عرض مشاركة واحدة
قديم 30/06/2008, 02:28 PM   #28
عبد العزيز الجرّاح
المديـر العـام
 
الصورة الرمزية عبد العزيز الجرّاح
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة السطفي مشاهدة المشاركة
*

الغَالِــي / عبد العَزيزْ ، سلامٌ عليكَ و رحمةُ اللهِ و بركاتهُ ..

/

أراكَ لم تُطِلِ الغيبةَ كثيراً يا أخي ، فها أنتَ تعودُ مُسرِعاً و في جُعبتكَ سؤالينِ كريمَينِ سأكونَ في الإجابةِ عنهما دَقيقاً و مُحيطاً بجوانِبَ كثيرةٍ من لُبِّها ..

*



/

رُبَّما أُرجِعُ بِداياتِي الأولى في الشِّعرِ [ و إنِّي حَقيقةً لا أزالُ مبتدئاً فيهِ ] إلى بِدايتينْ : بِدايَة وَهمِيَّة ، وَ بِداية حَقيقِيَّة ..

فالوَهمِيَّة كانت في نِهايةِ سنة 1999 مِيلادِيَّة و لقد أطلقتُ عليها هذا الإسمَ لأنَّني كنتُ وَقتها واهِماً ، فقد أوهَمتُ نفسِي بأنَّني شاعرٌ و بأنَّ ما أكتبهُ يُسمَّى شِعراً في حينَ أنَّ الواقِعَ كانَ يُكذِّبُ ذلك ..

و هذا لأنَّ أولى كِتاباتي كانت مُجرَّدَ مُحاولاتٍ من مُبتَديءْ ، لم تُعرض على النَّقدِ من حَيثُ التَّقطيعِ و الميزان الشِّعري و لم يكن وَقتها من يأخذُ بيدِي و يُرشِدُني إلى الطَّريقِ الحَقِّ في ذلك ، كنتُ فقط أعتمدُ على الإيقاعِ المُوسيقي للأبيات و هذا لا يُعتبرُ كافِيًا ..

و قد أتت تلكَ المُحاولاتُ نتيجَةَ تأثُّري بما كنتُ أقرأهُ من قصَائِدَ لشعراءِ الجَاهِلِيَّةِ وَ نَوابِغِ الشِّعرِ العَمودِي عُموماً منذُ أيَّامِ الدِّراساتِ الإكمالِيَّـة إذ كانت عِندِي قدرةٌ نِسبيَّةٌ نوعاً ما للحِفظ ، فكنتُ أحِبُّ الشِّعرَ الخَلِيلِيَّ كثيراً و هذا ما دَعانِي بادِيءَ الأمرِ إلى خَربشةِ ما خَربشتُ ..

أمَّا الحَقيقِيَّةُ إن صحَّ التَّعبير ، فترجِعُ إلى أوائلِ العامِ المَاضِي 2007 ميلادِيَّة عِندما وَلجتُ صُروحَ الشَّبكةِ العَنكبوتِيَّة وَ بدأتُ الإحتِكاكَ بشعراءَ و كتَّابٍ لهم وَزنهم وَ قيمتهم في المواقعِ و المنتدياتِ الَّتي سجَّلتُ و اطلعتُ عليها ، أذكرُ على سبيلِ المِثالِ لا الحَصرْ : أبو يوسف السَّعدي ، أبو رائد ، أحمد ريَّاني ، زينب المَرزُوقِي ، عبد الله الزهراني ، محمد بن أحمد الزهراني و غيرهم كثيرٌ كَثيرْ ، فسَقلتُ ذلكَ الحُبَّ و التَّأثُّرَ البالغَ للشعرِ العربِيِّ عامَّةً و الأدبَ خاصَّةً بِتوجِيهاتِ و نَصائِحِ من ذكرتُ قبلاً معَ حِرصِي لاقتناءِ كتبِ العَروضِ وَ القافية و الإنكِبابِ على تَعلُّمِ ذلكَ الفَنِّ وَ أيضاً كثرةُ المُطالعةِ وَ القراءة في مُختلفِ الفُنونِ الأدبية لإثراءِ المَخزون الأدبي و الفكري و الشعري ..

فيماَ يخصُّ تَقييمي لتجربةِ الشِّعرِيَّة الآنِيَّة ، فأقولُ بالصَّوتِ المَسموع و أكتبُ بالبُنطِ العَريضْ بِـ ..

أنَّني لا زِلتُ في أوَّلِ بِدايةِ الطَّريقِ أحبُو ، وَ لعلِّي بمسنادةِ المقرَّبينَ مِنِّي و إخواني و أخواتي أنهضُ و أسيرُ بِخطىً ثابِتة لأنَّ هذا أقصى ما أتمنَّــاهْ ..


°



/

أنا أحبُّ الأدبَ الأصيلَ عموماً و الشِّعرَ و الخواطرِ بوجهٍ أخصَّ ..

لأنَّ الخواطرَ تُحاكِي الشِّعرَ إلى حدٍّ ما ، هذا ما كتبتهُ قبلاً في موضوعٍ قديمْ سأدرجهُ هنا كامِلاً علَّهُ يوضِحُ مدى وَ سببَ تعلُّقي بالشّعرِ و الخَواطرْ ..


.. بَيْنَ الخاطِرةِ وَ القَصيدَة .. }

[ أنا لا أضع نفسي في السِّجن الذي وضعه الخليلُ للشعراءْ ] ، هذا معنى ما قاله صديقٌ لي قبل وقتٍ مضى ، عندما سألتهُ : هل أنت تكتب الشعر أمـ النثرْ ؟ إذ أنه كان شخصاً موهوباً ذا أدبٍ فذٍ و جميلْ منذ أيامـ الثانويهْ ، و عندما سألتهُ ذلكـ السؤال أخبرني أنه يكتب روايةً ربما سينشرها في المستقبل . المهمـ في هذا التقديمـ هو ما أريد أن أتحدث عنه في هاته العُجالهْ ، و هو الفرق بين الكتابة الحرَّهْ ( الخاطرة على وجهٍ خاصْ ) و القصيدة الشعرية ؟ و ما يحبِّذهُ الكتَّاب بصفة عامة من كِلا الفنينْ ؟ و غير ذلكـ من الأمور التي تتعلق بجوانب الصنعتين من بلاغةٍ و بيانٍ و أسلوبْ .



رأيتمـ ربما في إجابة صديقي ذلكـ التعبير حول الشعر الذي اكتسبه من خلال موهبته و كتاباتهْ ، و أنه لا يطيق أن يتقيد بقواعده و يترسمـ خطاه التي لا يقومـ إلاَّ بها و التي إذا لمـ تكن لمـ يكن هناكـ شعرٌ و لا شعراءْ . و نظرته هذه طبعاً تعبِّر عن رأيه و عن رأي الكثير الكثير من الكتاب ( خاصة في هذا الزمانْ ) فضلاً عن غيرهمـ ، فهمـ يفضلون الكتابة الحرة بدون قيودٍ أو موانعْ و يقولون بأنَّ مثل هاته الكتابة تسمخ بالتصوير اللاَّمحدودْ ، الذي يستخدمـ عباراتٍ متنوعة و ألفاظٍ مُبْتكرة و معانٍ جديدهْ ، تجعلكـ تسبح في فضاء الكلمة و ترشف من معين التركيب المتناسق و الغير مألوفْ للحروفْ ، فينتج نوعٌ حديثْ بوجهٍ عتيقْ .


و من جهة مقابلة ترى الشعراء في هذا القرن و الذي قبلهْ ، الذين ساروا على خُطى الأوَّلين لا يهتمون كثيراً بالخاطرة ( على عكس المقال و النص الأدبي ) ، إذ أنها تميل إلى الشعر منها إلى أيِّ نصٍ أدبيٍّ آخرْ و لكن دون تفعيلاتٍ و قوافي و بحورْ ، و حتَّى الشعر الحرّ لا يُعيرونهُ اهتماماً كبيراً مقارنة بالشعر العمودي ، ختى أن بعضهمـ لا يكتبهُ و فوق ذلكـ ينتقدهْ ، كما فعل / مفدي زكريا ، في إحدى قصائدهْ ( قرأت تلكـ الأبيات في يومـٍ ما ، و لكنني لمـ أذكر متى و أينْ ) .


و بالنسبة لي ( رأيٌ شخصيٌ طبعاً ) ، أحب الشعر بالنظر إلى أيِّ لونٍ أدبيٍّ مُخالفْ ، و هذا لعدة عواملْ :


أوَّلاً / غِناهُ بالتراكيبِ النَّحوية و المحسِّنات البديعيَّة فتعطي هاته الأشياء بُعْداً أوضحَ و أجملَ و أقدرَ للمعاني و الأهدافِ المُرادةِ من الأبياتْ .


ثانياً / تقيُّدهُ بأسسٍ ثابتة و أوزانٍ معيَّنة لا ينزعُ منهُ صفة الإبداع و التَّأثيرْ ، بل على العكسِ من ذلكـ تماماً فهذا الأمر يجعلهُ يزيدُ من التَّنوُّع الأدبي و اللُّغوي و يُظهرُ القُدراتَ الإبداعيَّة في التَّحكُّمـْ بالحرفِ و المعنى ، و التي تستطيعُ أن توصلَ رسالةً ما أو أن تحثَّ على عملٍ ما أو أن تفعل غير ذلكـ من الأهدافِ النَّبيلة و الغاياتِ الجليلة التي كمـ كان الشعر خير موجِّهٍ و موصِلٍ لها .


ثالثاً / غزارةُ الشعراء على مرِّ العصور و الأزمنة ، و اعتلاء الكثير منهمـ مناصب عاليةٍ في المجتمع و أكبر دليلٍ على ذلكـ أنَّكـ لا تكادُ ترى ملكاً أو وزيراً أو فقيهاً أو أديباً أو فارساً أو حتَّى إنساناً عادِياًّ من عامَّة النَّاسْ ، إلاَّ و قد ذاع صيتُهْ و شاع صوتُهْ و التَّاريخُ بكتبهِ خيرُ شاهدٍ على حُصولِ ذلكـْ .


هذه أهمـُّ المزايا التي بها - على ما أظنْ - تفوَّقَ الشعر على باقي الصنوف ، و أنا أحبُّ الأدب العربيَّ عموماً و الشعر و الخواطر خصوصاً ، و لكنَّ منزلة الشعر عندي أخصُّ جداً جداَ ، فأرجو أن تقبلوا مني صراحتي و نظرتي للموضوعْ و أنا أحترمـ مسبقاً كلَّ آراءِ إخواني و أخواتي بخصوصهْ .


أ . هـ .


°

أتمنَّى يا أخي الفاضل أنَّني استوفيتُ جانِباً مُهِمَّا منَ الإجابةِ عن تساؤلاتكَ و إن كانَ هناكَ أيُّ غموضٍ أو استفسارٍ فأنا هنا مَسجونٌ عَفواً أقصِدُ حاضرٌ لكي أجيبكَ عن كلَّ ما يَشغلُ بالكْ ..

و إلى لقاءٍ آخرَ بحولِ الله ، أستودعكَ الله الَّذي لا تضيعُ ودائعــهُ ..



أسامه ..
شكرًا والله كبيرة.
كانت إجابتك وافية وشافية، ومنها استنبطت السؤال التالي :
تقول : " أما الحَقيقِيَّةُ فترجعُ إلى أوائلِ العامِ المَاضِي 2007 ميلادِيَّة عِندما وَلجتُ صُروحَ الشَّبكةِ العَنكبوتِيَّة وَ بدأتُ الاحتِكاكَ بشعراءَ و كتَّابٍ لهم وَزنهم وَ قيمتهم في المواقعِ و المنتدياتِ الأدبية. " وهي بذلك تعتبر بداية حديثة وحديثة جدًا.

والسؤال : هل يمكن لـ المواقع والمنتديات الأدبية و الاحتكاكات التي تحصل مع كتّابها وشعراءها أن تصقل موهبة الشاعر أو الكاتب بهذه السرعة حتى أصبحت شاعراً وكاتبًا متمكنًا من أدواتك على الأقل من وجهة نظر الإملائيين؟


عذرًا إن أثقلت عليك بأسئلتي، ولي عودة دائمة بإذن الله.


توقيع :  عبد العزيز الجرّاح
عبد العزيز الجرّاح غير متواجد حالياً