عرض مشاركة واحدة
قديم 19/08/2009, 10:14 PM   #42
جمعة الفاخري
شاعـر و قاص و صحفي
 
الصورة الرمزية جمعة الفاخري
افتراضي

;من بريد وصلنا سؤال الأخت ريم المطر:
السلام عليكم ورحمة الله والإكرام
إدارة وأعضاء وفريق المرسى
سلام محمل بعبق الياسمين الشامي لك أخي الفاضل جمعة
ومبارك لك العصماء ,, إنها من أروع ما قرأت
حياك ربي وبارك لك فيما أعطاك من عمق الموهبة الشعرية وروعة الحروف
تأملت مالك من قصائد في إملاءاتي الغالية سحر وجمال اللغة والحب من أحلى ما يكون فخطر لي كما عادتي
أسأل نفسي أحياناً من قال إن الكاتب (الإسلامي)، ليس بشراً يحب و يجذبه الجمال..؟!
من وجهة نظرك أخي الكريم , الشاعر جمعة الفاخري
كيف تنظر إلى هذه النقطة من خلال كتاباتك وهل الكتابة عن الحب وتذوق المتلقي سيدخلنا في (مأزق) مصطلح الأدب الإسلامي ..؟!


ــ للإجابة عن سؤال الأخت ريم المطر:
نعم، أختاه .. الكاتب الإسلامي بشرٌ ذو مشاعر وأحاسيس .. وله الحق للتعبير عن مشاعره ، والإبانة عن عواطفه .. في حدود الدين والأدب .. وإليكِ هذه القصة ، فإنَّ كعبًا بن زهير قد أنشد بين يدي سيِّد الخلق اعتذاريته الذائعة الصيت ذات المطلع الغزليِّ التالي:
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ مَكبولُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا إِلاَّ أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ
تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ

لماذا لم ينهَ المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم زهيرًا وقد صار مسلمًا عن هذا الغزل ، وليوجِّه من خلاله الأمَّة كلها ..
وإليكِ هذهِ الحادثة المرويَّة في كتبِ الأدب العربيِّ:
دخل وفد من علماء العراق على عبد الله ابن العبَّاس رضي الله عنهما في مسجد رسوله الله صلى الله عليه وسلَّم ، فوجدوه يروي قصيدة عمر بن أبي ربيعة :

أَمِن آلِ نُعمٍ أَنتَ غادٍ فَمُبكِرُ غَداةَ غَدٍ أَم رائِحٌ فَمُهَجِّرُ

فأنكروا عليه ذلك قائلين : يا ابن عمِّ رسولِ الله ، نضربُ إليكَ أكبادَ الإبل من العراقِ فإذا بكَ تروي شعرَ هذا الفاسِقش!!.؟
فقال لهم: وإن شئتم أنشدتكم القصيدة كاملةً فأنشدهم إيَّاها..
وإن شئتم أسمعتكم إيَّاها مقلوبةً من آخرها إلى أولها ـ فأنشدها لهم ..
ذلك ليثبت لهم أن لا تزمَّت في ديننا ، ورسولنا قد قال:" لن تدعَ امتي الشعر حتى تدعَ الإبلُ الحنينَ "
ففي ديننا سعة . لكن بعضنا يضيِّق علينا وعلى نفسِه .. وذك يخدم أغراض أعداء ديننا في إلهامهم بعض المثالب التي يلفقونها لهذا الدين القويم.
توقيع :  جمعة الفاخري

 إِنِّي أُحِبُّكَ سَيِّدًا يا موطني
فلقد خُلِقْتَ لكي تكونَ السَّيِّدَا

جمعة الفاخري غير متواجد حالياً