الموضوع: " رَاوِيَـة "
عرض مشاركة واحدة
قديم 10/06/2010, 01:43 AM   #4
أسامة بن محمد السَّطائفي
مشرف رَتْلُ المزن
 
الصورة الرمزية أسامة بن محمد السَّطائفي
افتراضي

‘‘

- 3 -
أحـلامُ ما قبلَ النَّـومِ



بلغَ هَوَسي الشَّغوفُ بكِ شأواً عظيماً لامسَ عَنانَ الذُّهولِ وَ الدَّهشَة ، الكُلُّ لاحظَ عليَّ أماراتِ السَّرحانِ ، وَ القِلَّةُ فقط تعرفُ المسبِّب .

آهٍ لو تعلمينَ يا حبيبَتي كم يَطيبُ لي الوقتُ وَ أنا منقطِعٌ عن العالمِ وَ صِراعاتِهِ يُرفرِفُ بي جَناحا الخاطِرِ نحوَ فَضاءاتٍ أنتِ جَوهرُها الأوحَد ، أجِدُ زَورَقَ فكرِي مدفوعاً بقوَّةٍ إلى جُزركِ العَذراءِ ، يرسُو بعدَ مَدٍّ وَ جَزْرٍ على شواطئكِ الآمنَة ، لأهيمَ مبهوتاً في حُسنِ خَلقِكِ الفَريد ، عنِ اليَمينِ وَ الشِّمالِ أنوارُ طلعتِكِ الغَرَّاء تُصِرُّ على مُرافقتِي ، يَزيدُ من ألَقِها بُزوغُ ثَغرِكِ الطُّفولِيُّ على وَجهِيَ القَاحِل ، أتلمَّسُ الجِهاتَ باحِثاً عنكِ لأضمَّكِ إلى صَدْرِيَ العارِي وَ المُرتجف فَيَسْكُنَ رَوْعُهُ وَ تطمَئِنَّ فرائِصُهُ .

أقرأُكِ في مخيِّلَتِي أبجَدِيَّةً ناصِعةَ البَيانِ وَ السِّحر ، ألفِظُ أحرفكِ المِسْكِيَّةَ بِمُنْتَهى الفرحِ الغامِرِ :

راء ... رُواءٌ مَعدِنُهُ أصيلٌ فيكِ بلا إضافات .

ألف ... أناقَةٌ جذَّابةٌ شِعارُها الدَّائِمُ : نعم للبَساطَةِ وَ لا لِلمُغالاة .

واو ... وَقارٌ لَفَّ لُبَّكِ الزَّهْرِيَّ بِأحَنِّ اللَّمسات .

ياء ... يُمْنٌ تَحمِلِينهُ وَ أمانٌ وَ بَركات .

هاء ... هادِئةٌ عريكَتُكِ وَ أَهْيَفٌ قَدُّكِ المائِسُ مُطْرِبُ الخُطوات .

تِلكَ هِيَ ترجَمتِي الوَحيدَة لكِ وَ لا أعرفُ غيرها قاموساً يُوصِلُني إلى معانِيكِ السَّامِيَة ، وَ تِلكَ هِيَ هواجِسِي الَّتي أحْسِدُها على احتِوائِها لِصورتكِ الغالِيَة .

يبقَى مغْنَمِي منكِ يا راوِيَتِي وَ يا رِوايَتِي البائِسَة ، حاصِلُ ضَرْبِ أحلامٍ فِي خَيال ، كأنَّ أبا الطَّيِّبِ كانَ يقصِدُنِي بقولِهِ :

نَصيبُكَ في حياتِكَ من حَبيبٍ /// نَصيبُكَ في منامِكَ من خَيالِ

السَّبت /15/05/2010



‘‘
توقيع :  أسامة بن محمد السَّطائفي
أسامة بن محمد السَّطائفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس