الموضوع: المشهد الأخير
عرض مشاركة واحدة
قديم 10/01/2009, 01:07 AM   #5
سعد الحمري
كاتـب و ناقد
 
الصورة الرمزية سعد الحمري
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما متعب مشاهدة المشاركة


لأهلنا الصامدين في غزّة
نرسل يماماً أبيضاً محملاً بدعائنا




رضيع يلتصق بصدر أمه
يتسآءل:
أهو الليل دوماً هكذا..,
يصرخ بعنف في الظلام؟

(هي)
وجنتاها تلتمع
تضم طفلها ليمتزج بها
خيالات شتى تتجول .., تنشر الرعب في الروح والجسد
(هو)
يتلمس ماتبقى من مقاعد لم يبليها الدخان
يصل إليهما
لايراهما
يلمسهما
يسمع هديل أنفاسهما
هما هنا
يمسح لمعة الوجنتين
يقبل الجبين الصغير.., كأنما يذكرة بالشهادة
ظلمة ترتدي المكان لكن قلوبهم مبصرة..
ينظر إلى قلبها ويهمس..يتحدى بهمسه دوي الصاروخ المجاور... :
أحبكِ أكثر مما مضى وسيمضي
وسأحبكِ هناك
عندما تجمعنا غيمة
حيث طائرة زياد الورقية تحلق دون أن يخنقها الدخان
سيكبر أمامنا , وكلما ضحك ستنبت زهرة في حديقتنا الذهبية
أحبكِ وإن صرخ الثائر فيَّ عليك يوماً

-تمسح لمعة وجنتيه-
(هو)
ربما تكون هذه آخر مره أقبِّل فيها عينيك ولا أراهما
هل أخبرتكِ أنني مهووس بعينيك اللوزيتين
أنا الآن أراهما
وأكاد أبتسم لكنني لا أستطيع

-ويبكي-
-تضمه.., ليمتزج بها كطفلهما-
(هي)
خائفة عليكما كثيراً
أخاف أن تذهبا للغيمة دوني وأبقى هنا أصارع الجحيم وحدي
سأموت ألف مرة ولن أموت
عدني أن تأخذني معك
اقترب مني لنتحد
ليعجننا الركام فنصير جسد تداخل في جسد
ويعود زياد لأمان بطني...

-ينهمر المطر بفعل غيمات الخوف والرماد الـ تظلل عينيها-
يتحدون
,
دوي
,
ركام
..,
ومن ثم جسد واحد
,
,
,
غيمة
فـ حديقة من ذهب
...,
وطائرة ورقية ملونة بالسماوي والأخضر
,

ضحكة
,
فزهرة

سماء

س
م
ا
ء




اه ياريما
كم هو مؤلم هذه المشهد
شكرا لكل خيالاتك الخصبة
التى اخرجت للتو آخر مشاهد الدمار والخيبة
شكرا لكل كلماتك التى لكأت الجراح بقوة
ريما
انحنى تقديرا لإبداعك اللامتناهى
كونى بخير
توقيع :  سعد الحمري
سعد الحمري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس