عرض مشاركة واحدة
قديم 05/03/2008, 06:56 AM   #16
مياسم
ابنة المطـر ..
 
الصورة الرمزية مياسم
افتراضي آآآخْ بسْ !



يَـ اللهْ .. ، يمرّ عامٌ .. وَ عَامْ .. ، أعْوامٌ تزفِرُ كَـ الرّيحْ !
تزهِقُ الرّاحةَ وَ الصّبرَ و المراثِي و الحُبّ الكَبِيرْ .. ،
وَ الوَفاءَ إذ يمتدّ كـ شالٍ يلتفّ على عُنقي منذُ الإغماضَة الأخيرَة !
نتبدّلُ كَـ الفُصولْ ، في كلّ يَومٍ لنَا مآلْ .. ،
نصحُو فجأةً كَـ وَردةٍ مسّها الرّذاذُ سَهواً .. ، ثمّ نمُووت مليّاً ..
فَـ لا الغمامُ يتشقّقُ لِـ ذكرِنا .. ، وَ لا السّماءُ تقبَلُ أن تكونَ وَسيطَاً لِـ سُقيَانَا .. !
كُنّا يا خلِيلي إذ نَبكِي معاً .. ينتحِبُ البحَر .. ،
البحرُ الذي كُنّا على ضِفافِه نقتَاتُ البسمَة ، و اللّون الهادئْ .. ثمّ يتبخّرْ..
وَ المطرُ منذُ أزلِنا مُتعلّقٌ في البوْنِ الشّاسِعِ بينَ السّماءِ وَ الأرضْ !
كُنّا إذ يفرُّ الدمعُ من أحدَاقِنا .. ، نرتفِعُ إلى اللهِ بِـ أيدِينا .. ، أنْ نَجفّ قليلاً ..
حتى لا يتألمَ الأقربُونَ مِناّ .. ، حتى لا يؤذِينَا أن نبحثَ عن الأيدِ التي تُجفّفُنا رِفقاً .. ثمّ لا نَجِد .. !
عُمرٌ مضَى .. ياآآ خلِيلي .. !
وَ الحُلم المُفزِعُ ينخَرُ سُكُونِي كلّ صَباحْ .. ، يُذكّرُني بِ العُهودِ التِي مضَتْ ! وَ لم أفِ بِها إلا قليلاً .. !
أكُنتُ مُسرفَةً على مَيسِمي بِ الفقْدِ ذاكَ الحِينْ ، فَ جُوزيتُ بِ الكثَافَة ،
الكثَافَة التي تُبلّغُني الاختنَاقْ ..
الاختنَاقْ الذي يُورِثُني ذِكراكْ .. ،
الذّكرَى التي تُجرّعني الوَفاااااءَ غصَصَاً ثمّ لا يَبقَ ثُقبُ يسْتدرّ الهَواء إلا أُعطيَ المَوتْ .. !
قُل لـ الضّبابِ الذي يغشَى صُورتك أنْ ينجَليْ !
ما عادَتِ الرُؤيَة تتسِعُ لـ أنْ يلتمِعَ الدمعُ في عينيّ .. ثمّ أُغلقُك حتى لا أبكِ عميقاً ..
التمتمَاتُ بِ الرّحمَة وَ هُطولِ المُزنِ توشِكُ أن تنطفئْ .. ،
ذاكَ يا حَبِيبي لأنّ الشّفَاهَ تحدّثتْ كثيراً .. كثيراً دُونَ معيّتِك .. ،
دُونَ رُوحكَ الخائفَة .. تَحومُ في هَديرِ فضَائيْ .. ،
الفَراغُ الرُّوحِي يستفرِغُ صَلَوَاتي .. ، يرمِي بِها إلى الأجلِ البَعيد ..
يُناشِدني ألا أُكرّرها .. ، فَ الإخلاصُ بَاهِتٌ كَـ بِطاقَةٍ من صَديقَة .. كُتبَ عليْها .. لنْ نفتَرِقْ ..
وَ افترقْنَا ..
هكذَا إذاً .. سَـ أقابِلُ صلوَاتي حِينَ تقُومُ قِيامتُنا معاً ..
ثمّ أسرّ إليكَ في أسَفْ .. أرأيتَ كم دَعوةً من أجلِكْ .. ؟ لِـ تقُول لِي : دعوَاتٌ مُؤجلّة .. ،
( يا ليتَكِ سَألتِ الغُربَة كيفَ توَافدتْ على قلبَكِ الصّغير .. بعدَ ارتحَاليْ !
مُؤكّدٌ أنّها وَجدت نافِذةً يتسّربُ إليكِ منهَا الهَوَآآآآءُ بِ لَونَيْه ..
)
ثمّ تتحدّثُ جوارِحي وَ لا يُؤذَنُ لي بِ حَديثْ !
يَـ الله .. لنْ يعْبَأْ بِ شَكوَايَ الكثِيرَة إلاكَ ، وَ ذاكَ البعِيدُ الذي استَودعتهُ المَاءَ فَـ لمْ يروِ عُرُوقِي !
استَودعتُه الطّريقَ فَـ لمْ يهبْنِي أسبَاباً لـ الاعتدَالْ .. ،
استَودعتُهُ الزّمانَ فَـ لمْ يهبْنِي أجرَاساً لِـ التنبِيهْ !
أخْبِرْهُ يَـ الله في ظلامِهِ الغَزيرْ ، في المَوضِعِ النائيْ ليسَ من قلبِي !
أنّ الاحتيَاجَ قَاتِلٌ كَـ السّرطَانْ ، إنْ يَصبِر عليكَ طوِيلاً ، يُرديكَ أخيراً .. ،
ذكّرهُ أنّي لا أمنعُ الزّيارَة أن تَحلّ على وَهَني .. ، حدّثهُ أنّ مجيئهُ مُنتظَرٌ منذُ عامَينِ كَامليْن ..
عسَى أن يعُودَ الحُلم جلِيّاً .. شَهيّاً .. ، كَما كَانْ !

أخبِرهُ ياآآآلله . يكفِي ما تفلّتَ من حَزمِي !
5:36 صباحاً ..
3-3-08

توقيع :  مياسم

 


إنْ مررتَ قرِيباً من هُنا ، فاقرأْ على شَاهِدة مَوتِيْ :
ميَاسِمٌ لا تنسَى يوماً فيهِ رُوِّيَت بِالمطَرْ .

مياسم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس