانت فقط بحاجة إلى أن أمشي نحوها وأحتضنها . ربما تعلم امرأة أخرى بفطرتها ما الذي كانت زوجتي تحتاج اليه ، ولكني كرجل ، لم أكن أعلم أن اللمس والاحتضان والإنصات مهم إلى تلك الدرجة بالنسبة لها . ومع إداركي لهذه الفوارق بدأت أتعلم أسلوبا جديدا في الاتصال مع زوجتي . لم أكن أظن أننا نستطيع حل خلافاتنا بهذه السهولة .
لقد كنت في علاقاتي السابقة غير مكترث وغير محب في أوقات الشدة ، لأنني ببساطة لم أكن أعلم ماذا أقعل بخلاف ذلك . وكنتيجة لذلك كان زواجي الأول مؤلما وصعبا للغاية . لقد أشعرتني تلك الحادثة مع زوجتي كيف أغير هذا الأسلوب .
لقد دفعتني لسبع سنوات من البحث للمساعدة في تطوير وتنقيح الفهم عن الرجل والمرأة ، وبالمعرفة بطرق عملية ومحددة كيف أن الرجال والنساء مختلفون ، بدأت أدرك فجأة أنه لم يكن من الضرورة أن يكون زواجي صراعا كما كان ، وبهذا الإدارك المختلف للفروق بيننا كنت أنا و زوجتي قادرين على أن نحسن علاقتنا بشكل مذهل وأن يستمتع كل منا بالآخر أكثر .
وبإدراكنا واستكشافنا المستمر للفوارق بيننا اكتشفنا طرقا جديدة لتحسين علاقاتنا . لقد تعلمنا عن علاقتاتنا بطرق لم يكن آباؤنا يعرفونها قط وبالتالي لم يكونوا قادرين على تعليمنا إياها ، وبعدما بدأت أشرك في هذه البصائر عملائي المسترشدين ، أصبحت علاقاتهم أيضا أكثر غنى . وبكل موضوعية لقد لاحظ الآلاف ممن كانوا يحضرون ندواتي في الاجازات الاسبوعية ان علاقاتهم تبدلت بين يوم وليلة .
وبعد مرور سبع سنوات لا يزال افراد وازواج يتحدثون عن فوائد جمة ، لقد تلقيت صورا عن ازواج سعداء واطفالهم مع رسائل شكر لي لانقاذي حياتهم الزوجية وعلى الرغم من ان حبهم انقذ حياتهم الزوجية إلا انه كان بالإمكان أن ينفصلوا لو لم يكتسبوا فهما أعمق بالجنس الآخر
<<<<
انتهت.. وشكري لك لا ينتهي عزيزتي فتحية..
توقيع :  ابتسام آل سليمان

 

ابتسام آل سليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس