[مريم الظاهري]

عندما يغزو الألم أنحاءنا , فيمحو كل ملامح الحياة ..
فلا يعود هناك مكانٌ للأنين ..
عندما يصرخ الليل قائلاً : كفى , كفى , لا أريد سماع المزيد من الآهات المكبوتة , المكتومة المزعجة..!!
فيتذمر المكتومين : كيف نقتل ما خنق بداخلنا..؟؟

حين يَتَحَشْرجُ صوت مذنبٍ معتذراً ..
فتنزل دمعاتهُ برداً و سلاماً لِتُطَهرهُ من ذنوبهِ ..

حينما يغزل العذابُ خيوطه في جسد نادم ..
أفاق بعد رحيل الفرض , ليرى أمامه طريقاً للجحيم ..!! , حيث دموعهُ ستلسعه ليتألم ..
لكنه فقد الإحساس..
و مات شعوره لشدة نشوتهِ بالعذاب ..!!

فلابد أن يستيقظ النائم من سباته ليسقط في حفرة الوجع ..!!
حيث يتمنى أن يقف الزمن و يعود , فلا ينام أبداً ..
و ينقطع حلم صحوته , و يفيق على صوت أجراس الفقد ..
فقد أقلع الكل بأحلامهم و هو لايزال في سَكْرة الحلم..!!

حين تتجمد الحواس , فلا ينطق اللسان ..
و لا تندمل الجراح و لا يكون هناك فرصةً لذلك..!!
بل هناك فرصة لتكبر , تزيد , و تنزف أكثر فأكثر ..
لتنهش جسداً أدماه طول الصبر على قارعة الإنتظار ..!!

فتتعارك الأشجان مع قلبٍ يحمل بصيص أمل , و فتيل نور ..!!

حين يحاول متفائلاً إسعاد كل من حوله .. و يضفي على حياتهم رونقاً جميلاً , راقياً..

حين يحاول تعيساً تغير مسار حياته , و يحاول بناء صرحه المهدوم و يعيد إبتسامته المسلوبة..

في ذلك الحين ..

تتبدد فرصة من يستحقها , و تذهب لمن لا يستحقها ..

و عشاق تنتحر رغباتهم , و تغتال سعادتهم , و يُجرم القدر في حقهم ..
فتجف عروق اللقاء و يسقي بيد الفراق القاحلة مترامية الأطراف..!!
بينما تزهر حياة عشاق بائسين سواهم..!!

حين لا ينصف القدر أحداً , ينتهك القانون و لا يبالي أحدهم بذلك , و يسدل النهار سائره مع فرح غير محدود في بقعة , ألم , حزن , أنين , فراق , حب , و الكثير من الأحلام المسلوبة أو التي وصل أصحابها للمنى المنشود في بقاع أُخر ..

وقتها , و وقتها فقط , نعلم أن الدنيا تسير بالشكل الصحيح ..!!