عرض مشاركة واحدة
قديم 25/11/2010, 07:52 PM   #110
سودة الكنوي
شاعرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية سودة الكنوي
افتراضي

سفسطائي.. يساري.. معتدل
حرائر غيمتي/ عبير محمد الحمد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير محمد الحمد مشاهدة المشاركة
.
.
(البريستيج)
هذا الأشبه بـ (حوش الضياع) !!
أصبح يجمع لنا في هيكله المشوّه كلّ ما هبَّ و دبَّ من الظواهر الاجتماعية والثقافية
حتى طال الأدب بكفٍّ جريئة تخسف به أسفل سافلين !!
.
.

مؤخرًا
أصبحت الكتابة الأدبية (بريستيجًا) سخيفًا للغاية
دون نظر للقدرات والمواهب والمؤهلات النفسية والفكرية والثقافية
دون النظر لأيِّ شيء سوى البريستيج !!
وبما أن (الموضة) و (السخف) وتوابعهما الأخرى هي تخصص أنثويٌّ بالدرجة الأولى
فقد تولّت نونات النسوة كِبْرَ هذا بلا نزاع!
.
.
اليوم
وضمن هذه الظاهرة
أصبحت كل الفتيات أديبات
*كلهن يجب أن يمتلكن دفاتر للكتابة والـ (بوووووح) كما يقلن ^_^
*كلهن يجب أن يتمزقن حزنًا وغرامًا و (جنونًا) كما يقلن ^_^
*كلهن يجب أن يتخذن مدونات نتية للبكاء والنحيب و(الأدب) و (الإبداع) كما يقُلن ^_^
*كلّهن يجب أن يرددن -بالعنعنة والتواتر وحتى بالسرقة - مفرداتٍ من نوع:
( بذخ),(باذخ), ( دمت بود), ( حدّ الثمالة),( حدَّ السحر) (حدَّ الحدّ /واللاّحدّ) وفي المنظومة ذاتِها:
(حدّ) الساحر ضربةٌ بالسيف! ^_^
*كلّهن يجب أن يلعنَّ أبا اللغة بالتجنّي على النحو والصرف والقواعد من خلال التشكيل العشوائي للحروف
وكأن الواحدة منهن لن تملك فتنة اللغة وسحر الطرح إلا حين تفتح دماغ الحرف بفتحة ليست له وتكسر أنف الحرف الآخر بكسرة ليست له .. وتضم حرفًا بضمةٍ لا تحلُّ له !! ^_^
ولعل أكثرهن دهاءً تلك التي تشكّل الكلمة كلّها إلا الحرف الأخير لتهرب من فضيحة الجهل بالنحو والإعراب
وتكسب في الوقتِ نفسِهِ حسنى شااااعرية التشكيل !! (ياااي)
*كلهن يجب أن يقرأن رواياتٍ أجنبية ويروين عن (نيتشا) و(كافكا) و(تشي جيفارا)
ويستمعن لـ (بتهوفن) و(موتسارت) و (ياني) و (كيتارو)
ويفهمن فتوووون العمق في لوحات (فان جوخ) و (دافينشي) و( بيكاسو) !
مع عشرة أسماء أجنبية أخرى من هنا وهناك !!
.
.
وبالجملة
كلّهن يجب أن يصبحن أديبات
بالطول / بالعرض / بالارتفاع/ بالتوازي / بالتقاطع
بكل الأبعاد الرياضية وغير الرياضية
يجب أن يصبحن أديبات
فلا تجادلوهنّ في أمر هذا البريستيج بعد الآن
ضاع الأدبْ
ورُفعَتِ الأقلامْ
وجفّتِ الصُّحفْ !
.
.
.
و ما نسيت مكان الآمريكِ بذا// يا من هويتُ و لكن في فمي ماءُ : )

أصاب رمحك المثقّف كبد الهدف..
كم راعتنا أقلام تدعي الأدب، و أخرى تتخذه إكليلا للوجاهة
لكي يسطع نجمها و يلمّعَها المطبلون الذين لا يفقهون من الأدب
إلا (قلة الأدب) مع احترامي للقراء..
و ثلة أخرى تظنه لقمة سائغة في كل فم، و مرتقى سهلاً لكل ذي قدم!!
و المتشاعرون أدهى و أمَرّ!
و إني لأعجب! كيف لصاحب بيان أن يفصل اللغة عن الكتابة فصلاً
فيه من التجني ما فيه!
سلامة اللغة و الأدب صنوانِ لا يختلفان، و جزءان لا يفترقان، و إتقان لغةٍ ما، ركيزةٌ أساسية
من ركائز إقناع المتحدثين بها، فكيف يسوغ المرء لنفسه أن يعيث في اللغة فسادا فيرفع المنصوبات و يخفض المرفوعات!؟
و يأتي مستبشرًا ليقول: هاؤوم اقرءوا شعوري!! و يلقي الجمل على عواهنها و يقول:
(خذوا ما آتيناكم بقوة) فهذا دفق وجداني في لحظة انثيال فاقبلوه على علاته! دون أدنى جهدٍ لتعلّم ما جهل، و السؤال
عمّا لا يعلم..بل يصرف وكده إلى إجبار المتلقي على أن يطبل مع المطبلين و يخوض مع الخائضين..
لو كان الأمر بهذه السهولة، و لو كان رصف الكلام و تنسيقه و زخرفته
و إغراقه في الإغراب و التغريب ، و تدبيجه بالكلمات الأجنبية و الثقافات المهاجرة
و الأفكار الدخيلة، يغني عن مراعاة اللغة و تحسين
البيان، لما اختار الله جل و علا القرآن معجزة لغوية بلاغية، و لاكتفى بالتناغم الصوتي و قصص السابقين
و أخبار الغيب و جمال التراكيب عن الفصاحة و البلاعة.(تعالى الله عن كل نقص وعيب و تمثيل و تشبيه)
من وجهة نظري أن من واجب(و أقول وااااااااااجب) كل رب قلم أن يتعلّم اللغة العربية الفصحى
و يحرص على إتقانها، و لو مبادئها الأساسية و لا يشترط التبحر في غريب اللغة و شوارد المسائل
النحوية. و إن أخذ من علوم البلاغة طرفًا فبها و نعمت..
و لا ننسى المصدر الأكمل الأمثل لكل بيان و كل فصاحة و إتقان (القرآن الكريم)
كلام الله المعجز، ففي تدبره ما ينمي الحس اللغوي و يفجر الكوامن البيانية و يقوي القدرة على
استشعار الجماليات من مواضع إعرابية و إعجازات بلاغية و سكت و وقف و ابتداء..
بل إن علامات الترقيم لهي جزء مهم من الكتابة و قد أهمله العرب (للأسف!) و تمسك به العجم
و أولوه عناية بالغة.


عبير..
شكرا لك لأنك جعلتِني أمجُّ الماء
و أنطق، و هل ينطق من في فيهِ ماءْ!

* ما لوِّن بالأحمر يسمونه في عرف العارفين( سكّنْ تسلمْ)

توقيع :  سودة الكنوي

 تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

اضغط الصورة للتكبير

كَغَيثِ السَّمَا تَحيَا بِهِ كُلُّ بُقعَةٍ=وَتُزهِرُ في إِقبَالِهِ الفَلَوَاتُ
هَمَى حُبُّ عَبدِ اللهِ فِينَا فَأَينَعَت=لَهُ في رُبَى أَفرَاحِنَا الثَّمَرَاتُ
فَكَيفَ أُغَنِّي وَالمعَانِي تَهَدَّمَت=أَمَامَ مَجَارِي سَيلِهَا الكَلِمَاتُ
وَكَيفَ أُوَفِّي مَشهَدَ الحُبِّ وَصفَهُ=وَفِيهِ مَعَانٍ مَا لَهُنَّ صِفَاتُ
فَبَينَ إِمَامِ المسلِمِينَ وَشَعبِهِ=مِنَ الحُبِّ نَوعٌ آخَرٌ وَلُغَاتُ
إِمَامٌ شُعُوبُ الأَرضِ تَحسُدُ شَعبَهُ=عَلَيهِ وَتَستَشرِي بِهَا الحَسَرَاتُ
شعر: أبو الطيب د.محمد بن علي العمري
سودة الكنوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس