الموضوع: [] هِجْـرَة []
عرض مشاركة واحدة
قديم 07/09/2008, 11:20 PM   #2
أشرف المصري
موقوف
 
الصورة الرمزية أشرف المصري
 






من مواضيعي

أشرف المصري has a reputation beyond reputeأشرف المصري has a reputation beyond reputeأشرف المصري has a reputation beyond reputeأشرف المصري has a reputation beyond reputeأشرف المصري has a reputation beyond reputeأشرف المصري has a reputation beyond reputeأشرف المصري has a reputation beyond reputeأشرف المصري has a reputation beyond reputeأشرف المصري has a reputation beyond reputeأشرف المصري has a reputation beyond reputeأشرف المصري has a reputation beyond repute
افتراضي


[ هِجْرَة ]

في كُلِّ لحظةٍ مِن هَذَا العُمرِ المُجَرَّدِ مِنْ النِّسْيان، مِنْ هذا العُمرِ الفاني، أَقِفُ في طَابُورِ الموتَى البَطِيء. أَتَعَجَلُ السَّاعاتِ كيْ تَأتي.. فَتَأْتي معَ زَخَّاتِ المَطَر، وأَقُولُ في نَفْسي (أنا كبيرٌ بِما يِكفِي لأَمَوت) أَنَا أَخَذتُ مِن العُمرِ مَا يَكْفِيني. سَأُغادِرُ هذا الوَجَعَ قريباً. وَسَأَذْهَبُ لجزيرةٍ نائِيَة، بَعِيدَةٍ عَنْ هَذَا العَالمِ المُوْحِش. سَأَشْرَعُ في تَحْضيرِ أوْراقِ السَّفَر. سَأُجَهِّزُ حَقائِبي. سَأكْتُبُ وَصِيَّتي. (عَليكُمْ أَن تَترُكوا نَعْشي على وجهِ الماء). أُريدُ أَن أَتَطَهرَ من عذاباتِ الَّليالي البائِسات.. إنَّهُ احتِضارُ الذاتِ يا أَصْدِقاء الليْمون.. أكيد سَأَطْفو بِأَعْبائِي بَعيداً عَن هذا المَلهى الَّليْلي. أكيد سَأَبَْتعِدُ عن الرَّاقِصاتِ العَارِيَات، وَعَنْ (ديسكو) القَبِيلة الـمُزرِي. سَأَبْتَعِدُ عَنْ القُبورِ الَّتي ذَرَفتُ عِنْدَ أَبْوابِها آلافَ الدَّمْعات..
ياه كَمْ أَنَا سَعِيدٌ بِكَثافَةِ الكَلِمات. تَحْمِلُ أَوْجاعِي، تَحْمِلُنِي مِنْ كُلِّ إِثْمٍ فِي هَذِهِ القَبِيلَة. أَنَا سَعِيدُ بِقَدْرِ أَحْزانِي الطوال. لِأَنَنَي سَأَمْكُثُ بَعْدَ الآنَ في غُموضِ الله. سَأَخْرُجُ مِنْ عَذَاباتِ الذَّات، وَأَكْبرُ في غَيْبُوبَةِ الصَّمْت، سَأَكُونُ بَعِيداً عَنْ هَذا الضَّجِيجِ الَّذي يُحْدِثُهُ الوَقْتُ بِوَجْهِ حَبِيبَتِي المعين. وَسَأَبْعَثُ رَسَائِلَ على صَدى أَغَانِي عبد الحليم حافظ، كَما يَفْعَلُ العُشَّاقُ. سَأَكْتُبُ لِأُمَّي في كَلِّ آنٍ. سَأَقُولُ لَها يا أُمَّاه. كم كُنْتُ غَريباً. كم كُنْتُ ضَالَ الطَّريق. كَمْ كُنْتُ وَحِيد، سَأَكْتُبُ لِحَبِيبَتي المَيْتَة. سَأُحَدِّثُها عن الفَرَحِ الَّذي رافَقَني في رِحْلَتي البَعيدة. وَهَلْ ثَمَةَ فَرَحٌ في هَذِهِ الحَياة..!
توقيع :  أشرف المصري

 


مستنكف [+]

ذاكرة الغلام
أشرف المصري غير متواجد حالياً