عرض مشاركة واحدة
قديم 30/06/2008, 01:06 PM   #27
أسامة بن محمد السَّطائفي
مشرف رَتْلُ المزن
 
الصورة الرمزية أسامة بن محمد السَّطائفي
افتراضي

*

الغَالِــي / عبد العَزيزْ ، سلامٌ عليكَ و رحمةُ اللهِ و بركاتهُ ..

/

أراكَ لم تُطِلِ الغيبةَ كثيراً يا أخي ، فها أنتَ تعودُ مُسرِعاً و في جُعبتكَ سؤالينِ كريمَينِ سأكونَ في الإجابةِ عنهما دَقيقاً و مُحيطاً بجوانِبَ كثيرةٍ من لُبِّها ..

*

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز الجرّاح مشاهدة المشاركة

أهلًا بك .. يا أسامه ،
أعلاه، أقل ما يمكن أن يقدم في حضرة شاعرٌ وكاتبٌ كأنت
وإليك هاذين السؤالين :


- متى كانت بدايتك الشعرية.؟ ولمن تعود بالفضل في توجيهك ومساندتك في بداياتك.؟
وكيف تقيّم تجربتك الشعرية الحالية.؟
/

رُبَّما أُرجِعُ بِداياتِي الأولى في الشِّعرِ [ و إنِّي حَقيقةً لا أزالُ مبتدئاً فيهِ ] إلى بِدايتينْ : بِدايَة وَهمِيَّة ، وَ بِداية حَقيقِيَّة ..

فالوَهمِيَّة كانت في نِهايةِ سنة 1999 مِيلادِيَّة و لقد أطلقتُ عليها هذا الإسمَ لأنَّني كنتُ وَقتها واهِماً ، فقد أوهَمتُ نفسِي بأنَّني شاعرٌ و بأنَّ ما أكتبهُ يُسمَّى شِعراً في حينَ أنَّ الواقِعَ كانَ يُكذِّبُ ذلك ..

و هذا لأنَّ أولى كِتاباتي كانت مُجرَّدَ مُحاولاتٍ من مُبتَديءْ ، لم تُعرض على النَّقدِ من حَيثُ التَّقطيعِ و الميزان الشِّعري و لم يكن وَقتها من يأخذُ بيدِي و يُرشِدُني إلى الطَّريقِ الحَقِّ في ذلك ، كنتُ فقط أعتمدُ على الإيقاعِ المُوسيقي للأبيات و هذا لا يُعتبرُ كافِيًا ..

و قد أتت تلكَ المُحاولاتُ نتيجَةَ تأثُّري بما كنتُ أقرأهُ من قصَائِدَ لشعراءِ الجَاهِلِيَّةِ وَ نَوابِغِ الشِّعرِ العَمودِي عُموماً منذُ أيَّامِ الدِّراساتِ الإكمالِيَّـة إذ كانت عِندِي قدرةٌ نِسبيَّةٌ نوعاً ما للحِفظ ، فكنتُ أحِبُّ الشِّعرَ الخَلِيلِيَّ كثيراً و هذا ما دَعانِي بادِيءَ الأمرِ إلى خَربشةِ ما خَربشتُ ..

أمَّا الحَقيقِيَّةُ إن صحَّ التَّعبير ، فترجِعُ إلى أوائلِ العامِ المَاضِي 2007 ميلادِيَّة عِندما وَلجتُ صُروحَ الشَّبكةِ العَنكبوتِيَّة وَ بدأتُ الإحتِكاكَ بشعراءَ و كتَّابٍ لهم وَزنهم وَ قيمتهم في المواقعِ و المنتدياتِ الَّتي سجَّلتُ و اطلعتُ عليها ، أذكرُ على سبيلِ المِثالِ لا الحَصرْ : أبو يوسف السَّعدي ، أبو رائد ، أحمد ريَّاني ، زينب المَرزُوقِي ، عبد الله الزهراني ، محمد بن أحمد الزهراني و غيرهم كثيرٌ كَثيرْ ، فسَقلتُ ذلكَ الحُبَّ و التَّأثُّرَ البالغَ للشعرِ العربِيِّ عامَّةً و الأدبَ خاصَّةً بِتوجِيهاتِ و نَصائِحِ من ذكرتُ قبلاً معَ حِرصِي لاقتناءِ كتبِ العَروضِ وَ القافية و الإنكِبابِ على تَعلُّمِ ذلكَ الفَنِّ وَ أيضاً كثرةُ المُطالعةِ وَ القراءة في مُختلفِ الفُنونِ الأدبية لإثراءِ المَخزون الأدبي و الفكري و الشعري ..

فيماَ يخصُّ تَقييمي لتجربةِ الشِّعرِيَّة الآنِيَّة ، فأقولُ بالصَّوتِ المَسموع و أكتبُ بالبُنطِ العَريضْ بِـ ..

أنَّني لا زِلتُ في أوَّلِ بِدايةِ الطَّريقِ أحبُو ، وَ لعلِّي بمسنادةِ المقرَّبينَ مِنِّي و إخواني و أخواتي أنهضُ و أسيرُ بِخطىً ثابِتة لأنَّ هذا أقصى ما أتمنَّــاهْ ..


°

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز الجرّاح مشاهدة المشاركة

- أيهما أقرب إلى قلمك / قلبك .. الكتابات النثرية أم الشعرية.؟
/

أنا أحبُّ الأدبَ الأصيلَ عموماً و الشِّعرَ و الخواطرِ بوجهٍ أخصَّ ..

لأنَّ الخواطرَ تُحاكِي الشِّعرَ إلى حدٍّ ما ، هذا ما كتبتهُ قبلاً في موضوعٍ قديمْ سأدرجهُ هنا كامِلاً علَّهُ يوضِحُ مدى وَ سببَ تعلُّقي بالشّعرِ و الخَواطرْ ..


.. بَيْنَ الخاطِرةِ وَ القَصيدَة .. }

[ أنا لا أضع نفسي في السِّجن الذي وضعه الخليلُ للشعراءْ ] ، هذا معنى ما قاله صديقٌ لي قبل وقتٍ مضى ، عندما سألتهُ : هل أنت تكتب الشعر أمـ النثرْ ؟ إذ أنه كان شخصاً موهوباً ذا أدبٍ فذٍ و جميلْ منذ أيامـ الثانويهْ ، و عندما سألتهُ ذلكـ السؤال أخبرني أنه يكتب روايةً ربما سينشرها في المستقبل . المهمـ في هذا التقديمـ هو ما أريد أن أتحدث عنه في هاته العُجالهْ ، و هو الفرق بين الكتابة الحرَّهْ ( الخاطرة على وجهٍ خاصْ ) و القصيدة الشعرية ؟ و ما يحبِّذهُ الكتَّاب بصفة عامة من كِلا الفنينْ ؟ و غير ذلكـ من الأمور التي تتعلق بجوانب الصنعتين من بلاغةٍ و بيانٍ و أسلوبْ .



رأيتمـ ربما في إجابة صديقي ذلكـ التعبير حول الشعر الذي اكتسبه من خلال موهبته و كتاباتهْ ، و أنه لا يطيق أن يتقيد بقواعده و يترسمـ خطاه التي لا يقومـ إلاَّ بها و التي إذا لمـ تكن لمـ يكن هناكـ شعرٌ و لا شعراءْ . و نظرته هذه طبعاً تعبِّر عن رأيه و عن رأي الكثير الكثير من الكتاب ( خاصة في هذا الزمانْ ) فضلاً عن غيرهمـ ، فهمـ يفضلون الكتابة الحرة بدون قيودٍ أو موانعْ و يقولون بأنَّ مثل هاته الكتابة تسمخ بالتصوير اللاَّمحدودْ ، الذي يستخدمـ عباراتٍ متنوعة و ألفاظٍ مُبْتكرة و معانٍ جديدهْ ، تجعلكـ تسبح في فضاء الكلمة و ترشف من معين التركيب المتناسق و الغير مألوفْ للحروفْ ، فينتج نوعٌ حديثْ بوجهٍ عتيقْ .


و من جهة مقابلة ترى الشعراء في هذا القرن و الذي قبلهْ ، الذين ساروا على خُطى الأوَّلين لا يهتمون كثيراً بالخاطرة ( على عكس المقال و النص الأدبي ) ، إذ أنها تميل إلى الشعر منها إلى أيِّ نصٍ أدبيٍّ آخرْ و لكن دون تفعيلاتٍ و قوافي و بحورْ ، و حتَّى الشعر الحرّ لا يُعيرونهُ اهتماماً كبيراً مقارنة بالشعر العمودي ، ختى أن بعضهمـ لا يكتبهُ و فوق ذلكـ ينتقدهْ ، كما فعل / مفدي زكريا ، في إحدى قصائدهْ ( قرأت تلكـ الأبيات في يومـٍ ما ، و لكنني لمـ أذكر متى و أينْ ) .


و بالنسبة لي ( رأيٌ شخصيٌ طبعاً ) ، أحب الشعر بالنظر إلى أيِّ لونٍ أدبيٍّ مُخالفْ ، و هذا لعدة عواملْ :


أوَّلاً / غِناهُ بالتراكيبِ النَّحوية و المحسِّنات البديعيَّة فتعطي هاته الأشياء بُعْداً أوضحَ و أجملَ و أقدرَ للمعاني و الأهدافِ المُرادةِ من الأبياتْ .


ثانياً / تقيُّدهُ بأسسٍ ثابتة و أوزانٍ معيَّنة لا ينزعُ منهُ صفة الإبداع و التَّأثيرْ ، بل على العكسِ من ذلكـ تماماً فهذا الأمر يجعلهُ يزيدُ من التَّنوُّع الأدبي و اللُّغوي و يُظهرُ القُدراتَ الإبداعيَّة في التَّحكُّمـْ بالحرفِ و المعنى ، و التي تستطيعُ أن توصلَ رسالةً ما أو أن تحثَّ على عملٍ ما أو أن تفعل غير ذلكـ من الأهدافِ النَّبيلة و الغاياتِ الجليلة التي كمـ كان الشعر خير موجِّهٍ و موصِلٍ لها .


ثالثاً / غزارةُ الشعراء على مرِّ العصور و الأزمنة ، و اعتلاء الكثير منهمـ مناصب عاليةٍ في المجتمع و أكبر دليلٍ على ذلكـ أنَّكـ لا تكادُ ترى ملكاً أو وزيراً أو فقيهاً أو أديباً أو فارساً أو حتَّى إنساناً عادِياًّ من عامَّة النَّاسْ ، إلاَّ و قد ذاع صيتُهْ و شاع صوتُهْ و التَّاريخُ بكتبهِ خيرُ شاهدٍ على حُصولِ ذلكـْ .


هذه أهمـُّ المزايا التي بها - على ما أظنْ - تفوَّقَ الشعر على باقي الصنوف ، و أنا أحبُّ الأدب العربيَّ عموماً و الشعر و الخواطر خصوصاً ، و لكنَّ منزلة الشعر عندي أخصُّ جداً جداَ ، فأرجو أن تقبلوا مني صراحتي و نظرتي للموضوعْ و أنا أحترمـ مسبقاً كلَّ آراءِ إخواني و أخواتي بخصوصهْ .


أ . هـ .


°

أتمنَّى يا أخي الفاضل أنَّني استوفيتُ جانِباً مُهِمَّا منَ الإجابةِ عن تساؤلاتكَ و إن كانَ هناكَ أيُّ غموضٍ أو استفسارٍ فأنا هنا مَسجونٌ عَفواً أقصِدُ حاضرٌ لكي أجيبكَ عن كلَّ ما يَشغلُ بالكْ ..

و إلى لقاءٍ آخرَ بحولِ الله ، أستودعكَ الله الَّذي لا تضيعُ ودائعــهُ ..



توقيع :  أسامة بن محمد السَّطائفي
أسامة بن محمد السَّطائفي غير متواجد حالياً